«معهد ستكهولم»: روسيا هي المزود الأول لـ«إفريقيا جنوب الصحراء» بالأسلحة لخمس سنوات
ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن روسيا انتزعت موقع الصدارة من الصين لتصبح مورد الأسلحة الأول لدول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على مدار السنوات الخمس الماضية.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن أحدث تقرير صادر عن "معهد ستكهولم الدولي لأبحاث السلام"، أن روسيا في الفترة من عام 2018 إلى عام 2022 باتت أكبر مورد أسلحة لمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء بحصة سوقية إجمالية بلغت 26% مقارنة 21% للفترات السابقة، وأن هذه النسبة (26%) تصل إلى 40% إذا قمنا بتضمين مبيعات الأسلحة الروسية لمنطقة المغرب العربي.
ووفقا للبيانات فقد تراجعت حصة الصين السوقية (لمبيعات الأسلحة) في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء من 29% إلى 18% لتحل في المركز الثاني ،بعد روسيا، وتظل متقدمة على فرنسا (حصتها السوقية 8%) والولايات المتحدة الأمريكية (5%).
ويرى المعهد أن هناك منافسة شرسة حاليا بين الدول المصدرة للأسلحة لبسط نفوذها في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما هو الحال في مجالات أخرى مثل البنية التحتية والطاقة والتعدين.
ولفت المعهد إلى أن موسكو كانت نشطة للغاية خلال السنوات القليلة الماضية لاسيما في المعترك الاقتصادي ـ الدبلوماسي، فقد كانت الأسلحة كذلك من بين منتجات التصدير الرئيسية خلال قمة روسيا ـ إفريقيا الأولى التي نُظمت في منتجع سوتشي عام 2019 ، واستقبل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من 40 رئيس دولة إفريقية.
وقال سيمون وايزمان، الباحث بمعهد ستكهولم الدولي لأبحاث السلام وأحد معدي التقرير، إنه على الرغم من عدم الكشف عن الأرقام (للمبيعات) في إفريقيا، إلا أنها من وجهة نظره مازالت متواضعة.
وأشار إلى أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تستورد أسلحة أقل إذا ما قورنت ببقية أنحاء العالم (2% خلال الفترة من 2018 إلى 2022، بانخفاض 23% مقارنة بالفترة من عام 2013 إلى 2017)، فهي تستورد بصورة خاصة المعدات التي لا تحتوي على تكنولوجيا فائقة، مثل المركبات المسلحة أو المدفعية الخفيفة، وبالتالي تكون منخفضة القيمة.
وكشف وايزمان أن أكبر ثلاث مستوردين في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، هي دول غنية نسبيا أو تواجه صراعات، وهؤلاء المستوردين هم: أنجولا ونيجيريا ومالي.
وقال إن هذه الدولة الأخيرة (مالي) شهدت انقلابيين متتاليين عامي 2020 و2021 وعليه زادت وارداتها من الأسلحة بصورة ضخمة بلغت نسبتها 210% مقارنة بالفترة السابقة، لافتا إلى أن باماكو تعد مثالا توضيحيا لما عليه حال سوق الأسلحة الإفريقي.
وأوضح الباحث أن الولايات المتحدة الأمريكية غالبا ما تتجه نحو العقود الأكثر ربحية مادية، وبالتالي أصبحت روسيا هي مورد الأسلحة الأول لدولة مالي؛ لكن باماكو اشترت أسلحة من موردين آخرين مثل البرازيل والصين.
وتوقع وايزمان تراجع صادرات الأسلحة الروسية إلى دول العالم اعتبارا من العام الجاري 2023 بسبب الحرب في أوكرانيا، لكن ذلك لا يعني أن الصادرات الموجهة إلى إفريقيا "ستنخفض إلى الصفر".
وأشار أن الروس سيحتفظون بمخزونات صغيرة من الأسلحة ستوجه إلى الدول الإفريقية من أجل "إرضاء هذه الدول وضمان بقائها على الحياد في مجلس الأمن الدولي والهيئات السياسية الأخرى".