رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تقرير دولي: التغيرات المناخية تهدد حياة واستقرار الملايين من سكان أمريكا اللاتينية والكاريبي

نشر
مستقبل وطن نيوز

كشف تقرير صادر عن مكتب الحد من مخاطر الكوارث بالأمم المتحدة عن انكشافات بيئية خطيرة في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي بسبب التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن درجة حرارة هذا الجزء من العالم تشهد ارتفاعات مضطردة، وكذلك تصاعدت معدلات هطول الأمطار الحمضية والإعصارية عليها.


كما تصاعدت نسبة المكونات الكربونية المؤكسدة في أجواء سواحل أمريكا اللاتينية والكاريبي على المحيطين الأطلسي والهادئ "الباسيفيكى"، وتزامن ذلك مع ارتفاعات متتالية في مناسيب أسطح المياه في كليهما، وهو ما أثر سلبا على حياة السكان وأنشطة الاقتصاد والصيد والرعي والغابات والسياحة فيها، وبخاصة في مناطق الأمازون، التي تعد رئة ومتنفسا لدول أمريكا الوسطى. 


ورصد مكتب الحد من مخاطر الكوارث بالأمم المتحدة وقوع 175 كارثة بيئية في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية خلال الفترة ما بين 2020 وحتى 2022، وذلك بالتزامن مع الأزمة الصحية والإنسانية والاقتصادية التي صاحبت تفشي (كوفيد – 19) في دولها، وقد نجم عن ذلك أن تسببت كوارث أمريكا اللاتينية والكاريبي في نسبة 40 في المائة على الأقل من إجمالي وفايات سكانها، وكبدت اقتصادها خسائرا تقدر بما لا يقل عن 71 في المائة من إجمالي نواتجها المحلية الكلية، وكانت الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية تشكل نسبة 88 في المائة على الأقل من إجمالي الخسائر التي شهدتها دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، أما النسبة الباقية من الخسائر (12%) فقد أرجعها الخبراء للكوارث الصحية الوبائية وأخرى لا دخل للبيئة فيها.


وتشير تقارير مكتب الحد من مخاطر الكوارث التابع للأمم المتحدة إلى أن عام 2009 وما تلاه قد شهدت تصاعدا في معدلات تصحر الغابات في أمريكا اللاتينية والكاريبي بفعل التغيرات المناخية، كما تقلصت المساحات الثلجية في مرتفعات الأنديز بنسبة 30 في المائة عما كانت عليه قبل نصف قرن، وضرب الجفاف الممتد معظم أنحاء جمهورية شيلي فكان الجفاف الأشد الذي لم تشهده البلاد منذ ألف عام تقريبا، ولم يعرفه سكانها إلا فى كتب التاريخ. 


وإزاء عوامل الانكشاف البيئي والمخاطر التي تشهدها دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، وجد مكتب الحد من أخطار الكوارث ومنظمة الأرصاد الجوية التابعين للأمم المتحدة لزاما عقد مؤتمر رفيع المستوى للنظر فى المخاطر البيئية فى هذا الجزء من العالم، وهو ما تم في الثانى والعشرين من يوليو الماضي واستضافته بوجوتا عاصمة كولومبيا. 


وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن ارتفاعات الغلاف الجوي في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي قد زاد بنهاية العام 2021 بواقع 2. درجة مئوية، عما كان الحال عليه في العام 1991، وهو ارتفاع يزيد بمقدار الضعف للارتفاع المسجل في الفترة ما بين عام 1961 و 1990 وكان بواقع 1. درجة مئوية. 
وتراجعت المساحات التي تغطيها الثلوح في منطقة الأنديز بنسبة 30 في المائة بنهاية العام 2021 مقارنة بعام 1980 نتيجة ارتفاع حرارة الطقس، وبلغت تلك النسبة 50 في المائة في دولة البيرو، كما بلغ متوسط ارتفع مناسيب مياه الشواطئ في أمريكا اللاتينية والكاريبي نحو 3.5 مم سنويا في الفترة ما بين 1993 و حتى نهاية العام 2021، وهو الارتفاع الذي كان 3.48 مم سنويا في سواحل المكسيك الشمالية الاستوائية خلال الفترة ذاتها. 


كما صار الجفاف مشكلة مزمنة في كثير من مناطق أمريكا اللاتينية والكاريبي، حيث سجل بنهاية العام 2021 عامه الثالث عشر على التوالي، وهو ما يحدث عبر آلاف السنين من تاريخ هذا الجزء من العالم، وشهدت مناطق في البرازيل والباراجواى وبوليفيا مستويات لم يسبق لها أن حدثت من الجفاف تعد الأسوأ منذ العام 1944.


وشهدت دول أمريكا اللاتينية والكاريبي 21 إعصارا بحريا مدمرا خلال العام الماضي 2021 وحده، بارتفاع عن متوسط الحركات الإعصارية المعتاد سنويا في هذا الجزء من العالم، وهو سبع أعاصير حتى تسعينيات القرن الماضي، كذلك كبدت الأمطار الإعصارية اقتصاد دول هذا الجزء من العالم خسائر تصل إلى 3.1 مليار دولار.


وشهد عام 2021 انحسارا نسبته 22 في المائة في مساحات الغابات في كل من السلفادور ونيكاراجوا والبرازيل مقارنة بالمساحات التي كانت في عام 2009، وذلك بسبب الأمطار الحمضية والإعصارية، وهو الأمر الذي أبقى 7.7 مليون من سكان تلك الدول يصارعون الجوع وتتهددهم مشكلات كبيرة لتأمين الغذاء، وهو ما أجبر الملايين منهم على النزوح إلى مناطق أكثر أمنا لغذائهم ومعيشتهم ومراعيهم، وقد كان لذلك أثره على استقرار القبائل و المجتمعات التقليدية في بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي، التي قلما شهدت في السابق موجات للهجرة. 
 

عاجل