مؤتمر الأردن الاقتصادي: «التحول الرقمي طوق نجاة ومصر والأردن لديهما تجربة رائدة»
عقد في العاصمة الأردنية عمان على مدار يومين وقائع "مؤتمر الأردن الاقتصادي 22"، تحت عنوان (تقنية الجيل الثالث من الإنترنت ( Web3 )، بتنظيم من (مجموعة آفاق للإعلام)، وبالتعاون مع المنتدى الاقتصادي والديمقراطي الأردني وجمعية الأمان للتوعية بالخدمات المالية والمصرفية، وجمعية البنوك الأردنية وبحضور وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني أحمد الهناندة والذي افتتح فعاليات المؤتمر يوم الأحد الماضي.
وضم المؤتمر مجموعة من الخبراء الدوليين الذين يتمتعون بخبرة فنية وعملية وأكاديمية مميزة في مجال التحول الرقمي والتكنولوجيا، إضافة إلى المستثمرين، ومطوري نظام (البلوكتشين)، وتجار العملات المُشفرة الرقمية، ومبدعي الرموز غير القابلة للاستبدال " NFTs"، والمتبنين الأوائل للميتافيرس، والمؤسسات المالية، والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، إضافة إلى مشاريع التمويل المركزي "DeFi" ومشاريع التطبيق اللامركزي "Dapp".
وسلطت جلسات المؤتمر الضوء على مبادرات الويب (3.0)، وابتكارات تقنيات التشفير والبلوكتشين، واتجاهات الرموز غير القابلة للاستبدال وMetaverse، ومستقبل التمويل اللامركزي والتحول الرقمي في الدول العربية.
ويعتبر نظام الويب الثورة القادمة في العالم والمنطقة في وسائل التواصل والتطبيقات والبيانات الضخمة، للحد من سيطرة معظم الجهات الرقابية وأنظمة الدفع والمال والتمويل الرقمي وكل ما يتعلق بنظام الإنترنت على مستوى العالم، كما يعتبر من الأنظمة المتطورة جداً عن سابقاته والمعروف بـ(web 1/ web 2)، في حين يعتبر نظام (بلوكتشين وفنتيك) جزءاً هاماً من هذا النظام المالي الجديد.
وشارك في المؤتمر مجموعة كبيرة من الشركات والمؤسسات المحلية والعربية والعالمية، ومختلف القطاعات الاقتصادية والطاقة والبنوك وشركات التمويل وشركات التكنولوجيا المالية وتكنولوجيا المعلومات.
ويعد التحول الرقمي هو التغير المرتبط بتطبيق التكنولوجيا الرقمية في جميع الجوانب الاجتماعية، وهو يحدث بالفعل في العالم ولكنه لا يسير بنفس الوتيرة في كل الدول، كما يعتبر التحول الرقمي من أهم التطورات التي شهدها العالم في العقد الأخير، حيث يمثل تحولا جذريا في طريقة تفكير الناس والأعمال والمنظمات وحتى الحكومات.
وقال عمرو عبده زكريا المدير التنفيذي لشركة مدارك وخبير استراتيجي بأسواق المال، إن التحول الرقمي لم يعد خيارا للمؤسسات والحكومات، بل أصبح ضرورة للمنافسة في تحسين الخدمة للمواطنين والعملاء والمراجعين، مؤكدا أن التحول الرقمي نقلة نوعية في العديد من الجوانب المختلفة من الحياة وخصوصا في المجالات الاقتصادية العالمية.
وأضاف زكريا ، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش المؤتمر، أن العالم حاليا يعيش في حالة تحول كبير جدا في الاقتصاد من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الرقمي وخصوصا بعد جائحة كورونا والتي جعلت التكنولوجيا عنصرا أساسيا في حياتنا اليومية، مشيرا إلى أن العالم العربي يجب عليه سرعة الاستجابة للتحول الرقمي التي تدور من حوله.
وأشار إلى أن الاقتصاد العربي جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي وخصوصا في ظل الظروف العالمية الحالية وبعد عام 2008، موضحا أن الأسواق المالية يمكن أن تكون قوة دفع للاقتصاد في أي دولة والشمول المالي أساس لإنجاح أي اقتصاد.
