موعد شهر رجب لعام 1444هجريا.. لماذا سمي بهذا الاسم وفضل صيامه وأعماله؟
تصدر شهر رجب تريند قوائم البحث بمحركات البحث المختلفة وبخاصة محرك البحث العالمي «جوجل» الأكثر بحثاً والأشهر عالمياً خلال الساعات القليلة الماضية بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إعلان دار الإفتاء المصرية أن اليوم الاثنين 23 يناير 2023 هو الأول من أيام شهر رجب لعام 1444 هجرياً.
ونشرت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، قائلة «أنه تم استطلاع رؤية هلال شهر رجب، وتبين من الرؤية الشرعية أن يوم الاثنين 23 يناير 2023 م هو أول أيام الشهر».
وكانت دار الإفتاء المصرية استطلعت هلال شهر رجب لعام 1444 هجرياً، بعد غروب شمس أمس الأحد الموافق 29 جمادي الآخر الموافق 22 يناير 2023، موضحة أن الأحد هو المتمم لشهر جمادي الآخر.
وتزايدات عمليات البحث خلال الساعات القليلة الماضية، بالتزامن مع استطلاع هلال شهر رجب، من خلال عمليات البحث حول العديد من الموضوعات الخاصة بـ«فضل شهر رجب، حكم صيامه، دعاء أول ليلة، أسمائه، سنن وأعماله، شهر رجب من الأشهر المحرم ودعاء النبي صل الله عليه وسلم».
ويرصد موقع «مستقبل وطن نيوز» خلال السطور التالية من التقرير التالي، الإجابة على معظم أسئلة عمليات بحث القراء في إطار حرصه على التواصل مع القراء بالشكل التفصيلي كما يلي:
فضل الصيام في شهر رجب؟
يتمتع شهر رجب بمنزلته العظيمة والخاصة لدى عموم المسلمين لكونه من الأشهر الحرم، والتي يحرص خلالها على فعل الخيرات والتقرب إلي الله.
وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، قائلاً «إن ما يثار حول استحباب الصيام في شهر رجب يعد من الشبهات الموسمية التي تتكرر في كل موسم».
واستشهد مفتي الجمهورية، بقول النبي صل الله عليه وسلم، «من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة».
وأكد مفتي الجمهورية، أن الصحيح، هو قول جمهور الفقهاء، باستحباب التنفل بالصيام في شهر رجب كما هو مستحب طوال العام والصوم في رجب بخصوصه، وإن لم يصح في استحبابه حديث بخصوصه، إلا أنه داخل في العموميات الشرعية التي تندب للصوم مطلقًا.
وأضاف مفتي الجمهورية، قائلاً: «إن العلماء المعتبرين تحدثوا كثيراً عن أقسام البدعة فتحريم الأمور المبتدعة ليس على إطلاقه، مشيرًا إلى أنه بقراءة النصوص الشرعية مجموعة، نخرج بأن البدعة المحرمة هي التي تبطل أحكام الإسلام، أما ما تتوافق معها فتدخل في دائرة السنة الحسنة».
وأكدت دار الإفتاء المصرية، قائلة، إن الصيام في شهر رجب، هو سنة من سنن الرسول صل الله عليه وسلم، بالتأكيد على ما ورد سهل بن سعد بأن رسول الله -صل الله عليه وسلم، قال، «إن في الجنة بابًا يقال له، الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال، أين الصائمون؟» رواه البخاري وسلم.
ويأتي فضل شهر رجب، بكونه أمر ثابت لكونه من الأشهر الحرم والتي عظمها المولي عز وجل وذكره الإمام الطبري في تفسيره، عن قتادة أنه قال، «إن الظلم فى الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حالٍ عظيمًا، ولكن الله يعظِّم من أمره ما شاء».
وروى عنه أيضًا قال، «إن الله اصطفي صَفَايا من خلقه؛ اصطفي من الملائكة رسُلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفي من الكلام ذكرَه، واصطفي من الأرض المساجد، واصطفي من الشهور رمضانَ والأشهر الحرم، واصطفي من الأيام يوم الجمعة، واصطفي من الليالى ليلةَ القدر، فعظِّموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظَّمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل».
