مقتطفات من مقالات كبار كُتَّاب الصحف

سلط كبار كتاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.

محمد بركات يكتب: «القمة العربية وتطلعات الشعوب»

في صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات إن القمة العربية الحادية والثلاثون «٣١» تنعقد اليوم في الجزائر، بعد تأجيلها منذ آخر اجتماع لها في تونس عام ٢٠١٩ تحت وقع انتشار وباء كورونا، وسط أوضاع عالمية عاصفة وظروف إقليمية ودولية ملتهبة وأجواء مضطربة، وواقع يسوده القلق وعدم الاستقرار.
وأضاف بركات -في مقاله بعنوان "القمة العربية وتطلعات الشعوب «١»"- أنه في ظل هذه الأوضاع وتلك الظروف المحيطة بالقمة، تتعاظم مسئولية القادة والزعماء العرب في تلبية آمال ومطالب الشعوب، والارتقاء إلى مستوى طموحات المواطنين العرب المتطلعين إلى موقف عربي موحد تجاه التحديات الجسام التي تواجه الأمة العربية حاليًا.
وتابع بركات: "إذا ما تأملنا فيما ترجوه وتأمله الشعوب العربية من القمة في دورتها الواحدة والثلاثين التي تنطلق اليوم، لوجدنا في الصدارة من هذه المطالب وتلك الآمال، السعي الجاد لإنهاء كافة مظاهر الخلافات بين الدول العربية، والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الأخطار المهددة والمحيطة والمتربصة بالعالم العربي".
وأوضح بركات: "في هذا الإطار، نجد أن هناك العديد من الملفات والقضايا المعروضة على مائدة البحث واتخاذ القرار في القمة، يأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية الجولان السورية المحتلة والتدخلات الإيرانية والتركية في الشئون العربية، وذلك بالإضافة إلى بحث قضية الأمن المائي العربي، وسد النهضة الإثيوبي، واستراتيجية الأمن الغذائي العربي، وقضية المتغيرات المناخية وتأثيرها على الدول العربية في ضوء قمة المناخ المرتقبة في مصر «كوب٢٧» «cop27»".
وأكد بركات أنه في هذه الملفات وتلك القضايا، تتطلع الشعوب العربية إلى قرارات قوية تعكس التوافق العربي على موقف موحد للقادة والزعماء المجتمعين بالقمة، يدعم المصالح العربية ويؤكد على وحدة الموقف ووحدة المصير، والوقوف صفاً عربيًا قويًا في مواجهة كل التحديات التي تواجه الأمة العربية وتهدد الأمن القومى العربي".

عبدالمحسن سلامة: تغطية كل شبر

أما عبدالمحسن سلامة ففي مقال حمل عنوان "تغطية كل شبر" بجريدة الأهرام أشار إلى افتتاح «مركز التحكم المركزي للشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة» بالمقطم، مؤكدا أن هذا الحدث يعد حدثا خاصا ومميزا من الأحداث المهمة التي تمر بها الدولة المصرية.
وقال الكاتب إن أهمية هذا المركز أنه يجعل من الدولة المصرية مثل «قبضة اليد الواحدة»، فلن تكون هناك مناطق معزولة، أو يصعب الوصول إليها فى حالة حدوث أزمات أو كوارث أو حوادث طرق أو حرائق .. أو غيرها من المشكلات التي يمكن أن تقع.
وأوضح أن المركز يسهم في توحيد جهود الدولة في خدمات النجدة والإسعاف والحماية المدنية والطوارئ المتخصصة التابعة لوزارات الكهرباء والبترول والنقل.. والجهات الأخرى.
وأشار سلامة إلى أن هذه الجهات سوف تعمل معا بالتناغم، وبسلاسة، وبأقصى سرعة ممكنة للتدخل في التوقيت المناسب لإدارة الأزمات والسيطرة عليها، وتقليل الخسائر إلى أدنى حد ممكن، كما يحدث في أرقى النظم العالمية.
وقال إن الشبكة تقوم بتوفير كل البيانات والمعلومات أمام متخذي القرار على كل المستويات، مما يسهم في إتاحة صورة متكاملة لتقدير الموقف من كل الزوايا، وفي مختلف الظروف.
وأضاف أنه لكل هذا أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي في مداخلته إلى أن إنشاء هذه الشبكة كان حلما ظهر للوجود، مشيرا إلى أنه سوف يتم الانتهاء من المنظومة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ على مستوى الجمهورية خلال 4 أشهر.
ولفت الكاتب إلى أن الشبكة مؤمنة بنسبة 100% وغير قابلة للاختراق، أو التدخل فيها، لأنه تم استخدام أحدث الأساليب العلمية في مجال التأمين، بحيث يمكن التعامل مع الأزمات في أي مكان على الخريطة المصرية من الإسكندرية إلى أسوان بكل دقة وسرعة، وتحقيق أعلى درجات الأمان.

