«الثقة في الوطن».. و«آخر أيام السنة».. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية
اهتم كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الجمعة، بعدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي والدولي.
ففي صحيفة "الأهرام" وتحت عنوان "منع تعليم الفتيات"، قال الكاتب عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام"، "حسنا فعل الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب حينما أعرب عن أسفه الشديد لصدور قرار من السلطات الأفغانية بمنع الفتيات من التعليم الجامعي، لافتا إلى أنه يتناقض والشريعة الإسلامية، وصادم لضمائر المسلمين، وغير المسلمين، وما كان ينبغي، ولا يليق أن يصدر من أي مسلم".
ولفت الكاتب إلى قول الإمام الأكبر، شيخ الأزهر: أعبر عن رفضي هذا القرار، واعتباره لا يمثل شريعة الإسلام، ويتناقض جذريا مع دعوة القرآن الكريم الذي ترددت فيه لفظتا العلم والعقل بكل مشتقاتهما أكثر من مائة مرة.
وأكد الكاتب أن الأزهر يظل هكذا دائما صوت الاعتدال، والوسطية، والتمسك بالثوابت، ورفض التشدد، والاحتكام إلى لغة العقل التي لا تتعارض مطلقا مع ثوابت الدين.
وأكد الكاتب المرأة أن المرأة هي الأم التي تربي الأجيال الجديدة، ومن حق المرأة أن تتعلم حتى لو كان التعليم هدفا في حد ذاته.
وتابع "نعم، يصلح أن يكون التعليم هدفا في حد ذاته، ومع ذلك فمن حق المرأة أن تتعلم، وتعمل بما تعلمته، وتشارك في بناء المجتمع، ولا يتعارض هذا على الإطلاق مع ثوابت الدين".
وتساءل "كيف يمكن أن يتقدم مجتمع ونصفه يعاني الجهل، والأمية؟ ولابد أن نعترف بأن كثيرا من المجتمعات الإسلامية لايزال يعاني أزمات متعددة، أخطرها في مجال التعليم، فما بالنا لو أضفنا أيضا عدم التعلم للفتيات؟!"
وأكد الكاتب أننا نحتاج إلى قوة دفع قوية للتعليم، ووضع قوانين صارمة لعدم التسرب منه في الدول التي لاتزال تعاني الأمية، والجهل، وأن تكون المرأة في قلب معركة التعليم.
واختتم الكاتب بقوله: "الإسلام فرض طلب العلم على كل مسلم، ومسلمة، وطالب بتعلم اللغات، والمهارات، وقد ظلت الدول الإسلامية تقود العالم فترات طويلة وقت أن كانت أوروبا قابعة في عصور الظلام، والآن تبدل الحال، إلى العكس تماما، ولابد من مقاومة عصور الظلام، ورفض المساس بحقوق النساء في التعليم، أو العمل".
وفي صحيفة الجمهورية وتحت عنوان "الثقة في الوطن"، قال الكاتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة: "لا يليق بنا أن نقلق... مبدأ وعقيدة راسخة فلطالما اختبرت الدولة المصرية في الماضي والحاضر.. فتجاوزت كل التحديات.. وانتصرت في مواجهة أعتى التهديدات... حتى في أتون الأزمات العالمية.. علينا أن نطمئن لدينا الكثير والكثير.. ونحقق نجاحات تلو الأخرى لذلك فالقلق حتى ولو كان إيجابيا.. خطأ كبير.. فقط الثقة والاطمئنان. بناء الثقة المطلقة في الأوطان... عملية تحتاج لجهود خلاقة تبدأ منذ الصغر.. من داخل الأسرة.. وفي فصول المدارس لعرض انتصارات الأوطان ومواقفها المضيئة وأمجادها العريقة.. وتحديات عبرتها وتجاوزتها.. ومحن وحروب خاضتها وانتصرت فيها انعشوا ذاكرة الوطن.. وتحدثوا عن حاضره الزاخر بالنعم والنجاحات والإنجازات والقدرة على تحدى التحدي... فلماذا نقلق ؟.. لا يليق بنا أن نقلق".
وأكد الكاتب أنه من أهم ملامح الوطنية.. وأصل الشرف.. وأساس اليقين والاطمئنان، الثقة في الوطن.
وأضاف الكاتب أن "معادن الشعوب تظهر وتتجلى في أوقات الأزمات والشدائد.. تلتف حول أوطانها لتشكل سياجا من الحماية والحفاظ على أمنه ومقدراته.. والمصريون شعب عظيم صاحب تاريخ وحضارة عريقة.. ولطالما سطر الماضي والحاضر مواقف مضيئة في ذاكرة هذا الوطن.. هي أمجاد تفاخر بها الأجيال تلو الأخرى.. ليظل هذا الشعب هو السند والحصن لبقاء وخلود هذا الوطن".
وأكد الكاتب أن "تأسيس صندوق قناة السويس يهدف إلى ترسيخ التنمية الاقتصادية المستدامة وتبني مشروعات عملاقة مثل بناء السفن ومشروعات الطاقة مثل الهيدروجين الأخضر والتمكن من مجابهة الأزمات والطوارئ... إذن الهدف عظيم والفكر خارج الصندوق. وهو مسار عبقري يطبق في العديد من المجالات لامتلاك القدرة على التنمية والتطوير والتحديث ولنا في نجاحات صندوق الصحة والإسكان وغيرها مثل وقدوة ولدينا في بناء ۳۰ مدينة جديدة دون أن تتحمل ميزانية الدولة مليما واحدا.. النموذج الأمثل الذي يرسخ جدوى ومنافع وفوائد هذا الفكر الخلاق وكونه يعود على الاقتصاد والمواطن وخطط الدولة في البناء والتنمية وفتح شرايين جديدة للاقتصاد الوطني حتى يستطيع الوفاء بالتزاماته ومسئولياته تجاه توفير احتياجات الوطن والمواطنين وإحداث التقدم .
