عالم أثري: مصر أول من قاد العالم في الاهتمام بقضايا المناخ والبيئة
قال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية والعالم الأثري حسين عبدالبصير، إن مصر القديمة والملوك المصريين القدماء أول من اهتم بقضايا المناخ والبيئة بالعالم منذ ما يزيد على 7 آلاف عام، وهذا ما تؤكده البرديات والآثار المصرية بأن مصر تقود العمل المناخي منذ أقدم عصور التاريخ انطلاقًا من ريادتها التاريخية والحضارية عبر العصور المختلفة.
وأضاف عبدالبصير - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط؛ تزامنُا مع مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ (COP27) المنعقدة حاليًا بشرم الشيخ - أن الريادة المصرية في الاهتمام بالبيئة وقضايا المناخ والحفاظ على الموارد الطبيعة تجلت منذ القدم، فالحضارة المصرية قدمت للعالم الابتكارات والعلوم والمعارف التي تمكنه من الحفاظ على المياه والموارد الطبيعية.
وأوضح أن قيادة مصر للعمل المناخي عالميًا وتنظيمها واستضافتها فعاليات قمة المناخ يعكس مكانتها الدولية ودورها الريادي المستمر في الحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية عالميًا في ظل ما يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسي من اهتمام كبير بقضايا البيئة والمناخ على كافة المستويات.
وأكد عبد البصيرأن قيادة مصر للعمل المناخي عالميًا في الماضي والحاضر ودورها المستقبلي ينطلق من ردياتها التاريخية عالميًا وإقليميا في خدمة المجتمع الدولي، وتوفير البيئة التي تحقق الأمن والأستقرار، وذلك انطلاقًا من إرثها الحضاري القديم وقيادتها للعالم عبر العصور المختلفة.
وتابع أن حياة المصريين القدماء ارتبطت بتقديس البيئة والطبيعة، وهذا ما تتحدث عنه جدران المعابد والنقوش المصرية، فكان إله المصريين القدماء وحاكمهم يستمد قوته من الطبيعة.
ولفت عبد البصير إلى أن المصريين القدماء أظهروا اهتمامًا كبيرًا بالحياة والطبيعة والبيئة من حولهم ونال نهر النيل الاهتمام الأكبر في الحضارة المصرية القديمة، فقد قدسوا النهر الخالد وفيضانه القادم كل عام وكان "حعبي" أو "حابي" هو إله الفيضان السنوي لنهر النيل في مصر القديمة.
وأشار إلى أن فيضان النيل كان يؤدي إلى ترسيب الطمي الغني على ضفتي النهر، وكانت الاحتفالات الكبري تقام للاحتفاء بـ"حابي" سنويًا، وكان من بين ألقابه "رب الأسماك والطيور ورب النهر"، كما أنه كان رمزًا للخصوبة والازدهار والحياة.
وأوضح عبد البصير أن "حابي" كان يُدعي بـ "أبو الآلهة" وكان يساعد في الحفاظ على توازن الكون، حيث يُنظر إلى العالم أو الكون على أنه نظام منسجم ومنظم وكان كهنته يقومون بطقوس لضمان ثبات مستويات التدفق المطلوبة من الطوفان السنوي، وكان لدى المصريين منذ القدم ابتكارات وأدوات خاصة بهم وعلموها للعالم تتعلق بقياس منسوب تدفق المياه، ومراقبة مقياس النيل الرسمي وكل ما يتربط أيضًا بعلم الفلك والطبيعة والمناخ.
ونوه العالم الأثري بأن تقديس المصريين القدماء للبيئة والحفاظ عليها ووعيهم بما تمثله من أهمية في حياة البشر ارتبط معهم بفكرة الثواب والعقاب والحياة الأخرى بعد البعث، فالإنسان كان يحاسب على حفاظه على البيئة من عدمه .
وقال إنه في كتاب "الخروج في النهار" أو "كتاب الموتى" كان المتوفى يقسم على أنه لم يرتكب أية خطيئة من قائمة الذنوب، وكان يتلو نصًا يُعرف باسم "الاعتراف السلبي" ومن ضمنه أن يقسم قائلاً: "لم ألوث ماء النهر" بما يعكس مدى اهتمام المصريين والريادة المصرية في الحفاظ على البيئة منذ القدم.