غسان مطر.. اغتالت إسرائيل عائلته ومنحه ياسر عرفات لقب "فنان الشعب"
في مثل هذا اليوم توفي الفنان الفلسطيني غسان مطر الذي منحه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لقب "فنان الشعب" والذي اعتبره الأغلى في حياته.
الاسم الحقيقي للفنان الفلسطيني غسان مطر هو عرفات داوود حسن المطري، ولد بمدينة يافا في 8 ديسمبر عام 1938، هاجر من فلسطين مع أهله إلى بيروت عقب النكبة عام 1948، وانتقل إلى مخيم البداوي شمال لبنان مع أبيه وإخوته الـ 14.
تزوج غسان مطر مرتين، أنجب من الأولى أربعة أولاد أكبرهم أسماه جيفارا وابنتاه ميساء ومريم، وتزوج للمرة الثانية من الممثلة سما مطر ودام الزواج 13 عاماً حتى وفاته، وتوفي في مثل هذا اليوم من شهر فبراير عام 2015 عن عمر يناهز الـ 76 عاماً.
غسان مطر وحركة المقاومة
قبل أن يتجه الفنان غسان مطر إلى المجال الفني كان يعمل مناضلاً بإحدى حركات المقاومة الفلسطينية، وقام بتنفيذ العديد من العمليات السرية ضد إسرائيل، وكان حلمه أن يصبح ضابطاً في جيش التحرير الفلسطيني، والذي تشكل في بغداد عام 1958، غير أنه ابتعد عن المجال العسكري.
عمل كمذيع في راديو الثورة، وقام بتقديم البرامج في الإذاعة اللبنانية، ومن أبرزها ما تعلق بفلسطين "كل مواطن غفير"، و"ركن فلسطين"، وبعد ذلك انتقل للعمل في التلفزيون اللبناني، وقد تم فصله منه لاحقاً بسبب رفضه قطع البث عن حفل لـ عبد الحليم حافظ.
وصف غسان مطر دوره في تلك الفترة بأنه يمثل حلقة الوصل بين حركة فتح بجناحها العسكري والإعلام اللبناني، غير أن اهتمامه بالسياسة لم يحرمه الاقتراب من الفن، فقد عمل كمقدم لبرنامج المواهب "الفن هويتي" على التلفزيون اللبناني، في تلك الفترة عمل أيضاً في الصحافة محرراً ومدققاً في جريدة "النهار البيروتية"، وتعرض لحادث مؤلم، حيث فقد والدته و زوجته وابنه جيفارا في حرب المخيمات الفلسطينية عام .1985
اغتيال عائلة غسان مطر
تم اغتيال عائله الفنان الفلسطيني “غسان مطر” في منتصف الثمانينات بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وقد حكي الفنان غسان مطر قصة فقد عائلته وكيف فقد والدته وزوجته وابنه جيفارا، ونجت ابنتان له من محاولة الاغتيال في ليلة أطلق عليها "حرب المخيمات" والتي بدأت في لبنان عام 1985، وأكد بأن زوجته وابنته ووالدته كانوا من أوائل ضحايا وقتلى تلك الحرب، مشيراً إلى أنه كان من ضمن المستهدفين في ظل التحزبات التي كانت تشهدها بيروت في تلك الفترة.
المسيرة الفنية لـ غسان مطر
بدأ الفنان غسان مطر مسيرته الفنية في بداية الستينيات بمسلسل "الخليفة العادل عمر بن الخطاب" ليكون ذاك بمثابة تصريح مرور له إلى عالم التمثيل في تلك الفترة، كما اشترك في أداء بعض الأفلام التي تعبر عن الكفاح الفلسطيني في السينما المصرية.
عزم على كتابة سيناريو أول فيلم فلسطيني له والذي كان عنوانه "كلنا فدائية" في عام 1969، وعقبه فيلم "الفلسطيني الثائر" من بطولته وتأليفه عن القضية الفلسطينية، حتى منحه الرئيس الفلسطيني لقب "فنان الشعب الفلسطيني" وقد علق غسان مطر علي ذلك قائلًا: "إن فنان الشعب الفلسطيني دي أهم من أي جائزة تبقى فنان شعب عظيم زي ده"
أما عن تجربته في الإذاعة فقد قدم الفنان غسان مطر مجموعة أفلام إذاعية منها فيلم "قلبي ليس في جيبي"، وفيلم "عبد الودود عبر الحدود"، وفيلم "أميرة الحب والحرب"، وفيلم "جسر الأوهام"، وشارك في أداء فزورتين و4 مسرحيات.
شارك غسان مطر في بطولة أكثر من 100 فيلم ومسلسل على مدار حياته، وقد عشق الفن و لم يهتم بمساحة الدور الذي يقدمه بقدر اهتمامه بتقديم أدوار ذات جودة في الأداء تنال إعجاب جمهوره.
وفى سنوات حياته الأخيرة قام بمساندة الفنانين الشباب ومشاركتهم في أعمالهم الفنية، و أبرزها فيلم "لا تراجع و لا استسلام" مع أحمد مكي، "القبضة الدامية"، وظهر بشخصيته الحقيقية واشتهر في ذلك العمل بمقولة "اعمل الصح"، و "الآنسة مامي"، و"أمير البحار".
سئل غسان مطر عن سبب مشاركته في أدوار ثانوية فأجاب قائلاً: "بعمل كدا عشان آكل عيش.. كل فين وفين لما يتعرض عليا دور كويس لو مثلت الكويس بس هموت من الجوع، وبعمل الأنواع دي عشان أعرف أصرف على الكويس".