الرئيس البرازيلي يزور القصر الرئاسي عقب اقتحامه ويتوعد «مدبري الانقلاب»
اعتقلت السلطات البرازيلية 400 شخص على الأقل إثر اقتحام حشود من أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو لمباني الكونجرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي في العاصمة برازيليا، فيما تعهد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بمحاسبة "مدبري الانقلاب".
واقتحم مئات من مناصري الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرّف جايير بولسونارو، أمس الأحد، المباني الحكومية في العاصمة برازيليا، بعد أسبوع على تنصيب لولا رئيساً للبلاد.
وزار لولا قصر "بلانالتو" الرئاسي ومقر المحكمة العليا بعد استعادت قوات الأمن السيطرة على الوضع، وقال في تغريدة على تويتر: "زرت للتو قصر بلانالتو والمحكمة العليا الاتحادية، إنه يجري تحديد هوية مدبري الانقلاب الذين شجعوا على تخريب الممتلكات العامة في برازيليا، وسيتم معاقبتهم".
وأضاف: "غداً سنستأنف العمل في قصر بلانالتو. الديمقراطية دائماً، ليلة سعيدة".
وأظهرت صور لقناة "سي إن إن البرازيل" مؤيّدين لبولسونارو يرتدون ملابس منتخب كرة القدم ذات بألوان صفراء وخضراء (علم البلاد)، يخرجون صفاً واحداً وأيديهم خلف ظهورهم من قصر بلانالتو الرئاسي، ويُحيط بهم عناصر الشرطة، وتُظهر صور أخرى حافلة مليئة بمتظاهرين معتقلين تُغادر باتّجاه مركز للشرطة.
وأعلنت شرطة مجلس الشيوخ من جهتها، اعتقال 30 شخصاً ممّن اقتحموا مبنى الكونجرس.
وبحلول الليل في العاصمة البرازيليّة، بدا أنّ القوات الأمنيّة تستعيد تدريجياً السيطرة على الوضع، وقد استخدمت خراطيم المياه لإبعاد المتظاهرين.
وأخلت الشرطة البرازيليّة مقرّ الكونجرس الوطني، أمس الأحد، بعد ساعات عدّة على اقتحامه من جانب مئات من أنصار بولسونارو، بحسب صحافيّين في وكالة "فرانس برس".
وأعلن حاكم المقاطعة الفيدرالية في برازيليا إيبانييس روشا اعتقال 400 شخص، إذ قال في تغريدة على تويتر: جئت لأعلن لكم أن أكثر من 400 شخص تم اعتقالهم بالفعل، وسيعاقبون على الجرائم التي ارتكبوها".
ويواجه المعتقلون عقوبات قد تصل إلى السجن 12 عاماً، بحسب القانون البرازيلي.
وبعد ساعات قليلة عن الإعلان، أفادت "بلومبرج" بأن قاضي المحكمة العليا البرازيلية ألكسندر دي مورايس أمر بعزل إيبانييس روشا مؤقتاً من منصبه كحاكم للمقاطعة الفيدرالية لمدة 90 يوماً، فيما يتم التحقيق في مسؤوليته عن الاضطرابات التي شهدتها العاصمة.
ويشار إلى أن إيبانييس روشا، وهو حليف الرئيس السابق بولسونارو، كان قد قدم اعتذاراته للرئيس لولا دا سيلفا في مقطع فيديو عقب إقدام أنصار بولسونارو على اقتحام المقار الحكومية، ووصف روشا المسؤولين عن نهب المباني العامة بأنهم "مخربون حقيقيون" و"إرهابيون حقيقيون".
وقال "كنا نراقب كل هذه التحركات مع وزير (العدل) فلافيو دينو.. لم نعتقد في أي وقت أن هذه التظاهرات ستتخذ أبعاداً كهذه".
كما أمهل القاضي ألكسندر دي مورايس الشرطة 24 ساعة لفض أنصار الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو المعتصمين أمام المقرات العسكرية في مختلف أنحاء البرازيل.
وكان أنصار بولسونارو يتظاهرون أمام ثكنات عسكرية منذ هزيمة الرئيس اليميني المتطرف أمام لولا دا سيلفا في 30 أكتوبر الماضي 2022.
وكانوا يطالبون بتدخل الجيش لمنع لولا من تولي السلطة للمرة الثالثة بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونجرس.
وفي وقت سابق، أدان الرئيس لولا دا سيلفا اقتحام من وصفهم بـ "المخربين الفاشيين" للمقار الحكومية، مشدداً على أن "الديمقراطية تضمن حرّية التعبير، لكنها تتطلب أيضاً احترام المؤسّسات".
وأصدر دا سيلفا مرسوماً يقضي بـ"تدخّل اتّحادي" للقوى الأمنيّة بغية استعادة السيطرة على أمن العاصمة.
وتابع "ما فعله هؤلاء المخربون، هؤلاء الفاشيون المتعصبون.. لم يسبق له مثيل في تاريخ بلادنا، أولئك الذين موّلوا (هذه الاحتجاجات) سيدفعون ثمن هذه الأعمال غير المسؤولة وغير الديمقراطيّة".