مقتطفات من مقالات كبار كُتَّاب الصحف المصرية اليوم
سلط كبار كُتَّاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي.
ففي صحيفة (الأهرام)، قال الكاتب عبد المحسن سلامة إن فاتورة ضخمة تتحملها الدولة المصرية في ملف اللاجئين والهجرة غير الشرعية، فهي تستضيف 6 ملايين لاجئ على أراضيها دون أن تقيم مخيما واحدا للاجئين، ويعيش كل هذا العدد بحرية وسط جموع الشعب المصري.
وأضاف سلامة - في مقاله بعنوان "فاتورة الهجرة واللاجئين" - أنه على الجانب الآخر، نجحت مصر، ومنذ سبتمبر 2016، في وقف رحلات الهجرة غير الشرعية من جميع شواطئها، ولم يخرج قارب واحد منذ ذلك التاريخ.
وأشار سلامة إلى أن هذه المعلومات أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، خلال المؤتمر الصحفي مع ميتا فريدريكسن رئيسة وزراء الدنمارك، في قصر الاتحادية.
وتابع سلامة أن فاتورة مكلفة جدا تتحملها مصر في الحالتين، سواء في استضافة كل هذا العدد الهائل، والضخم من اللاجئين، أو منع قوارب الهجرة غير الشرعية من الإبحار من الشواطئ المصرية، وهو الأمر الذي يجب أن يتفهمه الاتحاد الأوروبي، ويشارك في تكلفته، لأنه في ظل كل هذه الأعداد المتزايدة من الراغبين في الهجرة غير الشرعية، لو لم تكن مصر قوية، ومستقرة، وراسخة؛ لذهبت إلى الشاطئ الآخر من البحر المتوسط.
وأعرب سلامة عن اعتقاده أن الجانب الأوروبي متفهم ذلك، كما أشارت رئيسة الوزراء الدنماركية، ويقدر الدور العظيم في هذا الصدد، لكن هذا وحده لا يكفى، ويحتاج الأمر إلى أكثر من «التفهم»، أو ترجمة هذا «التفهم» إلى شراكة اقتصادية، واستثمارات، ومشروعات أكثر خلال المرحلة المقبلة.
ولفت سلامة إلى أن الرئيس السيسي أوضح أن موقع مصر الاستراتيجي يجعلها جاذبة للاستثمارات الدنماركية في كل المجالات، وطالب بضرورة زيادة المساهمات الأوروبية في حل مشكلات القارة الإفريقية، وسرعة التوصل إلى حل سياسي للحرب الروسية - الأوكرانية.
كما أعرب سلامة عن اعتقاده أن المحادثات المصرية - الدنماركية كانت ناجحة للغاية، وأثمرت تفاهما مشتركا في الكثير من القضايا الإقليمية، والدولية، خاصة قضية السد الإثيوبي، وضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق دولتي المصب (مصر والسودان)، خاصة أن مصر هي الدولة الأكثر جفافا في العالم.
عبدالرازق توفيق يكتب: اليسر قادم لا محالة
وفي صحيفة (الجمهورية)، قال الكاتب عبدالرازق توفيق إنه من قلب المحن تولد المنح، هذه حقيقة أكدها التاريخ، فليس هناك عسير يدوم، فالمولي- عز وجل - قال: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، والتكرار هنا للتأكيد أن اليسر قادم لا محالة، وربما لا يعرف الإنسان أين يقع الخير، فقد ساق رب العالمين لنا المثل في قرآنه الكريم في علاقة سيدنا موسى وسيدنا الخضر - عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام -في سورة الكهف، فهناك أمور تبدو في ظاهرها محنة وشدة وضررًا، فهذا تصور البشر، لكن فيها الخير الكثير، فخرق السفينة لم يكن إلا سببًا للحفاظ عليها، وقتل الطفل ما هو إلا رحمة بأبويه التقيين، وبناء الجدار لم يكن إلا حفاظًا على كنز الأبناء وتقديرًا لتقوى الآباء.
وأضاف توفيق - في مقاله بعنوان "الدروس المستفادة" - أنه لا يجب أن نتوقف عند المحن بالأسى والاستسلام، بل بالاستفادة من دروسها، وتعظيم الأمل والعمل، ولعل ما شهدته مصر قبل سنوات من إرهاب أسود في كافة ربوع البلاد، خاصة سيناء التي كان البعض يعتقد أنها ضاعت بسبب شراسة العمليات الإجرامية والمخطط الخبيث الذي كان يستهدف اقتطاعها وفصلها عن الجسد المصري، لكن إرادة الله، ثم الأبطال الشرفاء حولت المحنة إلى منحة، لتصبح سيناء واحة الأمن والاستقرار، وأيقونة البناء والتنمية والعمران ونخرج منها بدرس مهم أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو أن ما حدث من إهمال ونسيان لن يتكرر مرة أخرى وغير وارد أن يتكرر، ولتصبح سيناء آمنة مطمئنة مثل كل أرض مصر الطيبة.
وأشار توفيق إلى أنه في شدة الأزمة العالمية، جراء الحرب الروسية- الأوكرانية ورغم قسوتها على العالم ونحن جزء منه إلا أنها لفتت انتباهنا إلى أمور كثيرة ربما لم نعطها نفس الاهتمام قبل الأزمة مثل حاجتنا إلى تحقيق الاكتفاء وتخفيض فاتورة الاستيراد إلى تعظيم جذب الاستثمارات، وعوائد السياحة إلى أهمية التوسع الزراعي، وتوفير المحاصيل الإستراتيجية إلى الاهتمام بالصناعة وتوطينها إلى أن نوفر احتياجاتنا بأيدينا، في كل المجالات والقطاعات والاتجاه إلى التصنيع الحقيقي طبقًا لرؤية الرئيس السيسي وإلى معرفة مناطق العجز والنقص في احتياجاتنا وتوفيرها بالداخل.
ولفت توفيق إلى أن أهم دروس محنة الحرب الروسية - الأوكرانية أنها لفتت الانتباه إلى أهمية ما حققناه وأنجزناه خلال الـ8 سنوات الماضية وقيمته وعظمته، فلولاه ما كانت مصر وشعبها لتصمد أمام تداعيات الأزمة العالمية، ويؤكد للجميع أهمية ومحورية المشروعات القومية، وأيضًا ملحمة البناء والتنمية التي جرى تنفيذها خلال سنوات ما قبل الأزمة.
ونوَّه توفيق بأن تداعيات أي أزمة تكون كاشفة، تعرفنا احتياجاتنا وثقلنا وقدرتنا، ومن أهم الدروس التي نلحظها هو كثافة الشائعات والأكاذيب والافتراءات والتشويه والتشكيك والتخوين التي تستهدف مصر، وهو الأمر الذي يؤكد للجميع أننا نقف على أرض صلبة، وإلا ما كانت كل هذه الحملات المحمومة تسعى للتشويه وهز الثقة.
واعتبر توفيق أن المحنة فرصة للتعرف على الذات والقدرات وتعظيم المتاح واستغلال الفرص، وأيضًا فرصة لتعرف معادن الناس الأصلي و«الفشنك»، وأكد أن المحن، ربما مراحل فارقة في تاريخ الأوطان، فهي تصقل الرجال، وتزيد الأمجاد، وما أكثر الصعاب التي واجهت مصر على مر التاريخ، فعبرت وصنعت أمجادها وانتصاراتها وبطولاتها وبقيت مصر، وأصبحت المحن من الماضي، لذلك لا تخافوا على مصر.