طرح مشكلات الغذاء على مائدة كوب 27 وسط معاناة القطاع
تعاني الزراعة بسبب تغير المناخ أكثر من أي قطاع آخر. لذا؛ كانت هذه هي اللحظة الفاصلة التي انتظر الكثير من الناشطين في قطاع الغذاء حدوثها لفترة طويلة. لأول مرة في تاريخ محادثات قمم المناخ خصصت رئاسة قمة المناخ "كوب 27" مصر يوماً كاملاً لمناقشة هذا الموضوع.
بدأ "يوم التكيف والزراعة"، أمس السبت، على خلفية أزمة غذاء عالمية، إذ يؤثر الطقس القاسي سلباً على المحاصيل بشكل كبير، ويرتفع تضخم أسعار الغذاء في كل أنحاء العالم، وتضغط الحرب في أوكرانيا على محاولات الوصول إلى سلال الخبز الرئيسية.
تتأثر مصر بكل هذه العوامل. تَعِد مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام، التي أطلقتها الدولة للتو، بتعزيز التمويل المناخي لأنظمة الأغذية الزراعية، والتي تعتبر في أمس الحاجة للتكيف مع تغير المناخ.
كما هو الحال دوماً؛ فإنَّ الأمر مرتبط بالمال. يُظهر تحليل صدر مؤخراً عن التحالف العالمي لمستقبل الغذاء أنَّ أنظمة الغذاء تمثل نحو ثلث الانبعاثات، ومع ذلك؛ خُصص 3% فقط من التمويل المناخي لها. قالت سارة فارلي، من مؤسسة روكفلر (Rockefeller Foundation)، إنَّ أغلب المعونات الزراعية، التي تبلغ قيمتها 655 مليار دولار، لها "تأثيرات خفية إما على أهداف المناخ أو التغذية"، لذا يجب تغييرها.
توالت إعلانات التمويل الزراعي على مدار الأسبوع الماضي. وتعهدت مبادرة تقودها أميركا والإمارات العربية المتحدة، يوم الجمعة الماضي، بتقديم 8 مليارات دولار إلى مشروعات البحث والتطوير الأكثر استخداماً للأساليب الصديقة للبيئة في الزراعة.
قدّمت عدة مؤسسات خيرية وحكومية تعهدات بملايين الدولارات. وقالت جاكلين نوفوغراتز، التي ترأس صندوق "أكيومن" (Acumen)، إنَّ هناك حاجة للاستثمارات "الصبورة" لدعم إنتاج الغذاء، ويجب أن تحتل احتياجات صغار المزارعين بؤرة التركيز.
يتمثل الجانب الآخر من كل ذلك بالطبع في كيفية التعامل مع التلوث الناتج عن الزراعة. بشكل محدد، تبدو مناقشة حالات تجشؤ الأبقار، التي تمثل جزءاً كبيراً من انبعاثات غاز الميثان على مستوى العالم، غائبة بشكل كبير عن قمة المناخ "كوب 27" مصر.