عام على الحرب.. روسيا تهدد باستخدام السلاح النووي وأوكرانيا تتعهد بالانتصار
بعد مرور عام على بدء العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، مازالت الحرب تدق طبولها، وسط خسائر في صفوف الجنود من الجانبين، بالإضافة إلى العتاد العسكري، والبنى التحتية الأوكرانية، التي أضحت شبه منهارة، جراء القصف الروسي المستمر بالمدفعية الثقيلة والمقاتلات الحربية.
ووصلت أصداء الحرب إلى الجانب الاقتصادي العالمي، مما تسبب في وقوع مشاكل غذائية في بعض البلدان، لاسيما النامية، بسبب اضطراب سلاسل الإمداد والتمويل، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، في وقت تكافح فيه الدول للخروج من منعرج أزمة فيروس كورونا، التي استمرت عامين كاملين، مما كان له بالغ الأثر على الوضع الاقتصادي والاجتماعي لمختلف دول العالم.
وحسب التقارير، أوقعت المعارك الضارية بين الجانبين الروسي والأوكراني نحو 180 ألف قتيل وجريح في صفوف الجيش الروسي، و100 ألف في الجانب الأوكراني، بينما لقي 30 ألف مدني مصرعهم جراء القصف والاشتباكات المتبادلة بين الجانبين.
استعادة الأراضي السوفيتية
وعلى الرغم من الخسائر الفادحة في القوى البشرية والعتاد خلال الحرب الروسية الأوكرانية، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا تحارب حاليا في أوكرانيا من أجل "أراضيها التاريخية"، في إشارة إلى الأراضي التي كان يضمها الاتحاد السوفيتي، قبل تفككه عام 1990.
وأوضح بوتين، خلال مهرجان وطني كبير في ملعب لوجنيكي في موسكو: “اليوم، أخبرتني القيادة ”العسكرية" أن معارك جارية داخل أراضينا التاريخية من أجل شعبنا".
وتابع: "اليوم، نحن ندافع عن مصالحنا وشعبنا وثقافتنا ولغتنا وأرضنا.. أمتنا بأكملها هي المدافع عن وطننا".
وأضاف: "المجد للمدافعين عن الوطن.. إنهم يقاتلون ببطولة وشجاعة.. نحن فخورون بهم".
السلاح النووي ومواجهة أمريكا
وأعلن الرئيس الروسي، مؤخرًا، تعليق مشاركة بلاده في معاهدة "نيو ستارت"، التي تُعد آخر اتفاقية متبقية مع الولايات المتحدة للسيطرة على الأسلحة النووية، في خطوة تأكيد على الاضطرابات في العلاقات الروسية الأمريكية، حيث إن روسيا ترغب في استعراض قوتها، بعد عام من الحرب على أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يتضمن دول ذات ترسانة نووية، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في بريطانيا وفرنسا، وجميعها موجهة ضد روسيا.
ولفت إلى أنه إذا قامت أمريكا بإجراء تجارب نووية، فسترد روسيا بالمثل، لافتًا إلى أن أي حديث عن الإخلال بنظام الردع النووي غير صحيح.
الرئيس الأوكراني يرد على روسيا
من جانبه، عبر الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، عن ثقته في انتصار قوات بلاده على الجش الروسي، رغم الخسائر الضخمة التي أحدثتها الحرب في صفوف قواته، ومنشآت بلاده.
وقال الرئيس الأوكراني: "إنه على الرغم من المصاعب التي عانى منها الشعب الأوكراني خلال الـ12 شهرًا الماضية من الحرب، فإن عام 2023 سيكون عام انتصار البلاد على روسيا".
وأضاف زيلينسكي: "أنه في 24 فبراير، قام الملايين منا بالاختيار.. ليس علمًا أبيض، بل العلم الأزرق والأصفر.. لا تهرب، بل واجه.. المقاومة والقتال.. لقد كان عام الألم والحزن والإيمان والوحدة.. نحن نعلم أن عام 2023 سيكون عام انتصارنا".