«بنت الزلزال».. الرضيعة المعجزة «آية» تتلقى الرعاية الصحية في مستشفى بسوريا
من رحم الموت تولد الحياة؛ هكذا شاءت الأقدار في واحدة من أشد المشاهد رعبًا وخوفًا على وجه الأرض؛ فوسط الموت الزؤام؛ خرجت الرضيعة المعجزة “آية” لتفسح طريقها إلى الحياة بين الركام؛ فلم يكن الزلزال المدمر سوى برد وسلام، وأصبح أبًا حنونًا للبراءة والطفولة؛ وكأن الطفلة الرضيعة “بنت الزلزال” شق لها طريق الحياة بين ركامه؛ لتخرج من رحم الموت إلى سعة الدنيا، وتحولت بقدرة الله صخوره وأحجاره القاسية إلى مأوى دافئ يحتض الرضيعة، ولا يفصل حبلها السري عن نبع حياتها الذي فارق الدنيا تحت صخوره وأحجاره القاسية.
ركام الزلزال المدمر الذي هز شمالي سوريا وهدم منزل أسرتها البسيطة، وحول جميع أفراد أسرتها إلى أموات لا يسمعون بكاء خروجها إلى الدنيا؛ وعيناها لا تبصر سوى مشاهد الخوف والرعب التي استقبلتها في هذه الدنيا البائسة لكل من حولها، ولم تبتسم سوى لهذه الرضيعة بأمر السماء.
ولا تزال الرضيعة المعجزة -طبقًا لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» في المستشفى، حتى كتابة هذه السطور، رغم تقدم عدة أشخاص لتبنيها.
وقال خالد عطية، الطبيب المقيم ومدير المستشفى، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "ترضع زوجتي الصغيرة آية".
وتابع مستشفى جيهان بمدينة عفرين، في شمال سوريا: "أولويتي هي أن تتعافى آية".
وشدد الطبيب على أن آية تتعافى يوما بعد يوم لكنها ما زالت تتلقى العلاج بالمستشفى. وذكر أنه لم يتواصل أحد معه لتبنيها.
وأضاف: "هناك مطالبات من أقارب بعيدين حتى الآن، لكن لا يوجد شيء ملموس بعد؛ مؤكدًا أن القرار في يد السلطات المسؤولة".
وكشف أنه يتكفل بجميع نفقات الطفلة، مشيرا إلى أنها فقدت معظم أقاربها المقربين.
وبحسب فرق الإنقاذ، توفيت الأم أسفل الأنقاض بعد ولادة صغيرتها بفترة قصيرة، وكذلك أودى الزلزال بحياة والد آية وأربعة من أشقائها.
وأطلق طاقم المستشفى اسم "آية" على "الرضيعة المعجزة"، وظهرت آية في صورة أرسلها الطبيب لـ "د.ب.أ"، وهي نائمة في سلام وبصحة جيدة.