وفال إن "الثقة في الوطن شرف ووطنية مهما تداعت عليه الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك إلا أنها تتحطم على صخرة اليقين في شرف ..الوطن.. ومجرد أن يساورك شك في نوايا الوطن.. فهذا خلل واضطراب في غدة الوطنية.. تحت إعادة مراجعة وفحص علاج.. ربما
يشير البعض إلى أن ذلك نوع من القلق الإيجابي هو أيضا أمر غير محمود.. وينتقص من درجة وترمومتر الوطنية.. فهذا الوطن يمتلك رصيداً ومخزوناً واحتياطياً استراتيجياً يتعلق بالماضى والحاضر غير المحدود.. المفترض أن يكون مترسخاً في وجدان وعقل وقلب كل مواطن.
وتساءل: "هل يمكن أن نقلق على قناة السويس أو حتى نقلق على مصر وهي في أتون الأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية؟.. هل يمكن أن نقلق على ثرواتنا ومواردنا وسيادتنا؟.. هل يمكن أن نقلق على أرضنا وحدودنا؟، وقال "هذا السؤال لا يجب طرحه من الأساس ولكنه السياق أريد منه أن أصل بالفكرة إلى عقل كل مواطن شريف.. الإجابة من الثوابت والمسلمات والبديهيات.. لا يليق بنا أن نقلق على وطن شريف قوى وقادر يمتلك مقومات الصمود والعبور من أشرس وأصعب الأزمات والمحن والشدائد.. لماذا نقلق ونحن لدينا رصيد غير محدود من الأمل والتفاؤل.. وواقع زاخر بالنجاحات.. فإذا تحدثنا عن الأزمة الاقتصادية العالمية... فمصر من أفضل الدول التي لديها حيثيات وأسباب النجاة من وطأة الأزمة العالمية الطاحنة".
واختتم الكاتب مقاله قائلا "لا تقلق على وطن يقوده قائد عظيم قال لا يليق بنا أن نقلق على مياه النيل.. وقد كان.. واللى عاوز يجرب يجرب.. لا تقلق على وطن يدرك ما يستهدف الوطن من شر ومؤامرات فقال للجميع /العفي محدش يقدر يأكل لقمته/.. فكانت هذه المقولة هي الاستراتيجية التي بنت مصر على أساسها القوة والقدرة.. ثقوا في وطنكم إنه وطن الشرف والشرفاء.. الشك في الوطن أو القلق من أشياء أعتبرها خيانة.. فتجارب الوطن وأمجاده وانتصاراته ونجاحاته وإنجازاته تجعلنا على يقين بعظمة وشرف هذا الوطن.. والثقة في كل أفعاله وتصرفاته وقراراته وقدراته.. فالمؤمنون
بالوطن هم المصريون لأنهم أصحاب معادن نفيسة".
وفي صحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "آخر أيام السنة"، أكد الكاتب محمد بركات، أن الأماني وحدها لا تكفي لتحقيق الطموحات وبلوغ الأهداف، وأن الآمال وحدها لا تكفي لخلق واقع جديد.. ولكننا نستطيع تحقيق ما نريد بالعمل الجاد والجهد المتواصل والإصرار على تحويل الأحلام والأماني إلى حقيقة على أرض الواقع.
وقال الكاتب: "طبقا للحسابات الفلكية المستقرة .. يكون الغد السبت هو آخر أيام عام ۲۰۲۲ ، الذي مازال حتى الآن عاما حاليا، حيث بقى لنا معه يوم وبعض يوم من المقرر أن تنتهي أيامه وساعاته معنا في منتصف ليلة الغد في لحظة الوقت الحرج الفاصل بين عامين عندما ينطبق عقربا الساعة والدقائق ومعهما عقرب الثواني على الثانية عشرة تماما، إيذانا رسميا وزمنيا بانتهاء عام وبداية عام جديد".
وتابع "في كل مكان من عالمنا المكتظ بثمانية مليارات من البشر الآن هناك فيض دائم من المشاعر المتناقضة والأحاسيس المختلطة والأماني المتنوعة والآمال المتعددة تنتاب الكثير من الناس في ليلة رأس السنة، وهم يودعون عاما مضى ويستقبلون عاما جديدا.
وأضاف أنه رغم مشاعر الحزن والألم التي من الممكن أن تكون قد ألمت بالبعض منا خلال العام الذي يلملم اوراقه الآن استعدادا للرحيل المقرر مساء الغد.. وبالرغم من مشاعر البهجة أو السعادة التي شاءت المقادير أن تغمر بها البعض الآخر، خلال هذا العام الذي أوشك على الانقضاء.. فإنه قد بقى لنا ولهم جميعا مساحة من الأمنيات والآمال نمني بها، أنفسنا ونأمل أن تتحقق في العام الجديد الذي نقف على أعتابه الآن بالفعل لا يفصلنا عنه إلا يوم واحد.
وأوضح أنه من الطبيعي أن يكون في مقدمة ذلك ما يتمناه الكل بأن يكون وطننا جميعا أكثر أمنا واستقرارا في العام الجديد وأن يكون كل الناس فيه أفضل حالا وأهدأ بالا، وأكثر اقترابا من تحقيق طموحاتهم في عام (۲۰۲۳) الذي بدأت بواكيره تلوح في الأفق.