الأستاذ محمد حسنين هيكل.. قصة صحفي شارك في صناعة القرار السياسي
إذا ذكرت الصحافة في مصر ذكر الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذي عاصر السنوات الحاسمة في تاريخ مصر، ولعب دورًا بارزًا في السياسة المصرية، وتوجيه الرأي العام، في الوقت الذي كانت مقالاته وتحقيقاته الصحفية هي الأكثر قراءة ليس في مصر وحدها ولكن في العالم العربي كله.
شارك الأستاذ محمد حسنين هيكل في صناعة القرار السياسي عندما اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مستشارًا وصديقًا أمينًا، وهي المرحلة التي لمع فيها هيكل خاصة في جريدة الأهرام بعد انتقاله إليها قادما من مجلة "آخر ساعة" في دار أخبار اليوم.
وفي ذكرى وفاة الأستاذ محمد حسنين هيكل يستعرض “مستقبل وطن نيوز” أهم المحطات في حياته:
ولد الأستاذ محمد حسنين هيكل في٢٣ سبتمبر ١٩٢٣بحي الحسين، بالقاهرة، ودرس في مدرسة التجارة المتوسطة قبل أن يلتحق بالقسم الأوروبى بالجامعة الأمريكية وبين جدرانها تعرف الأستاذ محمد حسنين هيكل على "سكوت واتسون" الصحفي المعروف بالإيجيبشان جازيت.
وتمكن الأستاذ محمد حسنين هيكل من أن يلتحق بالجريدة في ٨ فبراير ١٩٤٢، صحفيا تحت التمرين بقسم المحليات، بينما كانت مهمته جمع أخبار الحوادث، تزامنا مع الحرب العالمية التي اشتعلت وقتها.
أما "الإيجيبشان جازيت" فكانت المطبوعة الأجنبية الأولى في مصر، ومما أنجزه الأستاذ محمد حسنين هيكل في الجريدة لقاء مع فتيات الليل بعد تحريم البغاء الرسمي وهى القصة التي حكاها هيكل بنفسه في العدد رقم ٥٤٦ من مجلة آخر ساعة.
الأستاذ محمد حسنين هيكل والعلمين
وقع على هيكل الاختيار ليذهب إلى العلمين التي شهدت أشرس معارك الحرب العالمية الثانية، وتتابعت موضوعاته وحين كان يتناول غداءه في إحدى المرات داخل مطعم الباريزيانا التقى هناك بالسيدة فاطمة اليوسف صاحبة مجلة روزاليوسف ودعته إلى مجلتها ليصبح في ١٩٤٤ صحفيا في روز اليوسف، وتبدأ علاقته بالأستاذ محمد التابعي، وينتقل معه بعدها للعمل معه في مجلة آخر ساعة التي عمل بها في آخر عامين للتابعي بها.
الأستاذ محمد حسنين هيكل ومجلة آخر ساعة
واصل الأستاذ محمد حسنين هيكل عمله في “آخر ساعة” حين اشتراها مصطفى وعلى أمين، ونشر موضوعات في مجال الحوادث ومنها وفي ١٣ أغسطس ١٩٤٧ أنجز تحقيقا عن «خط الصعيد» ثم تحقيقا عن الكوليرا بقرية القرين ومصرع كاميليا وغيرها.
كما انتقل للعمل بجريدة "أخبار اليوم" بدءًا من ١٩٤٧ ولمدة 5 سنوات تالية حقق خلالها انفرادات ومنها تغطيته لحرب فلسطين وانقلابات سوريا، وثورة محمد مصدق في إيران واغتيال الملك عبدالله في القدس واغتيال رياض الصلح في عمان واغتيال حسني الزعيم في دمشق.
وفوجئ قراء مجلة "آخر ساعة" بمقال للأستاذ على أمين رئيس تحريرها وهو يعلن تركه منصبه وتعيين هيكل رئيسا للتحرير وكان عمره حينها ٢٩ سنة وبعد قيام ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ ازدادت العلاقة قربا بين عبدالناصر وهيكل ليصبح بعد فترة المتحدث الرسمي باسم حركة الضباط الأحرار، ويكون أحد صناع تاريخ مصر بعد ثورة يوليو، وصاحب البصمة الواضحة في تاريخ مصر.
الأستاذ محمد حسنين هيكل والأهرام
ويذكر في تاريخ الصحافة المصرية والعربية، أن الأستاذ محمد حسنين هيكل هو من أعطى صحيفة الأهرام شكلها الحالي لتصبح أكبر المؤسسات الصحفية في العالم العربي.
وفى الفترة من ١٩٥٦إلى ١٩٥٧عرض عليه مجلس إدارة الأهرام العمل فيها واعتذر في المرة الأولى ثم قبل في المرة الثانية، وظل رئيسًا لتحرير جريدة الأهرام حتى عام ١٩٧٤، وفى تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم.
أول وآخر مقالات الأستاذ محمد حسنين هيكل في الأهرام
ظهر أول مقال له في جريدة الأهرام تحت عنوان "بصراحة" يوم ١٠ أغسطس ١٩٥٧ بعنوان السر الحقيقى في مشكلة عُمان، وكان آخر مقال له في ١ فبراير ١٩٧٤ بعنوان "الظلال والبريق".
أثناء توليه مسئولية الأهرام أنشا هيكل مجموعة المراكز المتخصصة مثل مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، ومركز الدراسات الصحفية، مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر واستقطب فيها أرفع الكتاب ومنهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهم وأثناء وجوده بها رفض الوزارة أكثر من مرة، حتى اضطر لقبول وزارة الإرشاد (الثقافة والإعلام) قبيل وفاة عبدالناصر.