الجامعة العربية: ننسق بين الدول الأعضاء لتعزيز مساهمات المغتربين في التنمية
أكدت جامعة الدول العربية التنسيق بين الدول العربية الأعضاء لتعزيز مساهمات المغتربين العرب في التنمية المستدامة في دولهم الأصلية وفي دول المهجر كذلك، وتسليط الضوء على الفرص التي تتيحها الهجرة للدول والمجتمعات والأفراد والتصدي للتحديات المرتبطة بالهجرة.
جاء ذلك في بيان صدر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم السبت، بمناسبة "يوم المغترب العربي" الذي يحل موعده غدا الأحد الموافق 4 ديسمبر.
وقال البيان "إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تحتفل بـ"يوم المغترب العربي" هذا العام في وقت مليء بالتحديات الدولية والإقليمية، حيث أن العالم لم يتعافَ بعد من تداعيات جائحة (كوفيد-19)، وقد زادت الأزمة الروسية الأوكرانية من حدة الأزمات التي يمر بها العالم، إذ أحدثت أزمة في الطاقة والغذاء، إلى جانب نزوح عدد كبير من اللاجئين من أوكرانيا إلى دول أوروبا".
وأضاف: "أما التحديات على المستوى الإقليمي العربي فهي ممتدة منذ بداية العقد الماضي، مما يضاعف من الضغوط والأعباء الملقاة على كاهل النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية"، مشيرة إلى أن كل هذا يأتي في وقت تشهد فيه الأرض تغيرات مناخية كبيرة تؤثر على كل مناحي الحياة، ومنها الهجرة والنزوح، وأصبح هذا الموضوع لا يحتمل أي تأخير أو تهاون في التعامل معه.
وأشار أن المنطقة العربية تعد من المناطق المهددة بالتأثيرات الكبيرة لتغير المناخ وتقويض التنمية، ولذا، فهناك حاجة ماسة لتسليط الضوء على العلاقة بين المناخ والهجرة والتنمية، واستشراف السيناريوهات المستقبلية وتحديد البؤر المحتملة للهجرة الداخلية والخارجية، والتأقلم مع الهجرة الناتجة عن تغير المناخ والتقليل من آثارها السلبية، ودعم المرونة والقدرة على التكيُّف مع تلك التغيرات، كما أنه لابد من الأخذ بعين الاعتبار الهجرة بسبب التغيرات المناخية في التخطيط الإنمائي طويل الأجل، والذي يجب أن يكون مرناً وشاملاً في ذات الوقت.
وأوضح أن الموضوع تم تناوله خلال الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ التي استضافتها مصر الشهر الماضي، كما أنه من المتوقع أن يتم تسليط الضوء عليه خلال الدورة الـ28 التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة العام المقبل.
وقالت الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة "إنه إيماناً بأهمية هذا الموضوع، واتساقاً مع ما دعا إليه الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية من فهم أعمق لتغير المناخ كأحد المحركات المهمة للهجرة، فقد نظمت الأمانة العامة (قطاع الشؤون الاجتماعية - إدارة شؤون اللاجئين والمغتربين والهجرة) في إطار التحالف القائم على قضايا الهجرة في المنطقة العربية، وبالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة العمل الدولية، الحوار الإقليمي حول تغير المناخ والهجرة في المنطقة العربية في أكتوبر 2022".
وشهد هذا العام أيضا انعقاد المنتدى الأول لاستعراض الهجرة الدولية في شهر مايو، وقد حرصت الأمانة العامة من خلال آلياتها المختلفة على التحضير الجيد للمشاركة العربية في هذا المنتدى؛ حيث نجحت في تنظيم أول استعراض إقليمي للاتفاق العالمي للهجرة في المنطقة العربية، والذي تم بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) وشبكة الأمم المتحدة للهجرة في المنطقة العربية.
كما أصدرت عملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة واللجوء بياناً في اجتماعها الثامن الذي عقد في مارس 2022، وتم رفعه إلى المنتدى الأول لاستعراض الهجرة الدولية، ولم تدخر الأمانة العامة جهداً لحث وتشجيع الدول العربية الأعضاء على المشاركة بأعلى مستوى ممكن في أعمال المنتدى، وعرض تقاريرها الوطنية التي تعكس الجهود التي تمت منذ اعتماد الاتفاق العالمي عام 2018.
وأكدت الجامعة حرصها على مواصلة التنسيق بين الدول العربية الأعضاء بما يؤدي إلى العمل على كل ما من شأنه تطوير المعرفة ورفع الوعي بالجوانب المختلفة للهجرة وتطوير السياسات المتعلقة بها، وتعزيز المشاركة العربية في جميع الفعاليات العالمية ذات الصلة بالهجرة، ودعم أواصر التواصل مع المغتربين العرب في الخارج، وذلك من أجل تحسين حوكمة الهجرة والتصدي للتحديات المرتبطة بها، وتعزيز مساهمات المغتربين العرب في التنمية المستدامة في دولهم الأصلية وفي دول المهجر كذلك، وتسليط الضوء على الفرص التي تتيحها الهجرة للدول والمجتمعات والأفراد.