ذكرى وفاة أم السينما.. قصة دموع فردوس محمد بآخر أيامها وأول مرتب في حياتها
تحل اليوم الاثنين 30 يناير، ذكرى وفاة فردوس محمد أشهر أم في تاريخ السينما والتي قدمت حنان الأم على مستوى الدراما وحياتها الشخصية، فدورها في الأمومة مع حياتها من الممكن أن يكون فيلماً سينمائياً ملئ بالأحداث الدرامية.
وفي الذكري الـ62 لـ وفاة «أم السينما المصرية»، فردوس محمد، يستعرض موقع «مستقبل وطن نيوز»، أبرز المحطات الفنية في حياة الفنانة الراحلة ومن بينها..
أبرز المحطات الفنية في حياة الفنانة الراحلة فردوس محمد «أشهر أم» في تاريخ السينما المصرية
- ولدت فردوس محمد في 13 يوليو عام 1906، بحي المغربلين بالقاهرة، وتوفى والديها وهي صغيرة.
- تولى تربيتها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة «المؤيد»، وألحقها بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي وتربية الأطفال.
- انطلقت في المسرح من «فرقة أولاد عكاشة» عن طريق «إحسان بك»، بعد طلاقها، رغبة في الإنفاق على نفسها، فوافقت على العرض وبدأت العمل بالفرقة بمرتب 3 جنيهات وتألقت في أدوارها، فصارت واحدة من أعضائها عام 1927، وكانت تجود بمعظم ما تحصل عليه من أجر على المحتاجين من العمال وصغار الفنانين.
- عملت مع فرق إسماعيل يس، عبد العزيز خليل، رمسيس وفاطمة رشدي وانضمت لفرقة عبد العزيز خليل، وعملت خلالها في «الأوبريتات».
- بدأت رحلتها السينمائية من خلال فيلم «ممنوع الحب» عام 1935 باختيار المخرج محمد كريم لها لتجسيد دور الأم ثم قدمت شخصية أم فاتن حمامة في فيلم «يوم سعيد» ووصل إجمالي عدد أفلامها 127 فيلماً، من بينهم «رد قلبي، صراع في الميناء، حكاية حب، بياعة التفاح، عفريتة إسماعيل يس، سر طاقية الإخفاء، سلامة في خير وسيدة القصر وشاركت بالمسرحيات، أنا عايزة مليونير ومسرحية ركن المرأة».
- ارتبطت بصداقة قوية مع كوكب الشرق، الفنانة أم كلثوم والفنانة زينب صدقي وكان يلتقيان في فيلا أم كلثوم في الزمالك أو بمنزل زينب صدقي في الإسكندرية.
- رفضت العمل في شهر رمضان، وإذا ما اضطرتها الظروف للعمل بالشهر الكريم، اشترطت التصوير ما بين الإفطار والسحور لتتمكن من أداء الصلاة وقراءة القرآن الكريم.
- تزوجت فردوس محمد في سن مبكرة وتحديداً بعمر الـ14 عاماً وانفصلت بعد فترة قصيرة بعمر الـ19 عاماً، لإساءته لها، وظلت طوال حياتها بمواجهة المواقف القاسية تردد «شبه الأيام السودا اللى شفتها مع جوزي الأولاني».
- بلغت فردوس محمد مكانة بين أهل الفن، وبخاصة عندما كرمتها نقابة الممثلين، فى أول احتفال بعيد الأم وتسلمت التكريم وهي لا تتمالك دموعها وسط تصفيق جميع الفنانين لكونها كانت أماً لكل الفنانين والفنانات الذين تعاونت معهم، فكانوا يبوحون لها بأسرارهم، حتى أن الفنانة الراحلة فاتن حمامة كانت على صلة قوية بها منذ طفولتها وكانت تبوح لها بكل أسرارها.
قصة زواجها بالمونولوجست محمد إدريس
تزوجت فردوس محمد للمرة الثانية من المونولوجست محمد إدريس، بسبب تلقي فرقة فوزي منيب الفكاهية، دعوة لتقديم عروضها في فلسطين، فيما كانت القوانين في مصر وقتها، لا تكن تسمح بسفر الفنانات غير المتزوجات، فاقترح فوزي منيب صاحب الفرقة، الحل بأن تتزوج فردوس محمد، من أحد أعضاء الفرقة زواجًا صوريًا ووافقت فرودس محمد على الاقتراح.
