مصطفى محمود.. 400 حلقة من العلم والإيمان و30 عاما من البحث
تحل اليوم الأثنين، ذكرى وفاة العالم والمفكر الإسلامي الدكتور مصطفى محمود ، واسمه الحقيقي بدون اختصار، مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ والمولود في ميت خاقان بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية في 27 ديسمبر عام 1921، وكان له شقيق توأم توفي وبقي مصطفي محمود على قيد الحياة، ويعرف نسبه من الأشراف وينتهي إلى على زين العابدين.
كان طفلاً انطوائيًا بسبب صحته المتدهورة، وصفها بذاته قائلاً، «أتذكر في طفولتى أنني كنت أمرض بسهولة ، والبرد يقعد معايا شهرين ، أقوم من مرض أدخل في مرض، وجسمي ضعيف وغير قادر على منافسة زملائي لعب الكرة والضرب والحاجات دي، كنت طفل انطوائى شوية».
درس الطب وتخرج عام 1953 وتخصص في الأمراض الصدرية ، وتفرغ للكتابة والبحث بدءاً من عام 1960.
بدأ حياته متفوقاً في دراسته، حتى ضربه مدرس اللغة العربية ، فغضب وانقطع عن الدراسة لمدة 3 سنوات، حتى انتقل هذا المدرس إلى مدرسة أخري فعاد مصطفي محمود لمواصلة الدراسة.
عقب تخرجه عام 1953 عمل في مجلة روز اليوسف وكانت تنشر له قصص قصيرة، وبدأ مشروعه بإصدار كتابه الأول بعنوان، «الله والإنسان» عام 1957.
أنشأ معملاً صغيراً لصناعة الصابون والمبيدات الحشرية، بمنزل والده لقتل الحشرات، ثم تشريحها.
ألف الدكتور مصطفى محمود ، 89 كتابًا، من بينها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية مضاف إليها الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، تميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة.
تزوج مصطفي محمود عام 1961 وانتهى الزواج بالطلاق عام 1973، رزق بطفلين هما «أمل وأدهم»، ثم تزوج للمرة الثانية عام 1983 من زينب حمدى وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام 1987.
رفض تشكيل الوزارة بعد عرض الرئيس السادات عليه، معللاً رفضه بفشله في إدارة زواجه والأسرة كونها "أصغر مؤسسة" وتطليق زوجاته.
تنازل عن عضوية نقابة الأطباء والانتماء لنقابة الصحفيين أديباً ومفكراً بعد إصدار الرئيس الراحل عبد الناصر، قرار منع الجمع بين وظيفيتين.
كلية الطب وعلاقتها بمصطفي محمود
اشتهر بلقب المشرحجي ، عند إلتحاقه بكلية الطب ، لوقوفه أمام أجساد الموتي طوال اليوم، متسائلاً حول سر الحياة والموت ومابعدهما و كان أول من يدخلها صباحاً من الطلاب وآخر من يغادرها.
تأخر في التخرج على الرغم من تفوقه الشديد، بسبب المشرحة و استنشاق المواد الكيماوية هناك، فتسببت له في التهاب حاد بالجهاز التنفسي، ترتب عليه تأخره 3 سنوات، لم يكن يخرج فيها من غرفته.
وتعرض للمعاناة الشديدة من ابتلائه لكنه اكتشف بأنها صنعت شخصيته ومنحته الفرصة للقراءة بمحتلف المجالات، قائلاً، «من الحكمة الإلهية أن يتولى الله مخلوقاته ليخرج منهم أفضل ما يمتلكوه بالمرض أو الألم لكنه في النهاية مايبدو شر هو في الحقيقة خير».
ذكرى وفاة مصطفى محمود
توفي الدكتور مصطفي محمود في الساعة 7.30 من صباح يوم السبت الموافق 31 أكتوبر 2009، بعد رحلة علاج استمرت عدة أشهر، وشيعت الجنازة من مسجدهِ بحي المهندسين ، ولم يحضر الجنازة أي من المشاهير أو المسؤولين ، ولم تتحدث عنهُ وسائل الإعلام إلا بشكل قليل، تسبب في إصابة أسرته بالإحباط.
تنوعت كتابات الدكتور مصطفي محمود ، وارتكز على عنوان لأحد أهم عمليات البحث الخاصة بعلمه بعنوان «البحث عن الله»، وهو الموضوع الذي شغل 30 عاماً من رحلة عمره والتي أسهم في تخطيط كتابات لنحو 89 كتاباً من الكتب العلمية، الدينية، الفلسفية، الاجتماعية والسياسية.
إنشاء مسجد مصطفي محمود عام 1979
أنشئ مسجداً عام 1979 عرف بإسمه "مسجد مصطفي محمود " واشتهر بمنطقة المهندسين، لكنه حمل اسم والده «محمود»، حيث اشتري قطعة الأرض بعد حصوله على عائد أول كتاب بعنوان "المستحيل"، فقرر إنشاء المسجد ملحق به 3 مراكز طبية، مستشفي، 4 مراصد فلكية، صخور جرانيتية، وفراشات محنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.
برنامج العلم والإيمان
مصطفي محمود ، هو اسم يأخذك مباشرة إلى العلم والإيمان وهو عنوان برنامجه الشهير، والذى اشتهر به و كان حديث بين عوام الناس، وهو نتاج عمليات بحث كثيرة ومتعددة من الفلسفة والطب والأدب وقبلهم البحث عن الله والتدبر والتفكر في حقيقية الحياة والموت.
عندما عرض على التليفزيون مشروع برنامجه، رصد له مبلغ 30 جنيه لـ الحلقة، لكنه لم يقبل ففشل المشروع قبل بدايته، وبعد تدخل أحد رجال الأعمال والذى علم بالموضوع، أنتج البرنامج على نفقته الخاصة، وأصبح أشهر البرامج على الشاشة وأوسعها انتشاراً، وكان يذاع في سهرة الأثنين من كل أسبوع الساعة 9 مساءً، واشتهر بصوت الدكتور مصطفي محمود بعبارته الشهيرة «أهلا بيكم»، وبعد فترة توقف البرنامج لرفعه من خريطة البرامج التليفزيونية.
وفاة الدكتور مصطفي محمود
توفي فى مثل هذا اليوم من أكتوبر عام 2009، وتحديداً منذ 13 عاماً عن عمر ناهز الـ 88 عاماً.