الجارديان: الكرملين يصف قرار المحكمة الجنائية ضد بوتين بأنه دليل على عداء الغرب لروسيا
تناول مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أول رد فعل للكرملين تجاه قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعوى ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، حيث وصف الكرملين قرار المحكمة بأنه دليل واضح على العداء الذي تكنه الدول الغربية لروسيا.
وأضاف المقال، الذي كتبه الصحفي أندرو روث، أن موسكو سوف تستغل هذا القرار من جانب الجنائية الدولية كدليل على مساعي الدول الغربية للإطاحة بالرئيس بوتين وتغيير نظام الحكم في روسيا وأن الغرب لن يتواني عن بذل كل الجهود من أجل تحقيق ذلك الهدف.
وأشار الكاتب أنه في الوقت الذي يسعى فيها بوتين إلى تمهيد الرأي العام الروسي لتقبل حرب طويلة المدى في أوكرانيا يأتي قرار المحكمة الجنائية ليؤكد لأول مرة احتمال تقديم قيادات روسية للمحاكمة في لاهاي إذا ما تم إلقاء القبض عليهم.
ويوضح الكاتب في هذا السياق أنه على الرغم من أن ذلك الاحتمال بعيد ولن يتحقق في المستقبل القريب إلا أن موسكو سوف تستغل هذا القرار من أجل الترويج لفكرة أن أي مفاوضات مع الجانب الأوكراني لن تكون سوى مجرد ستار يخفي وراءه الهدف الحقيقي من تلك المحادثات وهو الإطاحة بالرئيس بوتين.
ويشير المقال إلى تدوينة فلادلين تاترسكي وهو أحد أكبر مؤيدي العملية العسكرية الروسية والتي يقول فيها أن الغرب لن يتراجع عن الإطاحة بالرئيس بوتين وأنه يبذل في سبيل ذلك كل الجهود المتاحة بما في ذلك خلق حالة من الانقسام داخل روسيا، موضحا في نفس الوقت أن الشعب الروسي بأكمله يقف خلف رئيسه ويؤيده حتى تحقيق النصر مهما كلفه الأمر.
ويتناول المقال كذلك موقف المسؤلين الروسيين من قرار المحكمة حيث يقولون أن قرار المحكمة يشبه تلك العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على بلادهم، مشيرا إلى أن المسؤلين الروس يسعون للترويج لفكرة أن روسيا تقع تحت حصار دولي حتي يدفعوا الشعب الروسي للالتفاف حول الرئيس بوتين وتأييده.
وفي الوقت نفسه يقول فياتشسلاف فولودين رئيس مجلس الدوما الروسي أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استنفدا كل الإجراءات العقابية المعادية إلا أنهما لم يتمكنا من كسر إرادة المواطن الروسي من خلال العقوبات الاقتصادية التي فرضوها على موسكو من أجل تدمير الاقتصاد الوطني، معربا عن اعتقاده أن واشنطن والدول الأوروبية يدركون تمام الإدراك أن استمرار بقاء روسيا قوية يكمن في استمرار بقاء بوتين في سدة الحكم لذلك فقد بات هو الهدف الذي يسعون للقضاء عليه.
ويضيف المسؤول الروسي، كما يقول المقال، أن أي هجوم على رئيس روسيا يعتبر اعتداء على روسيا ذاتها.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى تصريحات المفوضة العليا لحقوق الطفل في روسيا ماريا أليكسيفنا لفوفا-بيلوفا، والتي صدر بحقها أيضا قرار اعتقال من جانب المحكمة الدولية والتي تقول فيها أن المحكمة استندت في أسباب قرارها إلى قيام روسيا بالترحيل الإجباري للأطفال من أوكرانيا إلى روسيا، مؤكدة أن ما ماقامت به روسيا هو مساعدة هؤلاء الأطفال للعودة إلى وطنهم الأم.