وبعد انتهاء العرض المسرحي، فاجأها محمد إدريس، بكونها يحبها ويطلبها للزواج فعلياً فوافقت واحتفلت الفرقة بزواجهم في الفندق الذي تقيم فيه واستمر زواجهم مدة 15 عاماً حتى انتهى بوفاة محمد إدريس.
قصة فردوس محمد ووفاة أبنائها
توفي للفنانة فردوس محمد 3 أبناء بعد ولادتهم، فنصحتها إحدى صديقاتها بإخفاء نبأ الولادة في حالة إنجابها أطفالاً من جديد منعاً للحسد.
وأخفت الفنانة خبر إنجاب ابنتها «سميرة» عام 1941 ونفذت وصية صديقتها لتعلن تبنيها لها بعد 3 أسابيع من إخفاء أمر ولادتها حتى وصل الأمر لمدة 17 عامًا.
وانهمرت دموع الفنانة فردوس محمد لحظة زفاف ابنتها سميرة من مدير التصوير السينمائي محسن نصر، واعترفت بحقيقة ابنتها، وكونها والدتها وهو ما لم يصدقه الحضور وقتها، مفسرين الأمر على أنه بهدف رفع الروح المعنوية لابنتها سميرة.
أشهر إفيهات فردوس محمد الكوميدية
قدمت فردوس محمد العديد من مشاهد الإفيهات الكوميدية ومن أشهرها:
- «ما ترقص يا أخويا.. حد حايشك» في مشهدها مع الفنان إستيفان روستي وهو يعرض عليها الرقص في فيلم «سيدة القصر» ليرد عليها بجملته الشهيرة: «كدة طيب.. بس اتحزم وأجيلك».
- قدمت فردوس محمد مشهد كوميدي آخر، مع الفنان كمال الشناوي في فيلم «ليلة الحنة» بعد زيارتها له تطلب منه أن تأتي معه لزيارة حورية أو شادية المريضة فيتظاهر بعدم معرفته مكانها، فتقول له: «أنت مش عارف البيت فين» لتجبره على ترك مقعد السابق في سيارته وتقود هي السيارة.
مرضها بالسرطان وفاتها
أصيبت فردوس محمد بمرض السرطان، وحصلت على دعم كل أبنائها وزملائها بالوسط الفني، بمشاعر مليئة بالحب وفسرت بكائها ليس بسبب المرض، لإيمانها بقضاء الله ولكنها كانت تبكي بدموع العرفان والشكر والتقدير لمشاعر زملائها فترة مرضها بالإضافة لتدخل الدولة لعلاجها على نفقتها وسفرها خارج البلاد للعلاج.
وكان هناك سبب آخر لبكاء فردوس محمد أم السينما المصرية، وهو عندما بدأت الصحف في إطلاق دعوة للقراء للتبرع لعلاج الفنانة الكبيرة، للحصول على ما يعينها على مواجهة محنة المرض، شعرت وقتها بالمرارة والضيق فكتب عنها الكاتب الكبير صالح جودت، مقالًا أشار إلى أن من أطلقوا دعوة التبرع رغم حسن نيتهم وحبهم للفنانة لا يعرفون عزة نفسها وكبريائها وعدم قبولها مد يدها للتبرعات مرددة دائما «مستورة والحمد لله» لكل المقربين منها.
وتوفيت الفنانة الكبيرة فردوس محمد في مثل هذا اليوم 30 يناير عام 1961، عن عمر يناهز55 عاما، بعد معاناة من مرض سرطان الكلي وكان آخر أفلامها «عنتر بن شداد» بطولة الفنان الراحل فريد شوقي والفنانة كوكا، ولم تستطيع مشاهدته رغم أنه الفيلم الوحيد الملون في مشوارها السينمائي.
وبشعورها بقرب نهايتها، ظلت تبكي وأوصت من حولها بضرورة رعاية ابنتها بالتبني والتي أطلقت عليها «ناني»، قائلة في آخر كلماتها: «خلوا بالكم من ناني وراعوها».