واشنطن وبرلين تتفقان على تزويد أوكرانيا بمنظومة باتريوت الصاروخية والمدرعات
أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا، عزمهما تزويد أوكرانيا بمدرعات قتالية ومنظومة "باتريوت" الصاروخية، وذلك عقب إعلان روسيا هدنة مؤقتة بمناسبة عيد الميلاد وفق المذهب الأرثوذكسي.
وأشار البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز، أعربا في اتصال هاتفي عن "دعمهما لسيادة واستقلال أوكرانيا"، معربين عن التزامهما بـ"الاستمرار لأطول فترة ممكنة في تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي الضروري لأوكرانيا".
وذكر البيان الأمريكي أن واشنطن تعتزم تزويد كييف بمركبات قتالية من نوع "برادلي"، فيما تتجه برلين لإرسال مركبات قتالية خاصة بسلاح المشاة من طراز "ماردر"، لافتًا إلى أن البلدين يعتزمان "إرسال منظومة (باتريوت) الصاروخية، لمواجهة الاستهدافات الروسية المستمرة بالصواريخ والطائرات المسيرة على البنية التحتية الحيوية الأوكرانية".
وتأتي التحركات الغربية، عقب إعلان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، بدء نقل أنظمة "باتريوت" الأمريكية إلى أوكرانيا، وقال: "نحن نقدّر بشدة هذه الخطوة الأمريكية، ونتوقع نشر (باتريوت) بأسرع وقت، وقد بدأت الاستعدادات لنقل هذه المنظومة".
وقال كوليبا في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأوكرانية إن "الرئيس فولوديمير زيلينسكي والفريق الدبلوماسي يعملون بشكل مكثف على حلول جديدة لتزويد أوكرانيا بأنواع مختلفة من الأسلحة الغربية الحديثة، لا سيما الدبابات والمركبات المدرعة الأخرى".
لكن هذه الوعود الغربية لم تعجب قادة الكرملين، إذ توعد الرئيس الروسي بأنه سيزيل هذه المعدّات من ساحة المعركة، وقال: "بالطبع، سندمّرها 100%"، وذلك بعد 3 أيام على تأكيده أن جيشه سيجد "مضاداً" لمواجهة "هذا النظام القديم نوعاً ما".
ضغوط داخلية
وجاء التحرك الأماني بتزويد أوكرانيا بالمركبات القتالية، عقب دعوات أعضاء في التحالف الحكومي والمعارضة للمستشار الألماني أولاف شولتز، بأن يعطي الضوء الأخضر لإرسال دبابات إلى أوكرانيا.
وصرحت رئيسة لجنة الدفاع في البوندستاج ماري أغنيس شتراك-تسيمرمان من حزب "اف دي بي" الليبرالي لوكالة "فرانس برس"، أن "الحجة التي تتذرع بها المستشارية دوماً للقول إن ألمانيا لا يجب أن تتخذ قرارات منفردة قد بطلت".
وأضافت شتراك-تسيمرمان "مرة أخرى تتولى فرنسا الدور الذي كان متوقعاً من ألمانيا، وتأخذ زمام الأمور" معتبرة أن "الكرة باتت الآن في ملعب برلين"، مشددةً على أن أوكرانيا يجب أن "تنتصر للدفاع أيضا عن حريتنا وقيمنا، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بمساندة الدبابات".
وعارض الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني بزعامة شولتز تسليم مثل هذه المعدات، خلافاً لشركائه الليبراليين والخضر.
وأعلنت ساسكيا اسكين إحدى قادة الحزب الاشتراكي الديموقراطي لقناة "ان تي في": "نحن والحكومة الألمانية والمستشار الألماني نتشاور دائماً بشكل وثيق مع شركائنا وأصدقائنا، ولا سيما مع الأمريكيين".
هذا وقد وعدت باريس كييف بتسليم دبابات قتالية خفيفة من طراز "AMX-10 RC" فرنسية الصنع، استجابة لحاجات كييف الملحة لمواجهة الجيش الروسي.
وقام حلفاء أوكرانيا الأوروبيون بتسليم دبابات سوفياتية الصنع، ولكن لم يتم تسليم دبابات غربية بعد، رغم طلب كييف المتكرر، فيما تطالب أوكرانيا ألمانيا بإرسال دبابات "ليوبارد 2".