«كنا هنعمل إيه»؟.. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية
سلط كتاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الجمعة، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي والعربي والدولي.
ففي عموده “صندوق الأفكار”، بصحيفة الأهرام، أكد الكاتب عبد المحسن سلامة، تحت عنوان "فاهـــم"..! أن المرض النفسى ليس جريمة، أو وصمة عار، وإنما هو مرض مثل غيره من الأمراض العضوية التى تحتاج إلى مواجهة، وعلاج قبل أن يتفاقم، ويتحول إلى مشكلة، أو كارثة.
وقال سلامة، للأسف الشديد مازلنا نتعامل مع الأمراض النفسية على أنها «وصمة عار» تستحق ألا نعلنها، ومن هنا تبدأ الكارثة نتيجة تفاقم المضاعفات لدى المريض النفسى، ويتحول إلى شخص منبوذ، أو نتركه يسير هائما فى الشوارع، وقد يتحول إلى مجرم فى لحظة ما دون أن يقصد، واليوم تُولد أهم مؤسسة أهلية - من وجهة نظرى- للتوعية بالصحة النفسية، وأهميتها، وكيفية توفير الرعاية لضحايا الأمراض النفسية، وذويهم.
وأوضح الكاتب، أن السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج السابقة، هى رئيس مجلس أمناء مؤسسة «فاهم» التى يتم تدشينها اليوم وسط حضور كبير من المهتمين من مختلف الفئات، والتى تهدف إلى إطلاق حملات التوعية، وإقامة الندوات، وورش العمل فى كل الجهات المعنية لفهم طبيعة المرض النفسى، وكيفية التعامل معه، ومحاربة الصور السلبية الشائعة عن المريض النفسى.
وأشار إلى أن طموحات السفيرة نبيلة مكرم ليست لها حدود، فهى تتمنى إقامة مشروع صحى ضخم متكامل لعلاج المرضى النفسيين، وتوفير خدمة صحية متميزة لهم على غرار مستشفى مجدى يعقوب لأمراض القلب، ومستشفى الناس، ومستشفى ٥٧، وشفاء الأورمان.. وغيرها من الصروح الطبية المتميزة التى أحدثت فارقا ضخما فى علاج العديد من الأمراض.
وأوضح أن حماس السفيرة نبيلة مكرم يتناسب مع طبيعة شخصيتها الدءوب، ورغبتها فى تحقيق إضافة نوعية فى هذا المجال، خاصة وأنها لا تُخفى ألمها بسبب إصابة ابنها بأحد الأمراض النفسية، لكنها تريد تحويل ألمها إلى طاقة إيجابية لمصلحة المرضى النفسيين، وذويهم.
بينما أكد الكاتب، عبد الرازق توفيق، في عموده “من آن لآخر” في صحيفة الجمهورية، تحت عنوان/ «كنا هنعمل إيه»؟/، أن الدولة المصرية على مدار 10 أعوام تواجه حروباً عديدة ومتنوعة وقذرة سواء من خلال محاولات تزييف الوعي وبث وترويج الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك والتسفيه من كل إنجاز حقيقى بالإضافة إلى حملات التحريض والتحريك من أجل الهدم والتدمير بالإضافة إلى تزامن حروب الأكاذيب مع الإرهاب الذى نجحت مصر في القضاء عليه.
وأوضح الكاتب، أنه مع بزوغ تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي جاءت كنتيجة للحرب الروسية الأوكرانية ظهرت حرب جديدة تدار ضد مصر وهى محاولة تصوير تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وكأنها شأن مصرى خالص وفي ذات الوقت بث الخوف والفزع والقلق والإحباط في نفوس المصريين وتوجيه الاتهامات والإساءات للحكومة المصرية والزعم أن سياسات الدولة ومشروعاتها القومية هي السبب في الأزمات والصعوبات التى تواجه الاقتصاد والمواطن وليس كنتيجة لتأثر الاقتصاد العالمى الذى نحن جزء منه بتداعيات الحرب الروسية ـــ الأوكرانية.
وقال الكاتب، إن الغريب والعجيب أن هؤلاء المرتزقة والعملاء والأدوات التي يستخدمها أعداء مصر فى محاولة النيل منها يتعاملون مع الشعب المصرى وكأنه شعب ناقص الأهلية فاقد للعقل وتناسوا أنه شعب صاحب حضارة ورصيد غير محدود من التحضر والفهم والوعى.
وشدد على أن المصريين استطاعوا بما يملكونه من روح التحدى والصمود أن يحافظوا على دولتهم ورفضوا دعاوى الهدم والتدمير والفوضى ودعموا مؤسساتهم الوطنية وتحملوا بصبر وشموخ طريق الإصلاح والتطوير من أجل ان يعبر الوطن مرحلة الخطر.
في حين قال الكاتب محمد بركات، في عموده “بدون تردد” بصحيفة الأخبار، تحت عنوان، "ماذا جرى في 25 يناير(2-2)، أشرنا بالأمس إلى استمرار الجدل حول طبيعة وكنه الأحداث الجسام التي جرت في الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ حتى الآن رغم مرور اثني عشر عاما على هذه الأحداث التي تعددت بشأنها الرؤى واختلفت الآراء.
وأضاف، وذكرنا أن هذا الجدل مرشح للاستمرار حتى ظهور وإعلان الحقائق الكاملة المتعلقة بالأحداث، على لسان كل الأطراف والقوى والجماعات والشخصيات التي شاركت في الحدث بالفعل، وقامت بالترتيب أو الإعداد أو التخطيط لما جرى وما كان قبل وخلال وبعد الحدث الجسيم، وصولا إلى ثورة الثلاثين من يونيو ۲۰۱۳.
وتابع الكاتب، وفي يقيني أن جلاء هذا الأمر مطلوب وواجب لتبيان الحقيقة، ووضع حد للجدل والاختلاف القائم في الرؤى والمواقف بين من يرون فيما حدث في ٢٥ يناير ۲۰۱۱ ثورة كاملة الأركان ومن يرونها مجرد انتفاضة شبابية طاهرة هبت اعتراضا على بعض أو كل ما كان قائما ومطالبة بالعيش والحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية.
وأشار إلى أن هناك من يرونها غير ذلك على الإطلاق فلا هي بثورة ولا هي أيضا انتفاضة شبابية طاهرة بل هي مؤامرة دبرتها ورتبت لها قوى الشر الإقليمية والدولية بالاتفاق والمشاركة مع الجماعة الإرهابية، سعيا لإسقاط الدولة والاستيلاء على الحكم، في إطار مخطط أوسع يشمل المنطقة العربية كلها، ويهدف لإعادة رسم خريطة المنطقة من جديد وإقامة الشرق الأوسط الجديد.
وقال: من الواضح أن الاختلاف ظاهر ومؤكد بين هذه الرؤى من حيث المبنى والمعنى، ولكن هناك وجهة نظر أخرى يرى أصحابها أن ما جرى في ٢٥ يناير ٢٠١١ كان في واقعه تحركا شبابيا في بدايته، إلا أنه تم اختطافه من جانب الجماعة الإخوانية بعد يومين من حدوثه ويرون أيضا أن هذا الاختطاف تم في إطار ترتيب وإعداد مسبق بين الجماعة وقوى الشر الإقليمية والدولية الساعية لإسقاط الدولة المصرية وإشاعة الفوضى والعنف في المنطقة كلها من تونس وحتى الجزيرة العربية، لإعادة رسم الخريطة العربية من جديد طبقا لمخطط مرسوم ومعد مسبق وفى هذا يظل الاختلاف قائما حتى جلاء الحقيقة.