هل تنجح محاولات البرازيل والأرجنتين للتخلي عن الدولار في التبادل التجاري؟
انخرط رئيسا البرازيل والأرجنتين في محادثات بشأن عملة مشتركة، لكن لا يوجد تشابه على الإطلاق بين هذه الخطط وبين اليورو، الذي حل محل عملات وطنية مثل الليرة والفرنك والمارك الألماني بالكامل.
ما تزال فكرة استخدام عملة مشتركة في المعاملات التجارية مطروحة للنقاش، وهي جزء من استراتيجية أوسع نطاقاً للرئيس البرازيلي المنتخب مؤخراً، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لتعزيز التجارة وإعادة نفوذ البرازيل التقليدي في المنطقة إلى ما كان عليه، بعدما تراجع في عهد سلفه جايير بولسونارو.
لكن خطط لولا تأتي في وقت حرج، إذ إن أحد الشركاء المؤسسين لتكتل دول "ميركوسور" التجاري القائم يضع المجموعة في موضع اختبار، كما ينتشر الجدال بشأن النفوذ الصيني المتزايد في أميركا اللاتينية بجانب التوترات السياسية في المنطقة.
1) ما محور المحادثات بين البرازيل والأرجنتين؟
أعلن لولا دا سيلفا والرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز عن نواياهما لعقد محادثات بشأن "عملة موحدة لأميركا اللاتينية" في بيان مشترك نُشر خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل الماضي بجريدة أرجنتينية.
كتب لولا وفرنانديز أن العملة ستُستخدم "للمعاملات المالية والتجارية، بهدف خفض تكاليف التشغيل وتقليل العوامل الخارجية التي قد تُضعِف موقفنا" في مواجهة الدولار. جاء الإعلان خلال قمة "مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي"، المعروفة باسم "سيلاك" (CELAC).
أوضح وزيرا المالية لكلتا الدولتين خلال القمة تفكيرهما في "وسيلة دفع مشتركة" لا تحل محل العملات المحلية بدولتيهما. وسيكون انضمام شركاء تجاريين آخرين مثل أوروغواي وباراغواي موضع ترحيب.
2) كيف سينجح الأمر؟
من المتوقع أن تبدأ مجموعة عمل تضم مسؤولين من البرازيل والأرجنتين المحادثات بشأن عملة مشتركة يمكن استخدامها لإنجاز المعاملات التجارية دون الاعتماد على الدولار.
البرازيل والأرجنتين تتطلعان لوحدة تجارية وليس إلى عملة موحدة
يُعتبر ذلك جزءاً من خطة أوسع نطاقاً لتبسيط التجارة بين المُصدِّرين البرازيليين والمورِّدين الأرجنتينيين، الذين يواجهون مشكلات في الحصول على الدولار الأميركي بسبب قيود رأس المال.
كما سيعمل صندوق خاضع لإشراف وزارة المالية البرازيلية على تقديم ضمانات في هذه المعاملات، جنباً إلى جنب مع البنوك العامة والخاصة.
3) كيف تعمل العملة المشتركة في المعاملات التجارية؟
لم تُنشر تفاصيل خطط محددة بعد، لكن تلك هي الصورة بشكل عام: تتطلب المعاملات التجارية بين البلدين في الوقت الحالي استخدام الدولار الأميركي كمؤشر سعري. يعني ذلك أن دفع السلع الأرجنتينية الواردة من البرازيل يتطلب من المستورِد أولاً تحويل السعر بالريال البرازيلي إلى الدولار الأميركي، ثم تحويل البائع هذا السعر بالدولار إلى البيزو الأرجنتيني.