«إربد عاصمة الثقافة العربية 2022» أسبوع ثقافى مصرى شاهد على المشاركة الإبداعية
تقع مدينة إربد على التلال الشمالية من جبال جلعاد، إلى شمال من الأردن وعلى بعد مسافة 100 كم عن العاصمة عمان، تلك المدينة التي تعبر بيوتها عن عبق التاريخ والأصالة والتي كانت ولا تزال محلا وممرا للكثير من الأحداث المهمة المؤثرة في بناء ثقافة المنطقة مما جعلها "عاصمة الثقافة العربية" لعام 2022 بعد أن تم اختيارها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" لتحمل لواء الثقافة في المنطقة العربية هذا العام بفضل دورها التاريخي والثقافي والحضاري.
منذ أيام قليلة ومع قرب نهاية العام الجاري، أقامت وزارة الثقافة الأردنية حفل اختتام فعاليات "إربد العاصمة العربية للثقافة 2022"، بحضور وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار وعدد من السفراء المعتمدين لدى الأردن ولفيف من المثقفين الأردنيين والعرب.
وعلى هامش الاحتفال، أكدت وزيرة الثقافة الأردنية لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، أن اختيار مدينة إربد كعاصمة للثقافة العربية لعام 2022 والمشاركة العربية على مدار العام جاء تأكيدا على أن الأردن يحتضن الجميع وخصوصا الأشقاء العرب، مشيدة بالمشاركة المصرية خلال الفعاليات على مدار العام الذي شارف على الانتهاء.
وقالت إن مصر شاركت عبر العديد من قطاعات الثقافة المصرية والتي تعد منارة حقيقية للعالم العربي، مشيدة بمستوى المشاركة المصرية وتقديم العديد من الفنون الثقافية من مختلف القطاعات؛ ما أسهم في تنفيذ برامج عربي أردني متكامل على كافة أراضي مدينة إربد الأردنية.
وأشارت النجار إلى أن الفرق المصرية قدمت على مسارح وبيوت الثقافة في إربد كافة الفنون، مشيرة إلى أن المواطن الأردني كان متفاعلًا مع كافة العروض العربية وخاصة العروض المصرية.
وعلى مدار العام، قدمت العديد من الدول العربية نماذج ثقافية وفنية عديدة كنوع من المشاركة العربية مع الأردن ومدينة إربد لتعبر عن الاختيار الحقيقي بأنها عاصمة الثقافة العربية لعام 2022، ومن بين هذه المشاركات كان الأسبوع الثقافي المصري.
مدير ثقافة مدينة إربد عاقل الخوالدة، قال لـ/أ ش أ/، إن الأسبوع الثقافي المصري كان من أهم الأسابيع الثقافية التي قدمت سواء على مسارح ومراكز الثقافة في إربد أو خارجها في أنحاء الأردن، واصفا الأسبوع الثقافي المصري بأنه كان مميزا وغير تقليدي.
وقال الخوالدة، إن مصر قدمت نموذجا ثقافيا يحتذى به في الفنون والثقافة العربية، مشيرا إلى أن الأسبوع الثقافي المصري كان ضمن المشاركات العربية المتميزة التي جاءت إلى الأردن كنوع من المشاركة والتضامن مع إربد عاصمة الثقافة العربية لعام 2022.
وأشار إلى أن المشاركة المصرية كانت متنوعة ما بين أعمال ثقافية وفنية، موضحا أن فرقة الإسكندرية والفرقة القومية ومعارض الفنون التشكيلي وغيرها من الأعمال كانت شاهدة على الإبداع المصري.
ولفت الخوالدة إلى أن وزارة الثقافة الأردنية كانت حريصة على توسيع المشاركات العربية وتنوعها ، موضحا أنه تم أيضا توزيع العروض ما بين جامعة اليرموك ومدينة أم قيس، وغيرها من الأماكن سواء داخل إربد أو خارجها.
ونوه إلى أن هذا التنوع العربي في قطاع الثقافة أكد على التقارب العربي العربي والعوامل المشتركة ما بين الثقافات والشعوب العربية، مؤكدا أن رسالة اختيار إربد كعاصمة الثقافة العربية لعام 2020، أكدت أن العالم العربي مبدع وقادر على المنافسة والمشاركة العالمية.
وأكد الخوالدة أن انتهاء عام 2022 لا يعني انتهاء العروض والمشاركات، موضحا أن وزارة الثقافة عازمة على استمرار التواصل مع الثقافات العربية في إطار التعاون الأردني العربي بشكل عام والتعاون الأردني المصري بشكل خاص.
وكشف أن أكثر من 470 عمل ثقافي قدم خلال العام الذي شارف على الانتهاء في إطار الأسابيع العربية والبرامج الأردنية ضمن فعاليات إربد عاصمة الثقافة العربية لعام 2022، مؤكدا أن هذه الأعمال ساهمت في توعية الجمهور العربي بالعديد من القضايا.
وفي أوائل العام الجاري، راعى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، افتتاح فعاليات أربد عاصمة للثقافة العربية، وذلك بعد تسلّم الراية من مدينة بيت لحم الفلسطينية.
وحينها قال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر في كلمة له إن ''احتفال المنظمة بمدينة إربد عاصمة للثقافة العربية'' سيجعل من هذه العاصمة الثقافية، على مدارِ عام كامل، قبلة للثقافة العربية، ومنارة إِشعاعٍ عالمي لتجليات هذه الثقافة وتنوعِ تعابِيرِها.
وأضحى ''برنامج عواصمِ الثقافة العربية" من أهم برامجِ المنظمة، لما حققه من حركية ثقافية معتبرة في مختلف العواصم السابقة، حرصت المنظمة على توثيقه وتصنيفه لتضمينه في المستقبل القريب في منصة الألكسو، لإتاحة الاطلاعِ على مكوناته للجمهورِ العربي الواسعِ.
وإربد ذات الآثار صاحبة 3000 عام قبل الميلاد، تعتبر من أوائل مدن الشام للقادمين من الجنوب من الحجاز أو من فلسطين، كما أنها مدينة لها وجود عميق في التاريخ، ربما بسبب الموقع الحساس في جنوب سهول حوران المنبسطة ذات التربة الخصبة الحمراء الصالحة لأفضل الزراعات الاستراتيجية كالقمح والشعير، بالإضافة لكون أحداث جسام مرت بهذه المدينة حيث وادي اليرموك الشهير ومنطقة أم قيس وطبقة فحل المناطق التي تقف شاهدة على حركة التاريخ.
وفي إربد مجموعة من المتاحف المهمة، منها متحف "دار السرايا" الذي يقع داخل قلعة بناها العثمانيون من الصخور البازلتية الزرقاء في منتصف القرن التاسع، وبيت عرار وهو بيت قديم مبني على شكل البيوت الدمشقية القديمة يحوي مجموعة من المخطوطات الشعرية الرائعة، والصور التي تعود للشاعر مصطفى وهبي التل الملقب بعرار، وهذا البيت تستضاف فيه المناسبات الثقافية على مدار العام من قبل وزارة الثقافة الأردنية.
ومتحف التاريخ الطبيعي الأردني وتوجد فيه مجموعة متنوعة من الحيوانات والطيور والحشرات المحنطة والنباتات التي تشتهر بها الأردن، ومتحف التراث الأردني الذي تحكي معروضاته مراحل التطور الحضاري والتاريخي والثقافي عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى معروضات حديثة تفسر طبيعة الحياة الريفية والبدوية في المنطقة.