النقد والتجار والنفط.. هكذا شقت جلينكو طريقها عبر أفريقيا
بعد مرور أقل من أربعة أسابيع على استقلال جنوب السودان في عام 2011، وصل وفد من تجار "غلينكور " (Glencore) على متن طائرة خاصة بحثاً عن النفط. كانوا يحملون معهم مبلغاً نقدياً تصل قيمته إلى 800 ألف دولار لتقديم الرشاوى.
تم الكشف عن ذلك إلى جانب عدد من التفاصيل في قاعة محكمة في لندن يوم الأربعاء، حيث أظهرت كيف أنه بعد عقود من إنشاء مؤسس "غلينكور" مارك ريتش الصورة الشعبية لتجار السلع الذين يعبرون القارات لتوزيع الرشاوى مقابل عقود مربحة، لم يطرأ أي تغيير ملحوظ في الطريقة التي كان بعض التجار في الشركة يمارسون بها أعمالهم.
أظهر "مكتب قضايا الاحتيال الخطيرة" (Serious Fraud Office) في المملكة المتحدة كيف دفعت "غلينكور" رشاوى تجاووزت قيمتها 28 مليون دولار في خمس دول أفريقية على مدى خمس سنوات حتى عام 2016، باستخدام أساليب كانت في بعض الحالات نسخاً من الصفقات التي أبرمها ريتش في 1970 و 1980.
وقام تجار "غلينكور" بتوزيع كميات كبيرة من النقد على المسؤولين الحكوميين، كما سعوا إلى الاستفادة من الاضطرابات السياسية، وشاركوا في إبرام صفقات بين الحكومات تم التفاوض عليها بأسعار تفضيلية.