ربع شركات لندن تقلص عدد مكاتبها بسبب سياسة العمل المرن
تتحرك الشركات العاملة في لندن لتقليص مكاتبها والتخلي عن عقود الإيجار الطويلة التقليدية نتيجة التحول إلى العمل عن بعد بسبب الوباء.
قلصت رُبع الشركات من مكاتبها، بينما اختارت 18% من الشركات مساحات عمل مشتركة ومكتبية مرنة، وفقاً للمسح الذي أجرته "بلومبرج إنتليجينس"، وشمل 500 موظف في لندن.
كتب محللا "بلومبرج إنتليجينس"، سو موندين، وسيرين بوزيد في مذكرة بحثية، يوم الخميس، إن ذلك التوجه يعزز زيادة الشواغر والفجوة بين إيجارات المساحات المكتبية الجديدة المرغوبة بشدة والقديمة التي تعزف عنها الشركات.
تقبّل العمل المرن
ظهر التأثير طويل المدى لتجربة العمل من المنزل، التي بدأت بشكل مفاجئ أثناء الوباء في الظهور، في قيام الشركات بإنهاء مزيد من عقود إيجار المكاتب، والتأكد من عزوف الموظفين عن العودة للعمل من المكتب.
رغم ارتفاع مستويات إشغال المكاتب تدريجياً من أدنى مستوياتها أثناء الوباء، تشير نتائج الاستطلاع إلى أن المزيد من الشركات بدأت تتقبل فكرة العمل المرن.
قال "موندين": "يزيد عصر العمل من المنزل من حالة الاستقطاب على أساس المساحات والإيجارات بين المكاتب الفارهة المملوكة لصناديق استثمار عقاري مثل "ديروينت لندن" (Derwent London Plc) و"لاند سيكيوريتيز جروب" (Land Securities Group Plc)، والمساحات المكتبية الأقل مستوى".
مكاتب مستدامة
قال 73% من المشاركين في الاستطلاع أن شركاتهم خططت للانتقال أو انتقلت بالفعل إلى أماكن جديدة، مقارنةً بنسبة 50% من المشاركين في يونيو الماضي، ما يترك الكثير من المباني القديمة شاغراً، حيث تجاوزت معدلات المباني الشاغرة في بعض أحياء وسط لندن نسبة 10% حتى الآن رغم استمرار محدودية المساحات المكتبية المستدامة.
كشف الاستطلاع أيضاً أن 70% من أصحاب العمل المشاركين في الاستطلاع قاموا بتطبيق سياسة دائمة بشأن العمل المرن، بينما لا يزال الوضع غير واضح بشأن خطط النسبة المتبقية البالغة 30% لما بعد العام الجاري.
يشجع التحول نحو عمل أكثر مرونة أصحاب العقارات مثل "جريت بورتلاند إيستات" (Great Portland Estates Plc)، و"بريتيش لاند" (British Land Co) على توفير إيجارات طويلة المدى للمباني الخضراء الحديثة مع عقود قصيرة الأجل لمساحات مكتبية أكثر مرونة.
بيئة عمل جاذبة
يدفع ارتفاع تكلفة العمالة مقارنةً بإيجارات المكاتب الشركات إلى الاستثمار في مساحات مكتبية تساعد على جذب الموظفين والاحتفاظ بهم، ما زاد الإيجارات بالمباني التي تحتوي على مزيد من وسائل الراحة، وفي الأماكن الأكثر تميزاً، والتي يمكن أن تساعد الشركات أيضاً على تحقيق أهداف خفض الكربون الخاصة بها. ونتيجة لتقلص المعروض من تلك المباني، لا يزال بإمكانها الحصول على قيمة إيجارية أعلى من غيرها.