الناتو: نحتاج لإقامة علاقات واتصالات مع روسيا
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج، اليوم الثلاثاء، إن الحلف لم يتفاجأ حين غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير 2022، مشددًا على أن الحلف كان يعد لـ"يكون جاهزًا لمواجهة العدوان" منذ 2014، فيما شدد على ضرورة إقامة علاقات مع روسيا.
وأضاف ستولتنبرج - في مؤتمر صحفي قبيل اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو في بوخارست - أن الحرب في أوكرانيا لم تبدأ في فبراير 2022، ولكنها بدأت في ربيع 2014 حين تحركت روسيا عسكريًا وضمت شبه جزيرة القرم.
وقال: "كانت لدينا معلومات استخباراتية قبل ذلك (الغزو في فبراير) بأشهر، منذ خريف 2021، ونحن نعرف أن روسيا تنوي غزو أوكرانيا بشكل كامل، كان هذا واضحًا، ولم يفاجئنا التحرك الروسي".
وأشار إلى "الناتو" زاد من وجوده في المنطقة قبل التحرك الروسي، مضيفًا أنه بعد الغزو "قررنا التحرك الدفاعي، وزيادة وجودنا بشكل أكبر، ولم نكن غير مستعدين".
وشدد على أن علاقة الحلف مع أوكرانيا "علاقة شراكة"، لافتًا إلى أن الحلف وشركاء أوكرانيا أثبتوا إرادتهم في دعم أوكرانيا "بشكل غير مسبوق".
وسيناقش وزراء دول حلف الأطلسي في اجتماعهم الذي يجري الثلاثاء والأربعاء، طلب أوكرانيا الانضمام إلى عضوية الحلف. لكن من المرجح أن يؤكدوا فقط على سياسة الباب المفتوح للتحالف، بينما لا تزال عضوية الحلف بعيدة المنال بالنسبة للدولة التي تمزقها الحرب.
أهمية الحوار مع روسيا
وفي السياق، قال إن الحلف سعى لسنوات إلى علاقة بناءة وحوار بناء مع روسيا، ولكن "روسيا ابتعدت عن هذا الحوار".
وقال إنه لا طريقة لمواصلة هذا الحوار ما لم تكن هناك صلات بين الحلف وموسكو، منبهاً إلى أن روسيا يجب أن تتحمل مسؤولية "سلوكها وعدوانها على أوكرانيا".
وأضاف: "نحن بحاجة لإقامة علاقات واتصالات مع روسيا"، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن قضية الحد من التسلح "أمر مهم ويجب إشراك روسيا فيه".
اجتماع بوخارست
وسيدعو ستولتنبرج في اجتماع وزراء خارجية الحلف في بوخارست، أعضاء الحلف إلى التعهد بتقديم المزيد من المساعدات الشتوية لكييف، بعد أن طلب الرئيس الأوكراني من مواطنيه الاستعداد لأسبوع آخر من البرد والظلام بسبب الهجمات الروسية على البنية التحتية، وفقاً لوكالة "رويترز".
وسيركز الاجتماع على تكثيف المساعدات العسكرية لأوكرانيا مثل أنظمة الدفاع الجوي والذخيرة، حتى مع اعتراف دبلوماسيين بوجود مشكلات تتعلق بالإمداد والطاقة الإنتاجية، لكنهم سيناقشون أيضاً تقديم مساعدات غير فتاكة.
وتم تسليم جزء من هذه المساعدات غير الفتاكة، والتي تشمل سلعاً مثل الوقود والإمدادات الطبية ومعدات مواجهة الشتاء، من خلال حزمة مساعدة من الحلف يمكن للأعضاء المساهمة فيها، ويهدف ستولتنبرج إلى توسيعها.
هجمات جديدة
وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواطنيه من هجمات روسية جديدة هذا الأسبوع قد تكون شديدة مثل هجمات الأسبوع الماضي، التي كانت الأسوأ حتى الآن، والتي تركت الملايين دون تدفئة أو ماء أو كهرباء، وفقاً لـ"رويترز".
وتقر روسيا باستهداف البنية التحتية الأوكرانية، لكنها تنفي أن تكون نيتها إيذاء المدنيين.
وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى: "سيكون شتاء رهيباً بالنسبة لأوكرانيا، لذلك نعمل على تعزيز دعمنا لها كي تتمكن من الصمود".
كما رتبت ألمانيا، التي تتولى رئاسة مجموعة السبع، اجتماعًا لمجموعة الدول الغنية مع بعض الشركاء على هامش محادثات حلف الأطلسي، مع بحثها عن سبل لتسريع إعادة بناء البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.