سلع أساسية ووجبات في رمضان.. مبادرة «كتف في كتف» تطرق أبواب الأسر الأكثر احتياجًا
"مش عارف أشكركم أزاي.. وأنا مقدر مجهودكم جدًا".. هكذا بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي حديثه فور وصوله إلى استاد القاهرة الدولي، لحضور احتفالية التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بإطلاق أضخم مبادرة للحماية الاجتماعية في تاريخ مصر "كتف في كتف"، التي يشارك فيها أكثر من 300 ألف متطوع، يمثلون 33 جهة ومؤسسة من المجتمع المدني.
ويرجع الفضل في تكوين التحالف الوطني للعمل الأهلي، الذي أطلق بدوره مبادرة "كتف في كتف"، إلى رعاية الرئيس السيسي، الذي أطلق على 2022 عام المجتمع المدني، لتتضافر جهود الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتنفيذ الأنشطة التنموية المجتمعية، والخدمات التي يستفيد بها المواطنون، في جميع أنحاء الوطن.
هدف مبادرة «كتف في كتف»
تستهدف “كتف في كتف” توزيع 4 ملايين كرتونة مواد غذائية على الأسر الأكثر احتياجًا، في إطار توجيهات الرئيس السيسي بالتخفيف عن كاهل الأسر الفقيرة، في ظل الظروف الاقتصادية الاستثنائية التي يعاني منها العالم، جراء الحرب الروسية الأوكرانية، واضطراب سلاسل الإمداد والتوريد، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، والمواد البترولية.
وجعلت المبادرة التضامن مع الفئات الأولى بالرعاية والأكثر تأثرًا بالأزمة الاقتصادية العالمية هدفًا لها، لمساندتهم ودعمهم في هذه الأزمة، بالعديد من الفعاليات، أهمها تقديم ملايين الصناديق، التي ضم العديد من السلع الغذائية، التي تكفي أسرة من 5 أفراد على مدار الشهر الكريم.
كلمة الرئيس السيسي
وفي حضور أكثر من 60 ألف متطوع في مدرجات استاد القاهرة، تحدث الرئيس السيسي، خلال كلمته في احتفالية إطلاق مبادرة "كتف في كتف"، عن دور العمل الأهلي في الحماية الاجتماعية، وجهود حياة كريمة في توفير حياة معيشية ملائمة لأكثر من 58 مليون مواطن، في 4 آلاف قرية.
انتصار جديد لمعاني الإنسانية
أكد الرئيس السيسي، أن مبادرة "كتف في كتف" انتصار جديد لمعاني الإنسانية والتكافل المجتمعي ، مشددًا على أن مان شهده اليوم هو إظهار لقدرة الشعب المصري لتحويل المحن إلى منح .
وقال، إن إطلاق المبادرة مشهد إنساني رائع ، موجها التحية والتقدير والإعزاز للشعب المصري العظيم ومهنئا الأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان الكريم، داعيا الله أن يوفقنا ويرزقنا الخير والسلام والبركة والمحبة للإنسانية جميعا .
وأضاف الرئيس: "أقف متحدثا إليكم يختلط في نفس مزيج من الاعتزاز والفخر.. اعتزازي بوجودي وسط أبناء الوطن من كافة فئات الشعب المصري والفخر بما نحتفي به اليوم من انتصار جديد وتجسيد جديد لمعاني الإنسانية والتضامن والتكافل المجتمعي الذي طالما كان المصريون فيه هم القدوة والمثل الملهم وخاصة في أوقاف الأزمات والشدائد ".
وعبر الرئيس السيسي عن امتنانه للشعب المصري العظيم لجهوده وتضحياته، لافتا أنه لا يمكن لأحد أن ينكر دور التحالف الوطني إلا من كان في نفسه شيء غير جيد.
حياة كريمة
وأشار الرئيس، إلى أنه بالأمس القريب شهدنا مشروعنا الوطني الأعظم، لتنمية الريف المصري "حياة كريمة"، الذي نسعى من خلاله إلى رفع مستوى المعيشة، لأكثر من 4 آلاف قرية مستهدفين تحقيق تنمية حقيقية، وتحسين جودة الحياة لحوالي 58 مليون مواطن، بموازنة تقارب الـ700 مليار جنيه أو يزيد.
