ذكرى الشهيد الحي.. «مبروك» قصة بطل أفسد مخطط اختطاف الوطن ودفع حياته الثمن
تحل اليوم، الذكرى التاسعة لاستشهاد، الشهيد البطل المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني، الذى سطر ملحمة عظيمة في حب الوطن والتحضية بالغالي من أجل إفساد كافة محاولات اختطاف الوطن.
نسترجع، في تلك الذكرى، حادثا أليما أدمى القلوب، كان الغدر عنوانا له، و دفع ، الشهيد مبروك فيه حياته فداء للوطن، وسالت دماؤه الذكية دفاعا عن أرض والعرض في مواجهة مخططات الإخوان لاختطاف مصر.
13 إرهابيا، قتلوه غدرًا ونفذوا مخطط الاغتيال بعد أن وضعوا خطة لقاهر الجماعة الإرهابية وحددوا الزمان والمكان، واستعانوا بصديق خائن باع وطنه وصديقه بحفنة من الجنيهات.
القضاء يقتص من قتلة الشهيد محمد مبروك
في 25 نوفمبر، أسدلت محكمة النقض، الستار على قضية المتهمين باغتيال الشهيد مبروك، وقضت بتأييد حكم الإعدام الصادر بحق الضابط الخائن محمد عويس و21 آخرين من عناصر تنظيم بيت المقدس الإرهابي، عن تهمة اغتيال مبروك، وارتكاب 53 عملية إرهابية أخرى في ربوع البلاد.
الحكم الذي أصدرته المحكمة هو حكم بات ونهائي لا يقبل الطعن عليه.
أما في مارس 2020، أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار حسن فريد، أحكاما بإعدام الإرهابي هشام عشماوي، و محمد عويس، وآخرين من بينهم أحمد عزت، ممول عملية اغتيال الشهيد محمد مبروك، فضلًا عن معاقبة آخرين بالسجن المؤبد والمشدد مُددًا متفاوتة، وتقدم 140 محكوما عليهم حضوريا، بطعون أمام محكمة النقض، نظرتها في عدة جلسات، وانتهت إلى تأييد أحكام الإعدام.
تحقيقات النيابة كشفت المخطط الإرهابي لاغتيال الشهيد مبروك
التحقيقات التي باشرتها النيابة، في قضية أنصار بيت المقدس، كشفت أن المحكوم عليهم ارتكبوا 54 عملية إرهابية، منها اغتيال الشهيد محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني، والشهيد الرائد محمد أبو شقرة، واللواء محمد السعيد، مساعد وزير الداخلية الأسبق، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق، وتفجير مديريتي أمن القاهرة والدقهلية، وعمليات إرهابية أخرى، تسببت في إصابة أكثر من 340 مواطنًا.
وشملت قائمة الاتهامات التي حكم فيها بـ إعدام محمد عويس ورفاقه تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية، تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والتخابر مع حركة حماس، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة ومواد متفجرة دون ترخيص.
وقالت النيابة في تحقيقاتها "اشترك المتهمون بطرق التحريض، والاتفاق والمساعدة في ارتكاب جناية القتل، وساعدهم المتهم الثالث والأربعون بالقضية" محمد محمد عويس" بأن أمدهم بصورة المجني عليه وبياناته، ومواصفات سيارته" لونها ورقمها" تمكيناً لتعرفهم عليه، ولوحات معدنية أخرى استخدمت لتسهيل ارتكاب جريمة القتل، فتمت الجريمة بناء على هذا التحريض، مقابل مبلغ مادى كبير حصل عليه عويس، وتم ذلك الاتفاق وتلك المساعدة".
يوم اغتيال الشهيد مبروك
في 17 نوفمبر عام 2013 في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء كان الشهيد محمد مبروك يستقل سيارته أسفل منزله في شارع نجاتي في مدينة نصر متوجها إلى عمله، لاحقته مجموعة من الإرهابيين المسلحين الملثمين، وقاموا بإطلاق وابل من الرصاص عليه، ليستشهد في الحال وتفيض روحه الطاهرة إلى بارئها.
جرى تشييع محمد مبروك في جنازة عسكرية مهيبة وشعبية كبيرة ودعته مصر بها.
سقوط المتهمين باغتيال الشهيد محمد مبروك
تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على عدد من الإرهابيين الذين اعترفوا باغتيال الشهيد مبروك، بأن صديقه الضابط محمد عويس ضابط المرور هو الذي أعطاهم خط سيره مقابل 2 مليون جنيه.
جرى القبض على عويس عقب تنفيذ عملية اغتيال مبروك، وبمواجهته ذكر أن المتهمين تمكنوا من الوصول إليه من خلال جلسات دينية كان يحضرها عويس حول كيفية تطبيق الشريعة الإسلامية وتنفيذ أحكامها، وبدأ المتهمين في حشو عقله بالأفكار التكفيرية، واستقطابه لاعتناق ذلك.
من هو الشهيد البطل محمد مبروك
الضابط الشهيد، محمد مبروك السيد خطاب، ولد في منطقة الزيتون بالقاهرة عام 1974، تخرج من كلية الشرطة عام 1995، ثم التحق بجهاز أمن الدولة عام 1997 حتى عام 2013.
تولى الضابط، مسؤولية ملف جماعة الإخوان المسلمين أثناء عمله في جهاز أمن الدولة، وكان المسئول عن ملف قضية التخابر التي اتهم فيها مسئولين سابقين وقيادات من ضمنهم الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان مبروك الشاهد الرئيسي في المحاكمة، كما ساهم في إلقاء القبض على العديد من قيادات جماعة الإخوان منهم المرشد العام محمد بديع وخيرت الشاطر.
اللحظات الأخيرة في حياة محمد مبرك ترويها زوجته
كشفت زوجة الشهيد مبروك، رشا حسنى عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته وقالت: خرج محمد يوم الحادث من المنزل في تمام الساعة 9:20 مساء، وقال لي “أنا هبات في الشغل النهاردة عشان عندي مأمورية وطبع قبلة على جبين أولادنا، وراح يشتري مستلزماتهم والأطعمة والحلوى التي يأخذونها قبل ذهابهم للمدرسة وبعتها مع حارس العقار وتوجه لمقر عمله في جهاز الأمن الوطني بمدينة نصر”.
وتابعت: حاولت اتصل بيه بعد كده الساعة 9:35 مردش وكلمته تانى مردش افتكرت أنه مشغول وسيبته شوية وقولت هيكلمنى لما يخلص، ولكنى فوجئت بعدد من زوجات الضباط زملائه يتصلون بي ورا بعض وفي صوتهم نبرة غريبة للاطمئنان عليا، قلقت وحاولت الاتصال به بس مردش وكررت الاتصال بحد ما لاقيت حد بيرد علي تليفونه وقال لي محمد في مكان أحسن من اللي احنا فيه وهو دلوقتى في مكان أفضل من اللي أنا وإنتى موجودين فيه دلوقتى.. البقاء لله، وعرفت أنه اغتيل عند السراج مول ونزلت أجرى فى الشارع وانا اصرخ وببكى وبحاول الوصول لمكان الحادث وبعدين روحت للمستشفى، ودخلت قدامى سيارة الإسعاف اللى هو فيها ومقدرتش اتمالك نفسي من الصدمة، ولا اتخيل اللي حصل، فقد قلت له قبل استشهاده: أنا خايفه عليك من الإخوان، فرد".