بعد اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى.. واشنطن تعارض تغيير وضع الأماكن المقدسة
أكد سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نيدز، أن واشنطن تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة، بحسب ما نقل مراسل موقع "أكسيوس" الأمريكي في إسرائيل، الثلاثاء.
وجاءت تصريحات السفير الأمريكي بعد ساعات من اقتحام وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الثلاثاء، المسجد الأقصى.
وكتب مراسل "أكسيوس" باراك رافيد في تغريدة على تويتر: "قال لي سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نيدز عقب زيارة الوزير بن غفير للحرم الشريف هذا الصباح، أن إدارة بايدن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة".
وأضاف السفير: "ليكون الأمر واضحاً تماماً.. نريد الحفاظ على الوضع الراهن، والإجراءات التي تخالف ذلك غير مقبولة"، نقلا عن موقع "الشرق".
وأردف: "كنا واضحين للغاية في محادثاتنا مع الحكومة الإسرائيلية بشأن هذه المسألة".
كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اقتحم صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، في خطوة أدانها الفلسطينيون ووصفوها بأنها استفزازية، وذلك رغم تحذيرات من أنها قد تؤدي إلى أعمال عنف.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن بن غفير وصل إلى ساحة البراق وسط حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية.
وقال بن غفير في تغريدة على تويتر: "جبل الهيكل مفتوح للجميع" مستخدماً الاسم اليهودي للإشارة إلى مجمع المسجد الأقصى. ونشر مع التغريدة صورة له وهو يتجول في محيط المجمع وسط حراسه وبجواره يهودي متشدد آخر.
إدانات وانتقادات
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها "تدين بشدة اقتحام الوزير المتطرف بن غفير المسجد الأقصى وتعتبره استفزازاً غير مسبوق وتصعيداً خطيراً للنزاع".
بدوره، أعلن الأردن الثلاثاء أنه يدين بـ"أشد" العبارات اقتحام وزير الأمن القومي اليميني الإسرائيلي لمجمع المسجد الأقصى في القدس.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إنها تدين "بأشد العبارات ، اقتحام المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف"، وتجول بن غفير بالمجمع لفترة قصيرة تحت حراسة مشددة.
وكان زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد قد حذر من أن زيارة بن غفير من شأنها أن تشعل أعمال عنف، وفقاً لـ"رويترز".
وقال لبيد إنه "لا يجوز أن يدخل إيتمار بن غفير إلى ساحة الحرم القدسي، فهذا استفزاز سيولد العنف ويعرض حياة الناس للخطر".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي القول إن "الزيارة التي استغرقت أقل من ربع الساعة جاءت وفقاً للترتيب المسمى بترتيب الوضع الراهن والذي يعود لعقود مضت ويسمح لغير المسلمن بزيارة مجمع المسجد الأقصى شريطة عدم الصلاة فيه"، وأضاف أن الزيارة مرت دون أي وقوع حوادث.
وتحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن استعدادات أمنية لدخول بن غفير إلى الحرم القدسي، قائلةً إنها تطلبت "استعدادات متزايدة من الشرطة حتى يمر الأمر بهدوء".
ولفتت الصحيفة إلى أنه، في الماضي، "كانت هناك حالات عارضت فيها الشرطة صعود أفراد من الجمهور إلى الحرم القدسي لأسباب أمنية، لكن الشرطة ستستعد هذه المرة لتأمين صعود الوزير المسؤول عنها والذي يملي عليها سياساتها".
وجاءت الزيارة على عكس تقارير إسرائيلية أفادت في وقت سابق بأن بن غفير تراجع عن اقتحام المسجد الأقصى، على خلفية مكالمة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحسب إعلام عبري.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن بن غفير رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) قرر في نهاية مكالمة مع نتنياهو مساء الاثنين، تأجيل اقتحام المسجد الأقصى، بعدما أعلن الليلة الماضية أنه سيقدم على ذلك خلال الأسبوع الجاري.
وتطرق بن غفير بحسب الصحيفة، خلال حديثه مع نتنياهو إلى تهديدات حركة "حماس" الفلسطينية. وقال "لا يجب أن ننحني لحماس"، معلناً أنه ينوي اقتحام الأقصى خلال الأسابيع المقبلة.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان" بأن جهاز المخابرات "الشاباك" هو من أعطى الضوء الأخضر لوزير الأمن القومي بن غفير، وسمح له باقتحام المسجد الأقصى".
وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مراراً في الماضي ولكن بصفته الشخصية ثم بصفته نائباً في الكنيست، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد في حال أصبح وزيراً.