«المجهول».. درة التمور تزين منتجات مصر بمهرجان الأردن الدولي
شاركت مصر على مدار 3 أيام بمنتجاتها من التمور، في فعاليات المهرجان الدولي الرابع للتمور، الذي تنظمه جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ووزارة الزراعة الأردنية وجمعية التمور، بالعاصمة عمان.
ومن بين المنتجات التي تعرضها مصر خلال مشاركتها في فعاليات المهرجان تمر "المجدول" أو كما يطلق عليه في بعض الدول "المجهول"، وهو عبارة عن سلالة من النخيل تم استيرادها من الخارج، بعد أن نشأت لأول مرة في المغرب، وكانت حكرا عليه، ثم وصلت إلى كاليفورنيا ثم الإمارات ومصر والسعودية، لتبدأ في الانتشار في أنحاء العالم العربي وكل العالم.
وقال الدكتور أمجد القاضي المدير التنفيذي لمركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي التابع لوزارة التجارة والصناعة رئيس الوفد المصري المشارك في المهرجان إن مصر لديها استراتيجية لتطوير وتحسين جودة التمور ومضاعفة صادرات للخارج، وجارٍ العمل حاليا على تنفيذها.
وأضاف القاضي أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي تعزز من التوسع في زراعة التمور، وتشجيع الاستثمار فيها لزيادة التصدير.
وأشار إلى أنه بناء على توجيهات الرئيس السيسي تم التوسع في زراعة التمور عبر أكبر مزرعة في المنطقة والعالم بتوشكى والعوينات، موضحا أن معظم الأنواع المزروعة فيها من المنتجات التصديرية التي تحتاجها السوق العالمية.
وكشف عن أن مصر تُصدر حاليًا نحو 50 ألف طن من التمور، ونعمل على زيادتها سنويًا عبر فتح أسواق جديدة مع زيادة المساحات المزروعة، مشيرًا إلى أن صادرات مصر من التمور تصل إلى أكثر من 63 دولة في العالم.
ولفت إلى أن إندونيسيا والمغرب وماليزيا ودول شرق آسيا تعد من أكثر الأسواق التي تتواجد فيها التمور المصرية، منوهًا إلى أن الوزارة تعمل حاليًا على فتح أسواق جديدة في أمريكا وأوروبا.
وعن المشاركة المصرية في مهرجان الأردن الدولي للتمور.. أوضح أن مصر دائما وأبدا تدعم العلاقات مع كافة الدول العربية، مشيرا إلى أن مشاركة مصر في هذا المهرجان تأتي في إطار التعاون والعلاقات القوية بين القاهرة وعمان في كافة المجالات وخصوصا التمور.
وتابع القاضي أن المهرجان يحتوي على معرض لأكبر الشركات الأردنية والعربية في زراعة وتصدير التمور، بالإضافة إلى أنه تعقد على هامشه العديد من الندوات العلمية بشأن زراعة التمور، مشيرا إلى أن مصر حريصة على أن تتواصل مع الدول الكبرى المنتجة للتمور من أجل تعزيز التعاون والتنسيق في هذا القطاع.
وأردف أنه أيضا على هامش المهرجان يتم منح جوائز للشركات والدول المنتجة، بالإضافة إلى عرض التجارب العربية في مجال زراعة التمور، ما يساعد على عرض التجربة المصرية وأيضا الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، وخلق قنوات تواصل وتنسيق من أجل زيادة التصدير المصري من هذه السلعة التي أصبحت عالمية ولها فوائد اقتصادية كبيرة.
وأشار إلى أن مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية قام بمساعدة عدد كبير من المصانع المصرية بتقديم خدمات الدعم الفني والتأهيل؛ للحصول على شهادة الجودة العالمية والإدراج بقائمة سلامة الغذاء البيضاء، حيث يتم ربط البحث العلمي بالصناعة؛ لتعظيم القيمة المضافة لهذه التجارة.
