رضا حجازي: التعليم الفني قاطرة التقدم الاقتصادي في مصر

قال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي، إن التعليم الفني هو قاطرة التقدم الاقتصادي في مصر، مؤكدًا أن يتم إنجازه اليوم هو تغيير للصورة الذهنية للتعليم الفني عند الطلاب وأولياء الأمور، وبالتالي هناك طلاب تسعي للالتحاق بالتعليم الفني بمجموع أكبر من مجموع الثانوية العامة.

جاء ذلك في كلمة الوزير خلال مشاركته اليوم /الاثنين/ في فعاليات الدورة الثانية للمعرض والمنتدى الدولي للتعليم الفني والتكنولوجي والتعليم المزدوج والتدريب المهني (Edu Tech Egypt) 2023، والذي يستمر لمدة يومين تحت شعار (ارسم مستقبلك).

وأضاف حجازي أن تطوير منظومة التعليم الفني والتدريب المهني أصبح يهدف لتحسين نوعية مخرجات ومستويات المهارات المهنية حتى تواكب المستويات العالمية، وتلبي احتياجات سوق العمل من المهن والتخصصات الجديدة، وإعداد كوادر فنية مؤهلة على مستوى عالي، موضحًا أن الوزارة تعتزم قريبًا توقيع بروتوكول يستهدف زيادة نسب تشغيل خريجي المدارس الفنية خارج مصر في إطار (التعلم للكسب).

وأعرب عن سعادته لحضور فعاليات الدورة الثانية للمعرض والمنتدى الدولي للتعليم الفني والتكنولوجي، والتعليم المزدوج والتدريب المهني (2023 Edu Tech)، معبرًا عن خالص الشكر والتقدير لكافة الوزراء المشاركين في دعمهم المتواصل لوزارة التربية والتعليم، ولكافة الجهات الداعمة لتطوير منظومة التعليم الفني بالقطاع الخاص، وقطاع الأعمال العام على جهودهم ودعمهم المتواصل للتعليم الفني.

وأوضح أنه سيقوم غدًا بتكريم أوائل الدبلومات الفنية بمختلف أنواعها للعام الدراسي 2022، وذلك على هامش فعاليات الملتقى الدولي الثاني للتعليم الفني والتكنولوجي والتدريب المهني (إديوتك إيجيبت 2023).

وتابع أن هذا المؤتمر يأتي في إطار تعزيز أوجه التعاون المستمر بين وزارة التربية والتعليم والجهات الدولية الداعمة لتطوير التعليم الفني والتي من أهمها المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وبنك الائتمان الألماني لإعادة التنمية (KW)، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والاتحاد الأوروبي (EU)، ووحدة الدعم بالسفارة الإيطالية بالقاهرة؛ مما أسفر عن تحقيق الكثير من الإنجازات والممارسات المستحدثة في التعليم الفني بمصر.

وأشار إلى أن اهتمام القيادة السياسية بتطوير التعليم الفني منذ عام 2014 قد نتج عنه زخم غير مسبوق بهذا المجال، بداية باستراتيجية وخطة تطوير التعليم الفني الجديدة التي انتهجتها وزارة التربية والتعليم منذ 2018، والتي اعتمدت على تشجيع وتطوير التعليم الفني بكافة أنواعه، جنبًا إلى جنب مع الاهتمام بجودته، حسب المعايير الدولية.

وأكد اهتمام الوزارة بدعم وتنمية مهارات الأجيال القادمة من خلال التكنولوجيا التطبيقية والتعليم المزدوج وهو أحد المنطلقات الناجحة لتشكيل مستقبل مصر، لذا ركزت خطة الوزارة على تطوير مناهج التعليم الفني، وفق منهجية الجدارات التي تتسم بربط التعليم الفني باحتياجات الصناعة من مهارات وسلوكيات ومعارف، وكللت هذه المبادرة بإنشاء إدارة مركزية جديدة لأكاديمية معلمي التعليم الفني من أجل الإشراف على تدريب هؤلاء المعلمين على تدريس وتقييم المناهج المطورة، والاهتمام بإتقان الخريجين للمهارات المهنية، جنبًا إلى جنب مع السلوكيات المستدامة.

وقال إن الوزارة تبنت مبادرة إشراك مؤسسات رجال الأعمال من القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المدارس الفنية، فيما يعرف بمدارس التكنولوجيا التطبيقية التي تقدم مدارس فنية نموذجية تهتم بالتخصصات التكنولوجية متسارعة التغيير في سوق العمل، إلى جانب تطبيق كافة وسائل التقييم والمتابعة التي تضمن درجة عالية من الجودة، وقد لاقت هذه المدارس الفنية النموذجية استحسانًا كبيرًا من الطلاب وأولياء الأمور مما أدى إلى تحسين الصورة الذهنية النمطية للتعليم الفني.

