روسيا تعرب عن استعدادها للعودة إلى العمل في «رباعية الشرق الأوسط»
أعرب المبعوث الروسي لشؤون الشرق الأوسط فلاديمير سافرونكوف، الأربعاء، عن استعداد بلاده للعودة إلى العمل في اللجنة الرباعية الدولية المعنية بالشرق الأوسط، رغم القرار الأمريكي بتجميد نشاطها.
وقال سافرونكوف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية إن اللجنة الرباعية التي تضم (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) "تم تجميد نشاطها بسبب عدم استعداد الولايات المتحدة لمواصلة التعاون ضمن هذا الإطار".
واتهم المسؤول الروسي واشنطن بـ"تفكيك عدد من المجموعات متعددة الأطراف"، موضحًا أن "وقف الحوار الرباعي ليس قرارنا حتى في الواقع الجيوسياسي الحالي، نحن مستعدون للعودة إلى العمل الجماعي، وليقرروا".
واللجنة الرباعية المعنية بالشرق الأوسط هي مجموعة تم إنشاؤها بمشاركة الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، لتوحيد الجهود من أجل تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي.
ولم تكن هذه الاتهامات هي الأولى من نوعها، إذ سبق أن ذكر مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في جلسة لمجلس الأمن، منتصف ديسمبر الماضي، أن " الولايات المتحدة انسحبت من المشاركة في اللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين للشرق الأوسط لأسباب ملفقة".
وأشار نيبينزيا إلى أن "واشنطن عرقلت عمل اللجنة التي أُنشت بموجب قرار مجلس الأمن ولكن روسيا ملتزمة بحل النزاع في الشرق الأوسط اتساقاً مع القانون الدولي وعمل اللجنة الرباعية".
وكشف موقع مجلس الأمن في إحاطة شهر ديسمبر، أن "الولايات المتحدة ترى أن الظروف الحالية ليست مواتية لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، لكنها شدد على "أهمية اتخاذ خطوات لتحسين الحياة اليومية للفلسطينيين والإسرائيليين".
وذكر البيان أن موسكو اتهمت واشنطن بـ"عرقلة أي قرار موضوعي بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط وجهود اللجنة الرباعية للمنطقة".
وكان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور فينيسلاند، اعتبر في نهاية نوفمبر الماضي، أن "الأوقات عصيبة لعقد اجتماع اللجنة الرباعية للوسطاء لتسوية النزاع في المنطقة"، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال مقابلة مع "الشرق"، في نوفمبر، دعم المبادرة الرباعية في مفاوضات السلام، إلا أنه اعتبر أن اللجنة الرباعية "ماتت مع أزمة أوكرانيا" التي بدأت في فبراير الماضي.
وتأتي التصريحات الروسية وسط مخاوف دولية وإقليمية من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة اعتبرت الأكثر يمينة وتطرفاً في تاريخ الدولة العبرية، بحسب وكالة "فرانس برس".
وتضم سادس حكومة يرأسها نتنياهو شخصيات يمينية متشددة على غرار وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتشدّد إيتمار بن جفير الذي أشعل انتقادات وإدانات دولية على خلفية زيارته، الثلاثاء، باحة المسجد الأقصى.
ومن بين الدول التي أدانت الخطوة، الولايات المتحدة التي قالت إنها " تؤيد بحزم... الحفاظ على الوضع القائم مع احترام المواقع المقدّسة في القدس".
وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، أن "أي خطوة أحادية الجانب تعرّض للخطر الوضع القائم هي غير مقبولة"، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في تصريح منفصل إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية" بعد خطوة بن جفير.
واعتبر أن "الزيارة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وإثارة العنف"، معلناً أن واشنطن أجرت "محادثات مباشرة اليوم مع ممثلين عن مكتب رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بشأن هذه الزيارة".
