رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بنوك استثمار تتوقع استقرار أسعار النفط عند 100 دولار بعد خفض الإنتاج

نشر
مستقبل وطن نيوز

جاء قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها بخفض الإنتاج النفطي مفاجأة كبيرة للسوق، بالنظر إلى التصريحات السابقة من السعودية التي تقود تحالف المنتجين، بأنها ستحافظ على استقرار الإمدادات.

أعادت خطوة خفض الإنتاج القلق بشأن الضغوط التضخمية إلى الواجهة، مما زاد من المخاوف من أن ارتفاع الأسعار والتشديد النقدي القوي من قبل البنوك المركزية يمكن أن يدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود.

وصف البيت الأبيض قرار "أوبك+" بأنه غير مستحسن في ظل ظروف السوق الحالية، وأضاف أن الولايات المتحدة ستعمل مع المنتجين والمستهلكين لإدارة أسعار البنزين للأميركيين.

قال محللون من بينهم دان سترويفن وكالوم بروس: "تتمتع "أوبك+" بقوة تسعير كبيرة جداً مقارنة بالماضي.. الخفض المفاجئ يتوافق مع مبدأهم الجديد في التصرف بشكل استباقي لأنهم يستطيعون القيام بذلك دون خسائر كبيرة في حصتهم السوقية".

وأدى هذا، إلى جانب تمديد تخفيضات الإنتاج الروسية، إلى قيام المجموعة القوية في وول ستريت العملاقة -"غولدمان ساكس"- برفع توقعاتها لخام برنت إلى 95 دولاراً للبرميل بنهاية العام الجاري من 90 دولاراً في وقت سابق، وإلى 100 دولار في ديسمبر 2024 من 95 دولاراً.

وأضافت "غولدمان" أنه على عكس ما حدث خلال خفض "أوبك+" السابق في أكتوبر، فإن زخم الطلب العالمي على النفط إيجابي في الوقت الحالي وسط انتعاش قوي في الصين وهوامش تكرير مرنة.

قال فرانسيسكو بلانش، رئيس أبحاث السلع والمشتقات في "بنك أوف أمريكا": "أي تغيير غير متوقع بمقدار مليون برميل يومياً في ظروف العرض أو الطلب على مدار عام يمكن أن يؤثر على الأسعار بمقدار يتراوح بين 20 دولاراً و 25 دولاراً للبرميل".

وقال البنك الأميركي إن "أوبك" لم تعد تخشى ردة فعل كبيرة لإمدادات النفط الصخري الأميركي إذا تجاوزت أسعار خام برنت 80 دولارا للبرميل، لذا فإن خفض الأحجام لدفع أسعار النفط إلى الأعلى لا يحمل نفس المخاطر التي كان عليها قبل خمس سنوات".

وقال إنه لا يزال من غير الواضح مقدار التخفيضات الفعلية في حجم الإنتاج، بالنظر إلى أن "أوبك" فشلت تاريخيا في التنفيذ الكامل للتخفيضات المتفق عليها. حافظ "بنك أوف أميركا" على توقعاته لخام برنت عند مستوى فوق 90 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من العام.

قال محللون في "سيتي غروب" ومن بينهم إد مورس وفرانشيسكو مارتوتشيا: "استعادت "أوبك+" منصبها الذي تم التخلي عنه مؤخراً بأن تصبح "محافظ البنوك المركزية للنفط".

"بالنظر إلى تحركات الأموال المدارة المنخفضة للغاية، وانخفاض أعداد العقود المفتوحة وكذلك التقلبات، يمكن للأسواق أن تتوقع قفزة هائلة للأسعار تماماً مثلما أدى تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي والاضطراب المصرفي إلى انخفاض الأسعار قبل أسبوعين بصورة غير متماثلة مع الحدث".

قد يؤدي الخفض المفاجئ من قبل "أوبك+" إلى خفض فعلي يبلغ حوالي 700 ألف برميل يومياً في الإنتاج على الرغم من أن الرقم المعلن يبلغ حوالي 1.65 مليون برميل يومياً، وفقًا لمحللي "آر بي سي" بما في ذلك حليمة كروفت وكريستوفر لوني.

ومع ذلك ، يمكن قراءة هذه الخطوة على أنها إشارة إلى أن المملكة العربية السعودية وشركائها في "أوبك" سوف يسعون إلى كبح عمليات البيع المفرطة. وقالوا إن السعوديين أعربوا عن مخاوف واضحة بشأن الإجراءات التشددية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وعدم اليقين الكلي، وما يُنظر إليه على أنه تحيز هبوطي مفرط في السوق.

قال دانييل هاينز، كبير محللي السلع في "أيه إن زد غروب هولدنغ"، على تلفزيون بلومبرغ إن احتمال الوصول إلى 100 دولار قبل نهاية العام "زاد بالتأكيد بعد هذه الإجراءات".

وقال: "مثل بقية السوق، فوجئت تماماً بهذه الخطوة.. هذا الإجراء يرسل إشارة قوية جداً إلى السوق بأنهم سيدعمون الأسعار".

قال فيفيك ضار، مدير سلع الطاقة والتعدين في بنك الكومنولث الأسترالي، إن التخفيضات المعلنة من "أوبك+" ستصل إلى حوالي 1.1% من الإمدادات العالمية في الشهرين المقبلين ونحو 1.6% من الإمدادات العالمية في النصف الثاني من هذا العام.

وأضاف أن الدول الثماني التي تخطط لخفض لإنتاج لديها القدرة على القيام بذلك. وقال ضار "لذلك نحن نتحدث عن مليون برميل يوميا خارج السوق يمكن أن تكون حقيقة واقعة.. يجب أن ينتبه الناس إلى هذه التخفيضات لأنه يمكن تحقيقها بالفعل".

 

عاجل