"الأوقاف": انطلاق فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي الرئيسي من مسجد الإمام الحسين

انطلقت فعاليات اليوم الثاني على التوالي من الأسبوع الثقافي الرئيسي من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) في القاهرة اليوم الأحد، تحت عنوان: "الذكر وأثره في تزكية النفس"، وذلك في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف.

حاضر في الفعاليات الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين الأسبق ، والدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، وقدم له الدكتور حسن مدني المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها قارئًا القارئ الدكتور ماهر الفرماوي، ومبتهلًا المبتهل عبد الله عبد النبي، وبحضور الدكتور سعيد حامد مبروك مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة ، وجمع غفير من رواد المسجد.

وقد الدكتور عبد الفتاح العواري - في كلمته - الشكر لوزارة الأوقاف على هذه اللقاءات المتميزة التي تسهم في بناء الإنسان وتبين له صحيح الدين، مؤكدًا أن راحة القلوب وسعادتها لا تتحقق إلا بذكر الله (تعالى) ، قال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، وبذكر الله (تعالى) يأتي الفرج بعد الشدَّة، واليسر بعد العسر، والفرح بعد الغم والهم، وهو تفريج الكربات، وقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول في الكرب: "لا إله إلا الله العظيم، لا إله إلا الله الحليم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم"، ويقول (عليه الصلاة والسلام): "دعوة ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ما دعا بها مكروب إلا فرَّج الله كربه".

وأوضح أن ذكر الله تعالى عبادة عظيمة القدر، ميسورة الفعل، فضائلها أكثر من أن تعد أو تحصى، ومما ورد في بيان فضلها ، وعظيم قدرها ما جاء عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رضي الله عنه)، أنه قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ (رضي الله عنه) عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ (عز وجل)، قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: (مَا أَجْلَسَكُمْ؟)، قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: (آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟)، قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: (أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي، أَنَّ اللهَ (عَزَّ وَجَلَّ) يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ).

من جانبه، قدم الدكتور هاني تمام - في كلمته - الشكر لوزارة الأوقاف على إحياء هذه المجالس العلمية والأنشطة الدعوية المتنوعة التي تحيي القلوب، وتهذب النفوس، مؤكدًا أن ذكر الله تعالى عبادة عظيمة القدر، ميسورة الفعل، وفضائله أكثر من أن تعد أو تحصى ، وقد دعا الله (عز وجل) عباده بالإكثار منها ووعدهم بعظيم الأجر عليها، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"، ويقول تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ"، كما رغب النبي (صلى الله عليه وسلم) الأمة في الإكثار من ذكر الله وحثهم عليه، فقال (صلى الله عليه وسلم): (ألا أنبِّئُكُم بخَيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مَليكِكُم، وأرفعِها في درَجاتِكُم، وخَيرٌ لكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخَيرٌ لكُم مِن أن تَلقوا عدوَّكُم، فتضرِبوا أعناقَهُم ، ويضرِبوا أعناقَكُم؟) ، قالوا: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: (ذِكرُ اللَّهِ)، وعندما جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَنْبِئْنِي مِنْهَا بِأَمْرٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ (صلى الله عليه وسلم): (لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ).
وأكد أن الذكر حياة القلوب، وأحب الكلام إلى الله (عز وجل) فعن أبي موسى (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ)، وفي لفظ مسلم أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ) ، وعَنْ أَبِي ذَرٍّ (رضي الله عنه) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَادَهُ يومًا، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الكَلاَمِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ)؟ قَالَ (صلى الله عليه وسلم): (مَا اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ)، وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ).

وأشار إلى أن عبادة ذكر الله لا يوفق لها إلا من وفقه الله فالذاكر لله له معية خاصة قال تعالى في الحديث القدسي: "وأنا معه إذا ذكرني وذكر الله (عز وجل) عبادة تلازم العبد في جميع أحواله ، والمسلم مأمور بأدائها في كل وقت ، وعلى أية هيئة يقول الحق سبحانه: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ"، فحياة المسلم كلها ذكر.

من ناحية أخرى، صدر حديثًا كتاب "المختصر الشافي في الإيمان الكافي"، إعداد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.

والكتاب هو مختصر شافٍ ووافٍ في تحقيق معنى الإيمان الذي أرشدنا إليه الحق سبحانه وتعالى في قوله (عز وجل): "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"، وعلمنا إياه نبينا (صلى الله عليه وسلم) عندما سأله الأمين جبريل (عليه السلام) عن الإيمان ، فأجابه (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "أَنْ تُؤْمِنَ بالله ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ".

وقد نأى وزير الأوقاف بكتابه عن أي مسائل جدلية أو خلافية، وضمنه ما لا يُسْتَغْنَى عنه من أصول الإيمان، فهو كتاب يكفي الباحثين عن صحيح الإيمان دون تفلسف أو جدل أو خلافيات عقدية أو مذهبية، وهو بحق مختصرٌ شافٍ في الإيمان الكافي، يجمع ولا يفرق، ويقطع على المكفرين بغير علم أو حق طريق التكفير.

وفي إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالقرآن الكريم، ونشر الفكر الوسطي المستنير من خلال مراكز إعداد محفظي القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف والمنتشرة بجميع محافظات الجمهورية، انطلقت اليوم الدراسة بــ(30) مركزًا لإعداد محفظي القرآن الكريم على مستوى الجمهورية للفرقتين الأولى والثانية، بحضور عمداء مراكز إعداد محفظي القرآن الكريم والمحاضرين والدارسين والدارسات بها.