غزو أوكرانيا يضاعف مبيعات أسلحة كوريا الجنوبية
أتاح الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، الفرصة أمام صادرات كوريا الجنوبية للنمو، إذ سجلت ارتفاعاً بأكثر من الضعف هذا العام بـ17 مليار دولار، مقارنة بـ 7.25 العام السابق، في وقت يسعى المشترون إلى استبدال أسلحة الحقبة السوفيتية بأخرى عالية التقنية من الدولة الآسيوية.
ووفقاً لما أوردته "بلومبرج"، فإن كوريا الجنوبية وجدت نفسها في موقع فريد في سوق الأسلحة العالمية بأسلحة يسيرة الكلفة نسبيًا، تهدف إلى هزيمة الأنظمة التقليدية من الحقبة السوفيتية والتي تستخدمها جارتها كوريا الشمالية.
وعزز من هذا الموقف، منح واشنطن الضوء الأخضر لسول، لبيع الأسلحة لدول في أوروبا الشرقية، حيث يتسابق مقاولو الدفاع الأمريكيون لتلبية طلبات الأسلحة التي ستذهب إلى كييف وتايبيه، في مواجهة تهديدات الصين.
ولكن الكثير من المشترين الرئيسيين، كالبلدان التي اعتمدت لعقود على مخزونات الأسلحة الروسية القديمة، مثل بولندا، يعانون من مشكلة عدم ملاءمة أنظمة تلك الأسلحة، مع نظيرتها التي تسلح بها الولايات المتحدة حلفائها.
بولندا أكبر مشترٍ
وأصبحت بولندا الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، أكبر مشترٍ للأسلحة الكورية الجنوبية منذ بدء غزو أوكرانيا.
ووصلت، الثلاثاء، الشحنة الأولى إلى ميناء جدينيا على بحر البلطيق وتتضمن 10 دبابات K2 و24 مدفع هاوتزر K9ذاتي الدفع، كانت جزءاً من اتفاق بقيمة 5.76 مليار دولار تم التوصل إليه أغسطس الماضي مع شركتي Hyundai RotemوHanwha Defense Systems Corp.
وقال وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك: "نريد السلام وبالتالي نستعد للحرب، نزود جيشنا بالمعدات الحديثة من أجل ضمان السلامة لبولندا"، مضيفاً: "كثير من الناس كانوا يقولون إن هذه مجرد خطط قد يتم تنفيذها في يوم من الأيام، لكننا اليوم أثبتنا أننا نحققها ونعزز جيشنا".
من جانبه، وصف لي بو هوان، رئيس الأعمال الأوروبية لشركة Hanwha Aerospace، التسليم بأنه "معلم رئيسي في العلاقة بين الشركة وبولندا".
وباعت كوريا الجنوبية كذلك، أسلحة ومقاتلات نفاثة، ودبابات، وقاذفات صواريخ متعددة، ومدفعية دقيقة إلى دول مثل بولندا، والإمارات،، وإندونيسيا.
سول الثامنة عالمياً
معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أشار في بيان مؤخراً إلى أن كوريا الجنوبية صُنفت الآن على أنها "ثامن أكبر مُصدر للأسلحة في العالم".
وكان الرئيس يون سوك يول قال الشهر الماضي، إنه "يهدف إلى جعل البلاد في المرتبة الرابعة بحلول عام 2027"، معتبراً أن صناعة الدفاع "محرك للنمو وسط تراجع الصادرات في أماكن أخرى وتراجع في صناعة الرقائق".
وأضاف يون، خلال اجتماع استراتيجية الصادرات الدفاعية آنذاك: "في خضم المنافسة الشديدة على التفوق التكنولوجي، من الضروري تأمين القدرة التنافسية التكنولوجية لتطوير نظام أسلحة يغير قواعد اللعبة للحرب المستقبلية".
وجاءت واحدة من أحدث عمليات الشراء من بولندا في صفقة بقيمة 3.55 مليار دولار تم توقيعها في نوفمبر الماضي، لتزويدها بأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق التابعة لشركة Hanwha Defense Systems Corp.
وتأتي الاتفاقات إضافة إلى صفقة بقيمة 3 مليارات دولار تم توقيعها في سبتمبر الماضي، لشراء 48 طائرة من طراز FA-50 والتي ستساعد في تخلي بولندا عن مقاتلات MiG الروسية.
نمو أسهم الشركات الدفاعية
وفي حين أن بعض الأنظمة الكورية الجنوبية قد لا تكون متطورة تقنياً مثل بعض الأسلحة الأمريكية، إلا أنها مصممة للسماح لقواتها العسكرية التي يبلغ قوامها حوالي 600 ألف فرد، هزيمة قوة مثل كوريا شمالية، التي تضم أكثر من ضعف عدد الأفراد وتعتمد على أسلحة تقليدية بدائية أكثر.
في السياق، قال مون سيونج موك، الجنرال السابق في جيش كوريا الجنوبية والرئيس الحالي لمعهد أبحاث كوريا للاستراتيجية الوطنية ومقره سول، إن "الأسهم الدفاعية لشركات مثل Hanwha Aerospace Co وKorea Aerospace Industries Ltd وLIG Nex1 Co، ارتفعت منذ بدء الحرب في أوكرانيا، متجاوزة المكاسب في مؤشر Kospi في كوريا الجنوبية بنسبة 60 %".
ورغم السياسات الحزبية المريرة في سول، فإن زيادة الصادرات الدفاعية كانت سياسة اتبعتها حكومة الرئيس السابق مون جاي إن التقدمية، وحزب يون المحافظ، الذي تولى السلطة في مايو الماضي، إذ أبرم مون قبل مغادرته المنصب، صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار مع الإمارات لبيعها صواريخ "تشونج ونج 2" أرض - جو.
في غضون ذلك، قد تلجأ روسيا إلى كوريا الشمالية للحصول على المساعدة بأسلحتها، حيث اتهمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كوريا الشمالية بتزويد روسيا "سرًا" بقذائف مدفعية لاستخدامها في الغزو، فيما نفت كوريا الشمالية هذه المزاعم ولم تصدر الولايات المتحدة أي دليل على إتمام تلك المبيعات.