ولفت إلى أن الوزارة قامت - بصفتها المشرفة على تكوين حوالي 80% من خريجي التعليم الفني حسب تكليف رئيس الجمهورية لها في أكتوبر 2018 - بإنشاء هيئة (إتقان) المستقلة لضمان الجودة والاعتماد في التعليم الفني والتقني، وقد أوشكنا على تقديم اللائحة التنفيذية لقانون (إتقان) إلى رئاسة مجلس الوزراء؛ تمهيدًا لاختيار مجلس إداراتها وبدء تفعيل أعمالها.

وأشار إلى أنه في القريب العاجل ستتقدم الوزارة بمشروع لتعديل مواد التعليم الفني في قانون التعليم الصادر بالقانون رقم (139) لسنة 1981؛ لإيجاد الأساس القانوني لما تم من إنجازات وممارسات في السنوات الأخيرة، والتأكيد على استدامتها وتطويرها.

وأضاف حجازي - في ختام كلمته - أنه يأتي انعقاد فعاليات الدورة الثانية للمعرض والمنتدى الدولي للتعليم الفني التكنولوجي، والتعليم المزدوج والتدريب المهني (2023 Edu Tech) خلال الفترة (20 - 21) فبراير 2023؛ تعبيرًا عن اهتمام المجتمع المصري بتطوير التعليم الفني، وإلقاء الضوء على الجديد بمجالات تطوير التعليم الفني، ويمثل فرصة طيبة لالتقاء مقدمي خدمة التعليم الفني وممثلي سوق العمل، ونأمل أن يحقق هذا الملتقى الثاني الأهداف المرجوة منه"، موجهًا الشكر للدكتور محمد مجاهد نائب الوزير للتعليم الفني وفريق العمل علي ماقدموه تجاه التعليم الفني في مصر.

من جانبه.. قال نائب رئيس الخدمات المصرفية بالبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير آلان بيلوكس إن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يقدم بناءً على طلب الوزارتين، تقييمًا قيمًا لتأثير فيروس كورونا على القوى العاملة المصرية ومستقبل المهارات، كما يقدم توصيات قوية بشأن إعادة ترتيب أولويات استراتيجية التعليم والتدريب التقني والمهني والشراكات عبر الحدود لتحسين مطابقة المهارات وإمكانية توظيف الشباب المصري سواء في مصر أو في الخارج.

وأضاف أن المنهجية المستخدمة في هذا التقرير فريدة من نوعها لأنها توفر فهمًا للطلب على مهن محددة، بجانب تمكين مقدمي التدريب من تصميم البرامج التي يمكن أن تدعم توظيف الشباب على نطاق دولي، لافتًا إلى مساهمة البنك فى تطوير رأس مال بشري قوي وفتح الفرص الاقتصادية للجميع في مصر. 

وبدورها.. أعربت نائب مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مارجريت سانشو عن سعادتها بمشاركتها اليوم ممثلة للحكومة الأمريكية وخاصة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID للتحدث حول التزام الوكالة نحو التعليم الفني في مصر.

وقالت إنه على مدار أكثر من أربعة عقود عملت الولايات المتحدة الأمريكية مع الدولة المصرية على إطلاق برامج معنية بالتوظيف وتنمية المهارات وخلق فرص العمل وريادة الأعمال وإشراك القطاع الخاص لخلق بيئة قوية للاستثمار في التدريب، والآن تتعاون الوكالة مع الدولة المصرية في جهودها نحو تحقيق رؤيتها للتنمية المستدامة 2030. 

ومن جانبها.. أعرب نائب بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر توبياس كراوس عن تقديره لالتزام القيادة السياسية المصرية بإصلاح التعليم الفني والعمل على توفير فرص العمل المناسبة لخريجيه.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يتعاون مع الحكومة المصرية لمواجهة التحديات التي تواجه التعليم الفني والتدريب ومن بينها العمل على توافق المهارات مع سوق العمل وتوفير الخبرات المطلوبة للمستقبل، والاستجابة للمتطلبات الاقتصادية، إلى جانب تحقيق رغبات وآمال الطلاب في فرص عمل مناسبة، وضمان استمرار مشاركة القطاع الخاص.
وأكد أهمية الجولة الثانية من منتدى (Edu tech)، حيث أن 46% من طلاب المرحلة الثانوية مقيدون بمدارس التعليم الفني، ولكي تقدم الجهات المعنية الدعم للطلاب وتوفير الفرص المتاحة، متمنيًا انعقاد هذا المنتدى الدولي الناجح كل عام، لتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والعالمي.