وقالت دار الإفتاء، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال، «خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبَ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةُ الْعِيدِ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ»، رواه البيهقي.
لماذ سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟
يعتبر شهر رجب من الأشهر الحرم التي أشار إليها القرآن الكريم في قول الله تعالى، في سورة التوبة، «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» [التوبة: 36].
وجاء تسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم، لزيادة حرمتها، وعِظَم الذنب فيها، ولأن الله سبحانه وتعالى حرَّم فيها القتال، فقال تعالى، «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ» [البقرة: 217].
وذكر أن شهر رجب له 14 اسمًا، هم «شهر الله، رجب، رجب مضر، منصل الأسنة، الأصم، الأصب، منفس، مطهر، معلي، مقيم، هرم، مقشقش، مبريء، فرد، وذكر أيضاً، بأن له 17 اسماً فزاد «رجم بالميم، منصل الآلة، وهي الحربة ومنزع الأسنة».
قال ابن منظور في كتابه «لسان العرب:12/342»، إن شهر رجب سمي بذلك، لأنه كان يرجب، أي يعظم كما قال الأصمعي، والمفضل، والفراء، وقيل، لأن الملائكة تترجب للتسبيح والتحميد فيه، وفي ذلك حديث مرفوع إلا أنه موضوع «ليس صحيحًا».
وأضاف ابن منظور أن سبب تسمية شهر رجب يرجع إلى قبيلة «مضر»: لأن مضر كانت تزيد في تعظيمه، واحترامه، فنسب إليهم لذلك، وقيل: بل كانت قبيلة «ربيعة» تحرم رمضان، وتحرم مضر رجبًا، فلذلك سماه رجب «مضر رجبًا».
سمي شهر رجب بالأصم وسمي شهر رحب بالأصب والمقيم والمعلي، وسبب تسميته بشهر رجب الأصب، لأن الرحمة تصب فيه صبا، والله عز وجل يصب فيه من الرزق والخير صبا فكانوا يجدون أرزاقهم تزيد في رجب ومرضاهم تشفى في رجب، فكانوا يكثرون فيه من الدعاء لأن الله يصب فيه من بركاته وقبوله للدعوات.
أعمال شهر رجب
كشفت دار الإفتاء المصرية، تعاظم الطاعات التي ينبغي على المسلم الإكثار منها خلال شهر رجب بخاصة والأشهر الحرم بشكل عام ومنها:
- «الإكثار من العمل الصالح - الطاعات - المواظبة عليها».
- «أن يغتنمَ المؤمنُ العبادة في هذه الأشهر»
- ترك الظلم في هذه الأشهر لعظم منزلتها عند الله، وخاصة ظلم الإنسان لنفسه بحرمانها من نفحات الأيام الفاضلة، وحتى يكُفَّ عن الظلم في باقي الشهور، والرابع الإكثار من إخراج الصدقات.
بدعة صلاة الرغائب في شهر رجب
نوهت دار الإفتاء المصرية، على أنه لم تثبت صلاة تسمى «صلاة الرغائب» وهي عبارة عن 12 ركعة، تصلي بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة في رجب، يسبقها صيام الخميس «أول خميس في رجب».
حكم الدعاء فى أول ليلة من شهر رجب؟
أجابت دار الإفتاء المصرية، حول حكم الدعاء في أول ليلة من شهر رجب من خلال، قول الله تعالى ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]، والدعاء في أول ليلة من شهر رجب بخصوصه مستحبٌّ، وهي ليلة يستجاب فيها الدعاء كما ورد ذلك عن سلفنا الصالح؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، «خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبَ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةُ الْعِيدِ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ». رواه البيهقي في شعب الإيمان.
وكان النبى صل الله عليه وسلم إذا دخل شهر رجب يقول، «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا يا أرحم الراحمين، اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين».
سبب التفرقة بين شهر رجب وبقية الأشهر الحرم
يأتي شهر رجب مفارقًا لبقية الأشهر الأربعة الحرم المتتالية، وهن، «ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، لما ورد عَنْ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».
ويرجع السبب في التفرقة بين شهر رجب وغيره من الأشهر الحرم، لتمكن العرب من أداء العمرة في منتصف السنة، وأن الأشهر المتواليات لأجل الحج.