وأضاف: "عندما أطلقنا تلك المبادرة كانت التكلفة التقديرية لها تتراوح ما بين 700-800 مليار جنيه أو تزيد، إلا أن المرحلة الأولى للمبادرة بلغت تكلفتها أكثر من 350 مليار جنيه، وسوف تصل التكلفة التقديرية المرحلتين الثانية والثالثة إلى حوالي تريليون جنيه ".
وتابع الرئيس السيسي: "ما نشهده اليوم، ما هو إلا تأكيد لإرادة هذا الشعب الباسل، وإظهارا لقدرته في تحويل المحن إلى منح، والأزمة إلى نجاح وإنجاز مشهد إنساني، ظاهره التضامن والتكافل، وباطنه الإخلاص والاستعانة بالله.. فجزيل الشكر لكل من شارك في هذا النجاح، من متطوعين ومؤسسات وجهات فاعلة تحت مظلة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وتحت مظلة الوطن".
وذكر: "ها نحن اليوم، نشهد نجاحا جديدا، كتبته أيادي المصريين المخلصين، في مجتمع مدني، يستهدف دعم منظومة الحماية الاجتماعية، بتكامل عمله مع جهود الحكومة والقطاع الخاص فتعمل القطاعات الثلاثة من أجل تحقيق التنمية المجتمعية، والأنشطة الخدمية لصالح المواطنين، على امتداد محافظات مصر مستهدفين في ذلك، الوصول إلى الأسر والفئات الأولى بالرعاية، وتقديم الخدمات المجتمعية لها، في مختلف المحاور".
تحقيق النصر في معركتي البقاء والنماء
وقال الرئيس السيسي: "منذ 9 سنوات واستجابة لندائكم، شرفت بتحمل مسئولية هذا الوطن، مستعينا على هذه الأمانة بالله ومعتمدا على ثقتي في قدرات المصريين، ومتيقنا بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا"، ساعيا من أجل رفعة ورقى هذا الوطن، بالعمل الدءوب والنوايا الصادقة.
وأضاف: "أنه على قدر صعوبة التحديات التي واجهتنا، لإعادة مصر لمسارها الصحيح، بقدر ما كان العزم والإصرار، على خوض غمار هذه التحديات، لتحقيق النصر المبين في معركتي البقاء والنماء".
واستطرد: "سنوات عديدة، تمسكنا فيها بوطننا، آمنا به وعملنا من أجله سعينا فيها للسلام والأمن والاستقرار، وانتهجنا طريق البناء والتنمية.. واجهنا فيها من المصاعب الكثير ولكن في كل مرة، كنا قادرين على تجاوزها، والخروج منها أكثر قوة وصلابة وبأسا، مجددا عهدي معكم، وصادقا في وعدي لكم، بأن نمضي قدما، نحو المزيد من العمل والبناء عازمين على تجاوز الأزمات وتحقيق التنمية، وداعمين المزيد من المساحات المشتركة، بين أبناء الوطن، وموفرين كافة السبل لشبابنا، لتحقيق مستقبل يتناسب مع طموحاتهم، ومتسلحين في ذلك، بالاستعانة بالله، والإيمان بقدرة أبنائه، في تحقيق أحلام هذا الوطن التي لم تسقط بالتقادم، بل وتحققت بالعمل والإصرار".
وعبر الرئيس السيسي عن عظيم امتنانه للشعب المصري العظيم، على كل ما بذله من جهود، وما قدمه من تضحيات لنقف اليوم مطمئنين، محتفين بالكثير مما تم تحقيقه، وبما سيتم إنجازه لنثبت للعالم مرات ومرات، قدراتنا على اقتحام التحديات، والعبور بالوطن نحو آفاق المستقبل.
ورد الرئيس السيسي على هتاف الجماهير "بنحبك ياريس"، قائلًا: "بحبكم وباحب مصر جدًا.. ومصر هي أهلي".
واختتم الرئيس كلمته بالقول: "مرة ثانية أوجه لكم التحية والشكر والتقدير وكل عام وأنتم طيبين وبلادنا بخير وسلام "، مضيفا " لقد حاولوا خلال الشهور الماضية أن يخيفوا المصريين ويقلقوهم على حياتهم ولكن أقول ما شهدناه اليوم هو رد طبيعي للتحرك إلى الأمام وأنه ليس لدينا مشكلة ".