وزير الأوقاف: حالة السرور التي تشهدها بيوت الله تعكس تقدير المصريين لها
أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة على حالة الرضا والسرور العارمة التي تشهدها بيوت الله (عز وجل) في جميع أرجاء الجمهورية، وهذه الملحمة الدعوية وهذا الحضور يعكس إيمان الشعب المصري ومدى حبه وتقديره لبيوت الله (عز وجل)، مشيرا إلى بركة مجالس العلم.
جاء ذلك خلال افتتاح وزير الأوقاف محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة والذي يقيمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بعنوان: "أخلاق الصائمين"، المسجد.
وأشار الوزير إلى أن حضور هذه المجالس العامرة في جميع أرجاء الجمهورية يؤكد على معدن هذا الشعب الأصيل المحب لدينه، والمستمسك بسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، وهذا يدفعنا لمزيد من العمل لخدمة بيوت الله (عز وجل)، وهذا الملتقى كونه ينعقد داخل المسجد، فهو يعتبر اعتكافًا، ومدارسة للعلم، وذكر لله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن هذا الملتقى هو امتداد لمثيلاته من الملتقيات التي تقام يوميًّا في جميع ربوع مصر ومثله للواعظات.
وأكد أهمية اغتنام شهر رمضان فرصة للإكثار من العبادات والطاعات.. مشيرا إلى أن بعض الناس لا يستجمع همته إلا في العشر الأواخر، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ"، مؤكدًا أنه ما من أحد يقف بباب الله ثلاثين ليلة إلا وسيقبله ربه سبحانه، فاللهم أعنَّا على صيامه وقيامه وتقبل سائر أعمالنا.
وفي كلمته قدم أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشكر لوزير الأوقاف على هذه المجهودات المباركة في إعادة الروح لمساجد مصر كلها، فأينما وجهت وجهك تجد مساجدنا عامرة بالدعوة والثقافة ، وهو جهد مشكور لوزارة الأوقاف ، وخصوصًا في هذا الشهر الكريم، فهنيئًا للصائمين والقائمين، مؤكدًا على شرف الزمان والمكان والصحبة، فشرف الزمان لقوله سبحانه: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، وشرف المكان لمكانة مسجد سيدنا الحسين (رضي الله عنه وأرضاه)، وشرف الصحبة من علماء وزارة الأوقاف ومحبي سيدنا الإمام الحسين.
وأكد على ضرورة الإفادة من الدروس المستفادة من العبادات، فما شرع الله العبادات إلا لصالح الإنسان، وهو أن يتعامل بخلق حسن مع أخيه الإنسان، " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ "، فالصلاة إن لم تؤتي ثمرتها بالتأثير الإيجابي على خلق المسلم، فقدت أهميتها لدى الإنسان، وكذلك الزكاة " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا"، فالذي يتيه بصدقته على الناس تفقد ثمرتها، والصوم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، وهي عبادة قديمة للأمم السابقة، وهدفها هو تحصيل التقوى.
والمتقي هو الذي يجعل بينه وبين مؤاخذة الله وقاية، والحج " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ" ، فالحج فيه مشقة في السفر وغيره وهنا تظهر معادن الرجال، وعلى الإنسان أن يلحظ أخلاقه " فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ"، ومن هنا نخرج من العبادت بأخلاق تجعلنا في مصاف المقبولين لدى الله سبحانه ولدى رسوله (صلى الله عليه وسلم)، وقد قال الفضيل (رحمه الله): ولأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابد سيء الخلق.