«هوية السبعينيات.. سنوات من الحلم والأمل» لـ طارق رضوان.. في معرض القاهرة الدولي للكتاب
أيام قلائل تفصلنا عن حدث ثقافي كبير؛ حيث يشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب عرض واحد من أهم وأعمق الإصدارات الحديثة التي تتناول بعمق شديد، وتأصيل بحثي دقيق، فكرة الدولة في فترة السبعينيات، وتفاصيل تحديات الدولة الوطنية في فترة من أخطر وأدق فترات الحلم والأمل، وأسس بقائها شامخة باستقرارها وثبات أركانها وأعمدتها من خلال قانون مقدس؛ وهو كتاب «هوية السبعينيات.. سنوات من الحلم والأمل» للكاتب الصحفي طارق رضوان، الصادر عن مؤسسة روزاليوسف.
«هوية السبعينيات.. سنوات من الحلم والأمل» للكاتب الصحفي طارق رضوان يكشف سرًا ما أسرار مصر القديمة؛ وهو ارتباطها بفكرة الثالوث الذي لا ينفصم عن أرضها وشعبها وتاريخيها الضارب بجذوره في عمق الزمن، ما صنع لها شخصيتها المتفردة عن العالم بأسره على مر الزمان.
تكمن أهمية كتاب «هوية السبعينيات.. سنوات من الحلم والأمل» في أنه يؤصل لشخصية مصر القوية الصلبة عبر التاريخ؛ من حيث إنها مقبرة للغزاة مات من مات ودفن على أرضها من دفن، ورحل من رحل يجرجر أذيال الخزي والعار؛ فيما بقيت مصر شامخة عزيزة آمنة مستقرة راياتها خفاقة على رفاتهم.
ويطرح الكاتب الصحفي طارق رضوان، بين طيات كتابه واحدة من الحقائق الهامة التي تميزت بها مصر؛ وهي أن العالم يتغير، فيما تبقى مصر لا تتغير؛ حيث تتبدل الأمم وتختفي، ثم تعود، ومصر باقية وشاهدة وشامخة، فمنذ بداية البشرية كانت مصر، وبقيت وستظل باقية مقدسة وكبيرة وآمنة؛ فكثير من الغزاة أتوا وبقوا وطال الزمن بهم لكنهم يرحلون؛ أو تبتلعهم شخصيتها؛ فينصهروا فيها حتى يذوبوا في أرضها وبين شعبها، ولم تعرف أرضها الدم إلا للدفاع عنها، فهي أرض الخير والأمـان والسلام والمحبة تلك هي شخصيتها التـي فرضت مظلتها على البشرية.
ويكشف الكتاب جانبًا آخر من شخصية مصر تلك التي صنعت مصر الدولة أولًا، وكما يقول علماء التاريخ مصر دولة خلقت شعبًا، فهي التي ألهمت العالم معنى الدولة باستقرارها وأركانها وأعمدتها باعتباره قانون مقدس.
ويعزز الكتاب سرًا من أسرار هذه الدولة الذي يخفى على الكثيرين، ويكشفه الكتاب في وضوح جلي؛ وهو أن هذه الدولة ترتبط بفكرة الثالوث إلـه واحـد ونهر واحد وحاكـم واحـد، ويبدو أن
ذلك الثالوث له سر ما في مصر القديمة الغامضة فالأهرامات رمز مصر، ثلاثة أيضًا، وهي أسرار غامضة لم تعرف عنها شيء إلا قليل، أنه لتلك الدولة شخصية منفردة، ولشعبها ومجتمعها خصال متفردة؛ فالمجتمع المصري مجتمع قديـم ومستمر غير لغته مرتين أو أكثر كما أنه غير دينه مرتين أو أكثر.
ومن سمات الشعب المصري أنه يجعل من حكامه آلهة لفترات طويلة، حتى اعتنق الديانـة، المسيحية ثـم الديانة الإسلامية؛ على الرغم من الظروف التـي مـر بها أو ما يسببها له متدينون؛ فيما يمتد التاريخ وهـي صامدة صامتة انتصارات ونكسات حتى جاءت فترة السبعينيات عقد السبعينات كان من أخطر سنوات مرت على مصر كانت سنوات الحلم والأمل.