ولفت زكريا إلى أن مصر والأردن لديهما تجربة رائدة في مشوار التحول الرقمي الذي يقومان به حاليا وقطعا شوطا كبيرا فيه، مؤكدا أن الأسواق المالية والتحول الرقمي في الاقتصاد يمثلان طوق نجاة للاقتصاد العربي والأفريقي، ضاربا مثلا بعدد من الدول استطاعت أن تحقق فائضا اقتصاديا من خلال وضع بعض السلع في إطار السوق المالي.
ومن جانبه، قال المهندس معمر مقام الرئيس التنفيذي لشركة كوينتاس ومقرها أبوظبي وشارك أيضا في المؤتمر، إن التحول الرقمي والتكنولوجيا الاقتصادية أصبحت حاليا مسارا إجباريا في المجال الاقتصادي والدول تسعى إلى الإلحاق بهذا المسار لأنه هو طوق نجاة للاقتصاد وخصوصا العربي.
وأضاف أن مصر والأردن يعدان من الدول التي تعلب دورا كبيرا في التكنولوجيا العربية عبر الشركات التي تصدر آليات التكنولوجيا إلى العالم العربي، مشيرا إلى أن الإمارات أصبحت الآن من الدول التي لديها رؤية حول التحول الاقتصادي الرقمي وأيضا المدن الرقمية.
ولفت معمر إلى أن هناك تطورا كبيرا يحدث حاليا في مصر والأردن في شأن التحول الرقمي، قائلا إن التحول الرقمي ليس مجرد تغيير في التكنولوجيا والمعلومات، بل هو تغيير في طريقة تفكيرنا وتفاعلنا وتعاملنا مع العالم، وبالتالي فإن التحول الرقمي يتطلب تبني رؤية واضحة وإعداد وتنفيذ استراتيجيات فاعلة.
ونوه إلى أن التكنولوجيا المستخدمة في التحول الرقمي تشمل مجموعة متنوعة من الأدوات والتطبيقات والخدمات بما في ذلك الإنترنت والشبكات الاجتماعية والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة والتطبيقات الذكية وغيرها الكثير.
وشدد على أن التحول الرقمي يحقق التنمية المُستدامة والنمو الاقتصادي ويعزز من التنافسية الاقتصادية على المستوى العالمي، من خلال دعم الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتطوير البنية التحتية الرقمية، كما يساهم في تحسين الخدمات الحكومية المختلفة مثل تطوير القطاع الصحي وتعزيز التعليم والتدريب عبر توفير الأدوات والتقنيات الحديثة التي تسهل عملية التعلم والتدريب، وتحسين الوصول إلى المواد التعليمية والمعرفية.
وكان أحمد الهناندة قد أكد أن الأردن يتطلع دائما إلى الشراكة والتعاون مع كافة الدول العربية وشمال أفريقيا فيما يتعلق بالتطور الحاصل في التحول الرقمي، مشيدا بالتعاون بين القاهرة وعمان وأنه مميز ومثمر للغاية.
وخلال الفترة الماضية، تعمل مصر والأردن والعراق على تعزيز التعاون وتدعيم العلاقات الثلاثية في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ استنادا لنتائج القمم الثلاثية التي انعقدت تحت رعاية قادة الدول الثلاث، والتي أكدت أهمية تنفيذ حزمة من مشروعات التعاون بينها، فضلا عن تعزيز الشراكة وتعميق التنسيق والتعاون والتكامل الاستراتيجي المشترك.
وبحثت القاهرة وعمان وبغداد مؤخرا، قيام الدول الثلاث بالتعاون فيما بينها للعمل على دراسة إمكانية تأسيس " نظام ربط بيني" لتبادل الحركة الدولية من وإلى أوروبا ودول العالم، بالإضافة لإمكانية التعاون في مشروعات ومبادرات مشتركة في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين الدول الشقيقة الثلاث، واستكشاف فرص التعاون الممكنة في مجال المهارات الرقمية ودعم ريادة الاعمال؛ لبناء مجموعة واسعة من المواهب من الشباب، في مجال التكنولوجيات الناشئة والتعاون في مجال استراتيجيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لبناء القدرات.