بدء تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس في معبد أبو سمبل
بدأت، قبل قليل، ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبده الكبير في مدينة أبوسمبل، وهي الظاهرة الفلكية الفريدة التي ينتظرها الملايين حول العالم لمشاهدة معجزة القدماء المصريين في تجسيد مثل هذه الحسابات الفلكية.
وتسللت أشعة الشمس، بعد شروقها، خلف مياه بحيرة ناصر إلى معبد الملك رمسيس الثاني، ودخلت عبر الممر الواقع بين 4 تماثيل عملاقه للفرعون المصري، وامتدت أشعة الشمس لمسافة تزيد عن 60 مترًا، حتى وصلت إلى مجلس رمسيس في قدس الأقداس، وتعامدت على وجهه في ظاهرة فلكية فريدة تتكرر مرتين كل عام 22 أكتوبر و22 فبراير، وتستمر لمدة 20 دقيقة فقط.
ويضم قدس الأقداس منصة عليها تمثال الملك رمسيس الثاني جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح، وعلى مدخل المعبد تقبع 4 تماثيل ضخمة لـ"رمسيس الثاني" وهو جالس، ويزيد ارتفاع كل منها عن 20 مترا وتم نحتها من صخر الجرانيت الكبير.
وتظهر التماثيل الأربعة الملك رمسيس الثاني وهو يجلس على العرش مرتديا تاجًا مزدوجًا لمصر العليا والسفلى، بالإضافة إلى رسمه وهو يقدم الهدايا والقرابين للآلهة، ويحرق البخور، بالإضافة إلى حليات معمارية مرسوم عليها خراطيش الملك رمسيس الثاني مُحاطًا بالأفاعي ورسمين منقوشين لـ"آمون" و"رع حور آختي".
ويرجح أنه تم بناء المعبد بين عامي 1244 ق.م، و1265 ق.م، وتم اكتشاف معابد أبوسمبل فى أغسطس 1817، عندما نجح المستكشف الإيطالى جيوفانى بيلونزى، فى العثور عليها ما بين رمال الجنوب، بينما تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس عام 1874، على يد المستكشفة إميليا إدوارد وقامت بتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل".
وتعرض معبد أبو سمبل للغرق عقب بناء السد العالي نتيجة تكون بحيرة ناصر، لتنطلق بعد ذلك حملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة تبنتها منظمة اليونسكو بالتعاون مع الحكومة المصرية، في الفترة من 1964 حتى 1968 وتكلفت نحو 40 مليون دولار، وشملت الحملة نقل المعبد عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها فى موقعها الجديد على ارتفاع 65 متراً أعلى من مستوى النهر، للحفاظ على هذا التراث الإنساني غير المسبوق.
وتظهر ظاهرة الفراعنة في عدة علوم وربطها مع بعضها البعض، مثل علوم الفلك والرياضيات والهندسة.