إعادة فتح اقتصاد الصين يدعم استقرار السلع الأساسية عالمياً
يفترض أن تساعد عملية إعادة فتح الاقتصاد في الصين على تحقيق استقرار الطلب على السلع عالمياً، بحسب أكبر شركة تعدين على مستوى العالم، لكن هذه التوقعات مصحوبة بتحفظات.
سجلت شركة "بي إتش بي غروب" تراجعاً في أرباح النصف الأول، بضغط عرقلة سياسات احتواء فيروس كورونا الصارمة لأكبر عميل لها، حيث إن الطلب على السلع الأساسية، بما فيها خام الحديد، هو أكبر مصدر للإيرادات.
يثير خروج بكين سريعاً من سياسية صفر كوفيد بداية من ديسمبر الماضي حالة من التفاؤل حالياً بأن الاستهلاك سيتعافى ويعوض تباطؤ النمو بمناطق أخرى حول العالم.
صعدت أسعار المواد الخام بداية من خام الحديد وصولاً إلى النحاس وفحم الكوك في ظل توقعات بعودة المشترين الصينيين، رغم أن عطلة السنة القمرية الجديدة والمخزونات العالية أضعفت الآمال بزيادة مباشرة في الاستهلاك.
اكد الرئيس التنفيذي للشركة مايك هنري، في مؤتمر للأرباح عبر الهاتف: "انتعشت الصين بفضل البوادر المبشرة التي شهدناها منذ بداية العام الجاري، ولذلك توجد أمور كثيرة تمنحنا الثقة بأننا سنرى تسارعاً في نمو اقتصاد بكين".
رغم ذلك، ما يزال هناك خطر يتمثل في أن اقتصاد الصين قد يكون أسوأ مما كان منتظراً في حال أضر تراجع الاقتصاد العالمي بالطلب على منتجاتها. أضاف هنري:"إذا شاهدنا هبوطاً بدرجة أشد بالولايات المتحدة وأوروبا، فسيؤثر ذلك بطريقة أكبر على صادرات الصين".
وفقاً لتقرير أرباح "بي إتش بي" فمن المنتظر حالياً أن يتحسن الطلب في الصين على خام الحديد، رغم أنها حذرت من أن إنعكاس ذلك على مستوى الربحية بمصانع الصلب، والذي يؤثر على فارق الأسعار المدفوعة للخام من الدرجة الأعلى، يبقى غير واضح.
أسست بكين أيضاً شركة جديدة مملوكة للحكومة، أطلقت عليها "تشاينا مينيرال ريسيورسز جروب" لدمج مشتريات كبرى شركات قطاع الصلب. أشار هنري إلى أن عملية التطوير، المقصود منها تحسين استغلال الصين لتجارة تبلغ قيمتها 160 مليار دولار، موضحاً أن ذلك يتيح بعداً إضافياً للسوق لكنه قلل من شأن المخاوف بأن ذلك سيعطي المشترين نفوذاً هائلاً.
في الآجل المتوسط، أوضحت "بي إتش بي" أن الاستهلاك الصيني من خام الحديد سيهبط عن المستويات الحالية مع استقرار إنتاج الصلب واستعمال خردة حديد أكثر.
تراجع إنتاج الصين من الصلب على مدى العامين الماضيين عقب إجراءات حكومية للحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة والسيطرة على قطاع العقارات المثقل بديون ضخمة، الذي يعد المصدر الأكبر للطلب.
على صعيد النحاس، ثاني أكبر مصدر للعائدات بالنسبة لشركة التعدين، من المنتظر أن يكون نمو الطلب محدوداً، في ظل التحسينات بالصين التي تعوض تراجع الاقتصاد بدول العالم المتقدم. يرجح بطريقة كبيرة أن تصبح عملية التحول الكهربائي قوة دافعة ضخمة لاستهلاك معدني النحاس والنيكل اللذين يعتبران حيويين لعملية التحول بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري.