7.8 مليار دولار أمريكي حجم سوق تجارة الحمير في العالم
كشف تحقيق استقصائى اجرته صحيفة " ذى كونفرسيشن " التي تصدر في جنوب أفريقيا و المتخصصة في شئون التجارة و الأعمال عن ارتفاع مذهل في حجم الطلب الاستيرادي للصين من الحمير الأفريقية ، و قدرت الصحيفة استنادا إلى دراسات اقتصادية و تجارية حجم سوق الحمير العالمى بنحو 8ر7 مليار دولار امريكى بنهاية العام 2020 وفقا لاخر احصاءات بارتفاع عن سوق حجمه 2ر3 مليار دولار امريكى فى العام 2013 .
و بحسب الخبراء تستخلص من ذبائح الحمير الناشئة في براري جنوب الصحراء الكبرى و احراش الغابات الافريقية موادا اولية غاية فى الاهمية للصناعة ، فمن جلودها يتم استخلاص الفراء الطبيعى و نوعيات من الغزول شبه الصوفية ، و من عظامها تستخلص مدخلات اولية فى الصناعة و انتاج العاج الصناعى و الديكور ، ومن شحومها تستخلص مكونات مستحضرات التجميل و المكياج و اصبع الشفاه الفاخرة و الغالية الثمن التى تستخدمها النساء ، فضلا عن مستخلصات اخرى لا حصر لها تدخل فى ميادين الصناعة و الكيمياء و الاعلاف و البروتين النوعى .
ويعيش فى البرارى الافريقية نحو ثلثا عدد الحمير الوحشية على متسوى العالم و بحسب تقارير معهد البيطرة الوطنى فى كيب تاون يوجد فى افريقيا جنوب الصحراء نحو 53 مليون حمار من سلالات نقية اهمها " الايجو " وفى جنوب افريقيا وحدها تراجع عدد الحمير " معروفة السلالة " من 210 الف رأس فى العام 1996 الى 146 الف رأس فى العام 2019 نتيجة عمليات التصدير الى الصين و بلدان اخرى ، وهو ما جعل حكومة جنوب افريقيا سباقة الى سن قوانين تمنع الاتجار فى الحمير بغرض التصدير الى الخارج .
وفى العام 2020 سارت كينيا على نهج جنوب افريقيا فى سن قوانين تصدير حميرها الى الخارج بغية الحفاظ على توازن الحياة البرية التى تشكل عماد السياحة و الغابات المفتوحة فى كينيا ، و منذ ذلك التاريخ تخوض روابط شركات تصدير الحمير الكينية حتى الان حربا قانونية لالغاء تلك القوانين المانعة ، و فى العام 2022 حذت تنزانيا حذو كينيا و جنوب افريقيا فى سن قوانين منع الاتجار فى الحمير .
وجاء فى الدراسة التى استندت الى تقارير و مقابلات مع مؤسسات تصديرية فى جنوب افريقيا و معاهد بيطرية ان بتسوانا و بوركينا فاسو و مالى و النيجر و السنغال و جنوب افريقيا و كينيا قد انتهبهت الى اقبال شركات التجارة الصينية على شراء الحمير من اسواقها و انتشار مذابح غير مرخصة للحمير توطئة لتصديرها للمستوردين الصينيين فكان قرار حكومات تلك الدول بحظر و تجريم الاتجار فى الحمير خشية انقراض سلالاتها او استخدامها فى غش اللحوم التى يتناولها البشر .
و كشفت الصحيفة الجنوب افريقية عن تفاوت مستوى التطبيق الصارم لتلك التشريعات المانعة للاتجار غير المرخص فى الحمير من بلد الى اخر ، و من ثم تجد الحمير الافريقية طريقها الى الاسواق الصينية بصورة او بأخرى عبر شبكات تهريب احترافية و ان هناك اقبال من المستوردين الصينيين على شراء لحوم الحمير الوحشية .