عبدالرازق توفيق: افتقاد النخبة المسئولة للوعى والفهم

أما الكاتب عبدالرازق توفيق ففي مقال تحت عنوان " فلسفة الحكم.. وبناء الدولة «9»" بجريدة الجمهورية فقال إن مصر عانت على مدار 50 عاماً من افتقاد النخبة المسئولة للوعى والفهم.. لتشخيص الواقع.. وإدراك متطلبات العبور من الفجوة التي تعانى منها البلاد.. لذلك واجه الرئيس السيسي تحديات غير مسبوقة.
وأشار الكاتب إلى أنه لا شك أن الحروب والصراعات التي خاضتها مصر وسنوات المواجهة مع الإرهاب نالت من قدراتها.. وأدت إلى تفاقم التحديات وبالتالي زيادة الفجوة بين تطبيق الإجراءات الحاسمة والحلول الجذرية والإصلاحية.. ومدى القبول الشعبي والجماهيري بها.
وأكد أن المصريين أمام فلسفة حكم مختلفة واستثنائية وعبقرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ 2014 فالرئيس السيسي لم يخف أي حقيقة عن المصريين.. صارحهم بكل صدق عن حجم التحديات التي تواجه الدولة المصرية وتشكل لها أزمة عميقة بل كان صريحا إلى أقصى حد ولم يبع الوهم لشعبه.
وقال الكاتب إن الرئيس السيسي ورث تركة ثقيلة من التحديات على مدار 50 عاماً من أبرزها غياب الوعى والفهم لدى النخبة المسئولة لتشخيص ما نحن فيه، وكذلك إدراك متطلبات العبور للفجوة التي تعانى منها البلاد، لذلك تحمل الرئيس السيسي الحمل الكبير، وبذل الجهد الوفير، والتصدي لكل المعوقات، وإعداد وتهيئة وتفهيم هؤلاء المسئولين أو النخب المسئولة منهم نجد رئيساً مثل السيسي يعمل يومياً على مدار أكثر من 10ساعات وبمعدل 25 ألف ساعة عمل في 7 سنوات كان الرؤساء في الماضي نراهم في كثير من الأحيان في المؤتمرات والمناسبات أو لزوم التصوير أحياناً، لكن الرئيس السيسي عمل بروح المقاتل لبناء وطنه، ولم يستسلم لأي تحديات حتى في مؤسسات الدولة نفسها وكوادرها وحكومتها ومسئوليها، فالفكرة مترسخة في عقله، والرؤية واضحة لديه لذلك كانت لديه فلسفة حكم خلاقة حققت لمصر الكثير من النجاحات والإنجازات وصنعت الفارق في مسيرتها.
وأشار إلى أن النخب المسئولة لم تكن هي فقط الغائبة.. لكن أيضاً على مدار 50 عاماً كانت النخب السياسية والفكرية والثقافية والإعلامية والدينية شبه غائبة أيضاً سواء جلست وأقامت في أبراج عاجية لا تدرك طبيعة التحديات واحتياجات بناء الوطن.. أو عانت من النرجسية والاغتراب، والمزايدات والتنظير والفذلكات.. دون وجود عمق أو فهم عميق أو دراية أو اطلاع بالأحوال المصرية.. لكن الاكتفاء بالتعالي والمتاجرة بالبسطاء أو الارتكاز إلى النضال المزعوم والمزيف والكرتوني من أجل دغدغة المشاعر واللعب على أوتار الاسترزاق من خلال التنجيم عبر ارتداء عباءات المعارضة لكنها في النهاية كانت «سبوبة».
وشدد الكاتب في ختام مقاله على أن مصر واجهت تحديات هائلة أدت إلى أزمتها العميقة على مدار 50 عاماً.. وإن الرفض وعدم القبول الشعبي، والخوف من ردود الأفعال الجماهيرية، وغياب القاعدة الفكرية والسياسية والثقافية والإعلامية والمجتمعية والدينية، وكذلك غياب الوعى والفهم عن النخبة المسئولة، كل هذه التحديات التي ورثتها (مصرـ السيسي) جعل لتجربة الـ 8 سنوات طعماً وبريقاً مختلفين فهي استثناء وعبقرية في كل معطيات وتحديات وأزمات غير مسبوقة بل وتهديدات ومخاطر لكن الرؤية والبطل والقرار هنا هو البطل، وأيضاً الرهان على قبول الشعب.. صنع الفارق.