الصين أنفقت 60 مليار دولار على وارداتها من الطاقة الروسية منذ اندلاع الحرب
استمرت جهود الصين في تعزيز الواردات الروسية من الطاقة الشهر الماضي، حيث ارتفعت مشترياتها من الغاز الطبيعي والفحم والنفط الخام والمنتجات النفطية إلى نحو 60 مليار دولار منذ غزو أوكرانيا، مقارنة بنحو 35 مليار دولار قبل عام.
ارتفعت المبيعات الروسية رغم الضعف الكبير المسجل في واردات الصين خلال أكتوبر. وكان تباطؤ الاقتصاد الصيني سبباً في تقييد شحنات المواد بدءاً من الغاز وحتى النحاس، على الرغم من أن مشتريات النفط الخام كانت تمثل نقطة مضيئة، حيث استجابت المصافي لاحتمال زيادة صادرات الوقود بعد أن أصدرت بكين أكبر حصة لها هذا العام.
سجلت واردات النفط من روسيا ارتفاعاً نسبته 16% إلى 7.72 مليون طن في أكتوبر، وهو حجم لم تتصدره سوى السعودية، وفق بيانات الجمارك الصينية. تأتي هذه الزيادة في وقت تسعى فيه مصافي التكرير الصينية للحصول على مساعدة بكين لإبقاء تدفق الشحنات الروسية بعد العقوبات الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ أوائل الشهر المقبل.
اعتباراً من 5 ديسمبر، من المقرر أن يحظر الاتحاد الأوروبي تمويل وتأمين وشحن النفط الخام الروسي، الأمر الذي سيجبر المستوردين على إيجاد حلول بديلة بعيدة عن البنوك ونوادي التأمين ومُلاك السفن التابعين للكتلة.
زادت مبيعات روسيا من الغاز الطبيعي المسال بأكثر من النصف، مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى 756 ألف طن في أكتوبر، رغم تسجيل انخفاضاً نسبته 34% في إجمالي مشتريات الصين من الوقود فائق التبريد. لم تعلن الصين عن وارداتها عبر خطوط الأنابيب، وهي القناة الرئيسية للغاز الروسي، منذ بداية العام.
كذلك، ارتفعت واردات الفحم من روسيا بنسبة 26% إلى 6.4 مليون طن، من بينها 2.4 مليون طن تقريباً من فحم الكوك المخصص لصناعة الصلب، وهي ثلاثة أضعاف الكمية المسجلة قبل عام، لكنه يقل قليلاً عن الرقم القياسي المسجل في سبتمبر.
من هذا المنطلق، أصبح إجمالي مشتريات الطاقة الروسية، بما فيها المنتجات النفطية، يقدر بنحو 7.7 مليار دولار الشهر الماضي، وهي قيمة أعلى قليلاً من 7.6 مليار دولار المعدلة لشهر سبتمبر، لكنها أعلى بكثير من 5.4 مليار دولار المسجلة خلال العام الماضي، وبذلك يصل إجمالي المشتريات إلى نحو 59.5 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
على الرغم من أن قيم الواردات تضخمت نتيجة الارتفاع العالمي في أسعار الطاقة الناجم عن حرب أوكرانيا، فإن مشتريات الصين من روسيا جاءت أحياناً بأسعار مخفضة. من جانبها، تحتاج موسكو إلى إيجاد موطن للصادرات التي يتجنبها كثيراً من دول العالم كعقاب على حربها ضد أوكرانيا.