بدورها، أوضحت المديرة الإدارية والمالية للمجلس الدولي للتمور رهام الحربي، في تصريحات إعلامية ، أن المجلس الذي تم إنشاؤه في السعودية بداية هذا العام ومقره الرياض سيكون داعما لزراعة وصناعة التمور في الدول المنتجة لها، من أجل التوسع في زراعة وتصدير هذا المنتج العالمي.
وقالت إن المجلس له عدة أهداف من أهمها الحفاظ على هذه الزراعة ومواجهة التحديات التي تواجهها في الدول المنتجة، مؤكدة أن المجلس يهدف أيضا إلى مساعدة القائمين على زراعة التمور والصناعات الخاصة بها في كافة المستويات.
ونوهت إلى أن السعودية تسعى عبر هذا المجلس إلى وضع آليات للدول المنتجة للتمور باعتبارها أصبحت حاليا سلعة دولية يجب العمل على حمايتها؛ لأنها تعد مصدرا كبيرا للاقتصاد العربي، مشيرة إلى أن المجلس حريص على التواصل والتعاون مع كافة الدول المنتجة للتمور.
وأضافت أن مصر أصبحت عضوة في هذا المجلس عقب الانتهاء من تقديم الأوراق، مرحبة بانضمامها لهذا المجلس وكافة الدول الأخرى المنتجة للتمور.
وأشارت إلى أن التعاون المصري السعودي في قطاع التمور وغيره على أعلى مستوى، معربة عن تطلعها للاستفادة من كافة إمكانيات وخبرات الدول التي ستنضم إلى المجلس؛ من أجل حماية وتوسيع زراعة التمور.
وكشفت عن أن ضمن أهداف المجلس التعامل مع التحديات المناخية التي تواجهها زراعة التمور في العالم، مؤكدة أن هناك دراسات أبحاث سيتم العمل عليها من أجل التوسع في زراعة التمور بعيدا عن التحديات المناخية.
وقالت إن مصر شاركت في المهرجان بتمر "المجدول" أو كما يطلق عليه في بعض الدول "المجهول" وهو من أغلى الأنواع، حيث يتراوح سعره بين 150 و200 جنيه للكيلو، وسعره عالميا يتراوح بين 3 و12 دولارا للكيلو، ويحتل المرتبة الأولى في التمور الفاخرة دوليا وعالميا، معربا عن تطلع مصر حاليا لزيادة هذا النوع من التمور لزيادة التصدير.
وتنتج مصر من "المجدول" نحو 10 آلاف طن سنويا بأحجام مختلفة لمنافسة الأسواق العالمية، فيوجد منه "سوبر جامبو- وجامبو لارج- وميديم- وسمول".
ويرجع السبب وراء جعل "المجدول" أو "المجهول" من أفخر أنواع التمور على مستوى العالم وأكثرها قبولا، هو احتواؤه على قيمة غذائية عالية من الكربوهيدرات والسكريات الأحادية والثنائية، بالإضافة للأملاح والمعادن ومادة السيلينيوم والكثير من المغذيات الأخرى، التي يحتاجها الجسم لتقويم حياة الإنسان بالشكل الصحيح.
يذكر أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج التمر بإجمالي 18% من الإنتاج العالمي، والأولى على المستوى العربي بإجمالي 24%، وتتبنى الدولة استراتيجية طموحة لزيادة أعداد النخيل والارتقاء بجودة الإنتاج.
ومؤخرا، دخلت مصر عبر تحقيقها رقما قياسيا جديدا، موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ليتم تسجيل أطول سلسلة تمور في العالم، بمشاركة المجلس التصديري للصناعات الغذائية، وذلك خلال احتفال تراثي وشعبي بمحافظة الوادي الجديد.
يشار إلى أن فعاليات المهرجان انطلقت، الاثنين الماضي، في عمان، تحت رعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بمشاركة عدد من الشركات الممثلة للدول العربية ومن بينها مصر؛ لعرض منتجاتها على الشركات والسوق الأردني.