«إنتل» تُخفض تقييمها لاكتتاب «موبيل آي» مجددا إلى 16 مليار دولار
تستهدف شركة "موبيل آي غلوبال" (Mobileye Global)، وهي شركة لتكنولوجيا القيادة الذاتية مملوكة لشركة "إنتل" تقييماً يصل لـ16 مليار دولار في طرح عام أولي، وهو ما يقل كثيراً عن هدفها السابق في ظل عام صعب لعمليات الإدراج الجديدة.
ذكرت "بلومبرج نيوز" في تقرير لها الشهر الماضي أنَّ "إنتل" قلصت مؤخراً تقييمها المتوقَّع لـ"موبيل آي" إلى 30 مليار دولار نتيجة ظروف السوق المضطربة.
تعتزم الشركة بيع 41 مليون سهم مقابل سعر يتراوح ما بين 18 دولاراً إلى 20 دولاراً لكل سهم، وجمع 820 مليون دولار، بحسب ملف إيداع لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أمس الثلاثاء. وبعد الطرح، ستحتفظ "إنتل" بحصة ملكية مسيطرة في "موبيل آي". ومن المقرر بدء تداول الأسهم خلال أسابيع.
رغم تراجع التقييم، من المقرر أن تكون عملية الإدراج واحدة من أكبر الاكتتابات الأولية للسنة الحالية. وفي ظل التقلبات المتصاعدة والأداء المحبط لسوق الإدراج السنة الماضية، هبط حجم الاكتتاب العام في الولايات المتحدة الأميركية إلى 22.3 مليار دولار للعام الجاري، بالمقارنة مع 277 مليار دولار بهذه المرحلة في 2021، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ". وقلصت شركة "إنستاكارت" (Instacart)، وهي صاحبة اكتتاب آخر منتظر بشدة، تقييمها الأسبوع الماضي للمرة الثالثة إلى 13 مليار دولار، وتترقب استقرار الأسواق قبل الاستمرار في عملية الإدراج بالبورصة. هناك رادع آخر لإدراج الشركات الجديدة يتمثل في حقيقة أن شركات عديدة جرى طرحها للاكتتاب العام خلال 2020 و2021 يتم تداولها بأقل من أسعار الطرح الأولي.
لكن بعض المحللين قالوا إنه من المنطقي أن تستمر "إنتل" في عملية الإدراج رغم توقيت السوق السيئ. وذكر محللون في شركة "بيرنشتاين" إنه من المرجح أن "إنتل" ستحتاج للأموال التي ستحصل عليها من الصفقة، "مع الأخذ بالاعتبار الطريقة التي تسير بها أعمالهم الخاصة في الوقت الحالي". كتب محللو شركة "فيتو نوليديج" (Vital Knowledge) أن: "العنوان الرئيسي سلبي، لكن يجب تذكر أن التقييم البالغ 50 مليار دولار طفا على السطح مرة أخرى بديسمبر الماضي، لذلك ليس من المفترض لأحد أن يشعر بالصدمة من أن الرقم حالياً أقل اليوم". صعدت أسهم "إنتل" بحوالي 1.4% في التعاملات المبكرة ببورصة نيويورك.
استحوذت "إنتل" على "موبيل آي"، التي أسسها أمنون شاشوا عام 1999، في سنة 2017 عبر صفقة بلغته قيمتها 15.3 مليار دولار ما جعلها شركة خاصة، بحسب وثيقة الإفصاح. ويسعى بات غيلسنغر، الرئيس التنفيذي لـ"إنتل"، إلى استغلال الأعمال التجارية التي تتخذ من إسرائيل مقراً لها، والتي تُصنع رقائق الكاميرات وميزات مساعدة القيادة، ويجري النظر إليها باعتبارها أصول ثمينة في وقت يتسابق فيه قطاع السيارات نحو السيارات الآلية بالكامل. لكن المستقبل الواعد للسيارات الكهربائية الذي تنبأت به "إنتل" وشركة "وايمو" (Waymo) وغيرهما قد تبخر. ويبدو أن عالماً مليئاً بسيارات الأجرة ذاتية القيادة على بعد عقود في أفضل الأحوال، فيما تتفاقم خسائر المستثمرين الذين يضعون ثقتهم بهذا المجال.