ظهر منذ 239 سنة.. حكاية التوقيت الصيفي وسر العمل به في مصر
وافق مجلس الوزراء خلال اجتماعه في بداية الشهر الحالي، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء على مشروع قانون بشأن عودة العمل بنظام التوقيت الصيفي.
وجاء نص مشروع القانون كالتالي: "اعتباراً من الجمعة الأخيرة من شهر أبريل، حتى نهاية يوم الخميس الأخير من شهر أكتوبر من كل عام ميلادي، تكون الساعة القانونية في جمهورية مصر العربية، هي الساعة بحسب التوقيت المُتبع، مُقدمة بمقدار ستين دقيقة".
ويأتي ذلك في ضوء ما يشهده العالم من ظروف ومتغيرات اقتصادية، وسعياً من الحكومة لترشيد استغلال الطاقة.
ما هو التوقيت الصيفي؟
التوقيت الصيفي هو عبارة عن تغيير في التوقيت الرسمي للدولة، ويتم تغييره مرتين على مدار السنة، أي أنه يستمر لعدة أشهر، ويتم ضبطه صيفًا من خلال ضبط الساعة الرسمية في بداية الربيع، حيث يتم تقديم عقارب الساعة 60 دقيقة، على أن يتم الرجوع إلى التوقيت العادي الشتوي مع بداية موسم الخريف، والهدف من ذلك إطالة عدد ساعات العمل وتقليل استخدام الطاقة.
أصل التوقيت الصيفي
الدبلوماسي الأمريكي بنجامين فرانكلين، هو أول من طرح فكرة العمل بالتوقيت الصيفي عام 1784، وتم طرح الفكرة من جديد من قبل البريطاني وليام وليت عام 1909، ولكن تم تطبيقه عالميًا لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية والعسكرية التي أجبرت العالم على توفير الطاقة، لتكون ألمانيا أولى الدول تطبيقًا لهذه الفكرة.
التوقيت الصيفي في دول العالم
في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا يتم تطبيق العمل بالتوقيت الصيفي في الأحد الثاني في مارس، وحتى الأحد الأول في نوفمبر، وفي إستراليا يجرى العمل به في الأحد الأول من أكتوبر حتى الأحد الأول من أبريل، عدا ولايتي أستراليا الغربية والمقاطعات الشمالية.
وتطبق دولة البرازيل العمل بالتوقيت الصيفي منذ الأحد الأخير في مارس وينتهي في الأحد الأخير من أكتوبر، أما الاتحاد الأوروبي فيعمل بالتوقيت الصيفي اعتبارا من الأحد الأخير في شهر مارس وينتهي في الأحد الأخير من أكتوبر.
سر العمل بالتوقيت الصيفي
لجأت الحكومة في مصر إلى نظام التوقيت الصيفي أو الساعة الصيفية بهدف ترشيد استهلاك الطاقة منذ عقود في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فما قصة هذا التوقيت الذي يرفضه بعض المصريين.
بداية التوقيت الصيفي في مصر
بدأ استخدام الساعة الصيفية أو التوقيت الصيفي في مصر عام 1945 في عهد حكومة محمود فهمي النقراشي، حيث صدر في هذا الشأن القانون 113 لسنة 1945.
وكان هذا القانون معبرا عن الأزمة الاقتصادية التي ضربت مصر والعالم خلال الحرب العالمية الثانية وارتفاع أسعار المحروقات، واستمر هذا الوضع حتى عام 1957 عندما صدر قانون آخر يحدد التوقيت الصيفي من أول مايو وحتى نهاية سبتمبر.
أول إلغاء للتوقيت الصيفي
وفي عام 1975 قرر الرئيس أنور السادات إلغاء التوقيت الصيفي وصدر بذلك القانون 87 لسنة 1975، وفي عام 1982 قررت حكومة الرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك عودة العمل بالتوقيت الصيفي لترشيد استهلاك الطاقة، لكن تقرر إلغاؤه عام 1985.
ولكن بعد 3 سنوات صدر القانون 141 لسنة 1988 الذي أعاد التوقيت الصيفي من جديد من أول مايو حتى آخر سبتمبر عدا شهر رمضان.
مدة الساعة الصيفية
وفي عام 1995 صدر القانون 14 بتعديل مواعيد التوقيت الصيفي ليصبح من الجمعة الأخيرة في شهر أبريل وحتى الخميس الأخير من شهر سبتمبر، باستثناء شهر رمضان أيضا.
التوقيت الصيفي وثورة يناير
واستمر العمل بهذا النظام حتى قيام ثورة 25 يناير 2011، وفي أبريل 2011 وقبل ساعات من التوقيت الصيفي الأول بعد الثورة، أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة مرسوما بوقف العمل بنظام التوقيت الصيفي، استجابة لمطالبات شعبية.
واستمر النظام موقوفا حتى عاد في منتصف مايو 2014 ولمدة عام واحد، بقرار جمهوري من الرئيس المؤقت السابق عدلي منصور، وذلك في ظل أزمة الطاقة التي كانت تعيشها مصر.
وفي وقت سابق، قرر مجلس الوزراء في اجتماع سابق له، إلغاء تطبيق التوقيت الصيفي، وجاء ذلك في ضوء ما ورد من مجلس النواب بشأن تعديل القرار بقانون رقم 24 لسنة 2015، والذي نص على وقف العمل بالتوقيت الصيفي وعدم تطبيقه مستقبلًا.
وأعادت الحكومة العمل بالتوقيت الصيفي مرة أخرى بقانون وافقت لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب برئاسة النائب أحمد السجيني، عليه اليوم على أن تعد اللجنة تقريرها عن مشروع القانون للعرض على المجلس ومناقشته خلال الجلسات القادمة.