«أبو التعليم في مصر».. معرض الكتاب يحتفل بذكرى ميلاد علي مبارك
مؤلف ومترجم ومهندس عسكري، ومشرف على السكك الحديدية وعاشق للكتب والتراث، ومؤرخ لحركة المكان داخل الزمان ومنشئ للصحف، وأب للتعليم في مصر... كل هذا اجتمع في رجل واحد في ذكرى مرور 200 عام على ميلاده.. إنه علي باشا مبارك.
ويحتفل معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54 اليوم الجمعة التاسع للمعرض بذكرى مرور 200 عام على ميلاد علي باشا مبارك.
علي مبارك كان له دور رئيسي في النهضة التعليمية بمصر، بالإضافة لتأليفه للعديد من الكتب التي أثرت المكتبة العربية، وتم إطلاق اسم "أبو المعارف المصرية" عليه.
ولد علي مبارك في قرية برنبال الجديدة التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، ونشأ في أسرة كريمة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ودفعه ذكاؤه الحاد وطموحة الشديد ورغبته العارمة في التعلم إلى الهرب من بلدته ليلتحق بمدرسة الجهادية بالقصر العيني.
واختير علي مبارك ضمن مجموعة من الطلاب النابهين للسفر إلى فرنسا في بعثة دراسية، وضمت
هذه البعثة أربعة من أمراء بيت محمد علي: اثنان من أبنائه، واثنان من أحفاده، أحدهما كان إسماعيل بك إبراهيم، الذي صار بعد ذلك الخديوي إسماعيل، ولذا عُرفت هذه البعثة باسم بعثة الأنجال، واستطاع بجده ومثابرته أن يتعلم الفرنسية حتى أتقنها، ولم يكن له سابقة بها قبل ذلك.
وترك علي مبارك مؤلفات كثيرة تدل على نبوغه في ميدان العمل الإصلاحي والتأليف، فلم تشغله وظائفه على كثرتها وتعدد مسئولياتها عن القيام بالتأليف.
وتأتي “الخطط التوفيقية” على رأس أعماله، ولو لم يكن له من الأعمال سواها لكفته ذكرا باقيا، وأثرا شاهدا على عزيمة جبارة وعقل متوهج، وقلم سيال، يسطر عملا في عشرين جزءا يتناول مدن مصر وقراها من أقدم العصور إلى الوقت الذي اندثرت فيه أو ظلت قائمة حتى عصره، واصفا ما بها من منشآت ومرافق عامة مثل المساجد والزوايا والأضرحة والأديرة والكنائس وغير ذلك.
وله كتاب “علم الدين” وهو موسوعة ضخمة حوت كثيرا من المعارف والحكم، ويقع في أربعة أجزاء، تحتوي على 125 مسامرة، كل واحدة تتناول موضوعا بعينه كالبورصة، والنحل وأوراق المعاملة، والهوام والدواب. وإلى جانب ذلك له كتب مدرسية منها، تقريب الهندسة، وحقائق الأخبار في أوصاف البحار، وتذكرة المهندسين، والميزان في الأقيسة والمكاييل والموازين.
كانت نظارة المعارف في وزارة رياض باشا آخر مناصب علي مبارك، فلما استقالت سنة (1891م) لزم بيته، ثم سافر إلى بلده لإدارة أملاكه، حتى مرض، فرجع إلى القاهرة للعلاج، فاشتد عليه المرض حتى وافته المنية في (1893م).