مركز الأهرام للدراسات يناقش قضية العنف الطائفي في المشرق العربي
صدر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية العدد السادس من مجلته الإليكترونية غير الدورية "المشهد العالمي للتطرف والإرهاب"، المختصة بدراسة التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة من النواحي الفكرية والحركية والتنظيمية، وتحليل دوافع الأفراد للانضمام إلى هذه التنظيمات وآليات عملها؛ بهدف توفير دراسات ورؤى علمية للدارسين وصانعي السياسات، والمساهمة في إيجاد آليات للحد من انتشار ظاهرة التطرف ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
صدر العدد تحت عنوان (الإرهاب المصنوع: العنف الطائفي في المشرق العربي).
ويناقش العدد، الذي شارك في كتابته نخبة من الخبراء المصريين والعراقيين والسوريين، قضية العنف الطائفي في العراق وسوريا من زوايا متعددة. فمنذ دخول الجيش الأمريكي إلى بغداد في 2003 والعراق يشهد مسلسلًا من العنف المسلح تحت عباءة "الطائفية"، عنفًا متشحًا بالغضب والرغبة في الانتقام.
وأصبح الانتقام والغضب يدور في دوائر مغلقة حتى بات المشهد العراقي عصي على الخروج من هذه الهوة الطائفية الدامية. وبعد ما يقرب من عشر سنوات، ظهرت عمامة الطائفية مرة أخرى في سوريا، لتحول الحراك السلمي إلى حرب أهلية ممتدة. عشرون عاما من القتل على الهوية والكراهية والغضب والإرهاب في المشرق العربي، لا أساس حقيقي أو تاريخي له، لكنه مختلق ومصنوع أودى بحياة الآلاف، ونزوح الملايين من مدنهم ومنازلهم، وتفسخ لمجتمعات كانت في طليعة الدول العربية قوةً وثقافةً وحضارةً وتماسكًا.
وناقش العدد قضية العنف والإرهاب الطائفي، بداية بتقديم مدخل فكري لمناقشة فكرة الصراعات المذهبية بين السياسة والعقيدة، ثم مسألة التأصيل العقدي لاستخدام العنف ضد الآخر المذهبي في كل من الفكر المتشدد السني والشيعي على حد سواء. إلى جانب استعراض تفصيلي لتطور الأحداث السياسية والطائفية في العراق وسوريا، إضافة إلى تطور خريطة الميليشيات المسلحة العنيفة والإرهابية المذهبية في كلا الدولتين، فضلًا إلى التعرض لسياسات العنف تجاه الآخر الطائفي في كل من العراق وسوريا في صورها المختلفة من القتل على الهوية والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي والسياسات العنيفة الموجهة ضد المرأة فضلا عن التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي. كما طرح العدد مدخلا قانونيا حقوقيا لطريق الخروج من دائرة هذا العنف الطائفي.
وفي ختام العدد تقدم مجلة "المشهد العالمي للتطرف والإرهاب" في ملحقها إضاءات على مفهوم الطائفية والعنف الطائفي، من خلال استعراض عدد من المفاهيم ومعلومات عن التنظيمات المسلحة السنية والشيعية في سوريا والعراق. بالإضافة إلى سجل لأهم العمليات العنيفة التي نُفذت تحت مظلة الطائفية والقتل على الهوية في الدولتين، بجانب إحصاءات وأرقام عن عدد الضحايا والعمليات الناتجة عن العمليات الإرهابية الطائفية.
شارك في كتابة دراسات ومقالات العدد من داخل مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: د. وحيد عبد المجيد، مستشار المركز، صافيناز محمد أحمد الخبيرة بالمركز، رابحة سيف علام، مدير برنامج التطرف والإرهاب بالمركز. ومن خارجه الكتاب والخبراء: د. محمد السيد الصياد، مدير وحدة الدراسات الفكرية بالمعهد الدولي للدراسات الإيرانية بالرياض، أ.د. أمل حمادة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، محمد زغلول الشوربجي، الباحث بمؤسسة طابة للأبحاث بالقاهرة، د. حسام الدين درويش، محاضر بجامعة كولن، ألمانيا، د. زمن ماجد عودة، أستاذ في كلية العلوم السياسية، جامعة بغداد، أحمد سلطان، الباحث في الحركات الإسلامية، د. مثنى العبيدي، كلية العلوم السياسية بجامعة تكريت بالعراق، د. عبد الحسن السيلاوي الأستاذ بجامعة الكوفة بالعراق.