«الرمال السوداء».. كنز على شواطئ مصر يدخل في صناعة الصواريخ والطائرات والغواصات

هيئة المواد النووية تولت عمليات الاستكشاف وشركة أسترالية أكدت القيمة العالية للرمال 

تأسيس أول شركة مصرية برأس مال 4 مليارات جنيه لاستخلاص المعادن.. و4 مواقع للتنفيذ  

لم يكن لهذا الكنز أن يُترك هكذا يذهب أدراج الرياح، فالثروة التي تحملها أمواج البحرين الأبيض والأحمر لتلقي بها على شواطئها الممتدة، ليست بالقليل الذي يجعل من السهل تجاهلها، وهي تمد يدها بالخير.

ولكن ما حكاية هذا الكنز؟ في السنوات الأخيرة، أجرت هيئة المواد النووية دراسة استكشافية شاملة لمناطق تواجد الرمال السوداء على طول ساحلي البحرين المتوسط والأحمر، كان ذلك في سياق حرص الدولة على الحفاظ على ثرواتها التعدينية، بعدما بدأ الحديث عن القيمة الاقتصادية العالية للرمال السوداء.

شركة أسترالية تتولى دراسة الجدوى 

شركة مينرال ميتنولوجي الأسترالية، أعقبت أعمال الاستكشاف، بإعداد دراسة جدوى لاستغلال وتعدين الرمال السوداء في منطقة البرلس، لتكون النتيجة، هي التوصل إلى أن المشروع ذو جدوى اقتصادية عالية.

ولكي نفهم ما الرمال السوداء وكيف تكونت وماذا تحمل في باطنها؟ فالإجابة هي أنها رمال شاطئية ثقيلة سوداء اللون، تترسب عند مصبات الأنهار، وتحتوي على نسبة من المعادن الاقتصادية تضم (إلمنيت – زيركون – جارنت – روتايل – ماجنتيت)، بالإضافة إلى المونازيت الذي يحتوى على المواد المشعة وبالتالي فهي غير صديقة للبيئة. 

كيف تكونت الرمال السوداء؟ 

وتكونت الرمال السوداء، من الترسيبات والتآكلات الصخرية، وتعد الأمواج هي أهم العوامل المسببة للترسيبات، حيث إن الترسيبات المعدنية سببها الرئيسي هو تآكل الصخور الشاطئية، وتتحرك هذه الترسيبات من فم النهر لتكون معادن رملية وصخرية على الشواطئ، وفي حال إذا كانت التأثيرات الموجية شديدة تحركت الترسيبات بطول الشواطئ بدلا من الانحسار في الدلتا فقط. 

وفي عام 2014، وبعد التوصل إلى القيمة العالية للرمال السوداء، وفق دراسات الشركة الأسترالية صدر قرار رئيس مجلس الوزراء، في شهر سبتمبر، بإنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء، كشركة مساهمة مصرية، ليكون الغرض من إنشائها استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محلياً وعالمياً، وتعظيم القيمة المضافة لخامات المعادن المستخلصة من الرمال السوداء، وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة بدلا من تسويقها كمواد خام بما يساهم في دفع عجلة الاقتصاد المصري. 

المعادن المستخلصة تدخل في صناعة الصواريخ والطائرات 

أهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء، (الإلمانيت)، بطاقة إنتاجية متوقعة تصل إلى 298 ألف طن في العام، وإنتاج التيتانيوم الإسفنجي، وفلز التيتانيوم وسبائكه، الذي يدخل في صناعات الصواريخ، والغواصات، والطائرات، وثاني أكسيد التيتانيوم الذي يدخل في صناعات البويات، والبلاستيك، والورق، والجلود. 

ومن بين المعادن، أيضا الزيركون، بإنتاج 25 ألف طن سنويا، ليدخل في صناعات السيراميك، والأدوات الصحية، والزجاج، وتبطين الأفران، وقلوب المفاعلات النووية، وصناعة الحراريات.

ومن المعادن التي يتم استخلاصها أيضًا، الجارنت بإنتاج 12000 طن في العام ليدخل في صناعة الحديد الإسفنجي، وتغليف أنابيب البترول، والخرسانات الثقيلة.

ويستخلص من الرمال السوداء أيضا معدن الروتايل، بطاقة إنتاجية 11 ألف طن، ويدخل في صناعة فلز التيتانيوم، والأصباغ، والبويات، والورق والمواد الغذائية، وأسياخ اللحام. 

كما يتم استخلاص المونازيت بطاقة إنتاجية 145 طنا في العام، ويدخل في إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة في الصناعات عالية التقنية، كما يعتبر مصدر ثانوي للحصول على المعادن المشعة (الثوريوم واليورانيوم).  وأخيرا يمكن استخلاص معادن المونازيت، والماجنتايت من هذه الرمال. 

الإعلان عن تأسيس شركة مصرية لإدارة الرمال السوداء 

وفي الخامس عشر من فبراير من العام 2016، تم الإعلان عن تأسيس الشركة المصرية للرمال السوداء كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، برأس مال مُصدر قدره 500 مليون جنيه ارتفع بعد ذلك إلى 4 مليارات جنيه، بنسب مشاركة كالآتي: جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 61%، وهيئة المواد النووية 15%، وبنك الاستثمار القومي 12%، ومحافظة كفر الشيخ 10%، والشركة المصرية للثروة التعدينية 2%. 

تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء

كما تم تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء، والغرض منها: سرعة تغطية معظم مناطق الرمال، وخاصة منطقة غليون بما يسمح بالحصول على أعلى عائد اقتصادي، وعدم تعطيل خطة التنمية بالدولة (إسكان – زراعة – سياحة ....إلخ)، والحصول على تكنولوجيا منافسة للتكنولوجيا الأسترالية، وساهم جهاز مشروعات الخدمة الوطنية مع الشركة المصرية للرمال السوداء في تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء بتاريخ 2018/7/18 برأس مال مصدر(24) مليون دولار وبنسب مشاركة شملت، جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بنسبة 83.5%، والشركة المصرية للرمال السوداء 12.5%، والشركة الصينية المصرية للتعدين وتصنيع المعــادن 4%.

وفي عام 2019 وقع رئيس الجمهورية على القانون رقم (8) لسنة 2019 وذلك بتاريخ 2019/2/20، بشأن اتفاقية التزام بين جمهورية مصر العربية، وهيئة المواد النووية، والشركة المصرية للرمال السوداء، للبحث عن واستغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية. 

وتم نشر القانون بالجريدة الرسمية في العدد رقم ( 7ب ) بتاريخ 2019/3/20 بشأن اتفاقية الالتزام، والذى تنص المادة الثالثة منه على منح الشركة المصرية للرمال السوداء التزاماً مقصوراً عليها بالبحث عن واستكشاف وتعدين وتركيز المعادن الاقتصادية من ركاز الرمال السوداء واستغلالها في جميع ربوع جمهورية مصر العربية.

الموقف التنفيذي للمشروع

أولاً: موقع الشركة بالبرلس يضم مصنعي الفصل، والتركيز بمنطقة البرلس، تم الانتهاء من تنفيذ الأعمال الإنشائية وتنسيق الموقع بنسبة 100%، وتم توريد وتركيب كافة معدات مجمع مصانع الفصل والتركيز بنسبة 100%. 

نسبة تنفيذ اختبار تشغيل المعدات كالآتي:

مصنع التركيز 100 %

الكراكة (تحيا مصر): 100%

مجمع مصانع الفصل 100 %

 ثانياً: موقع الشركة منطقة رشيد

الموقف التنفيذي للمشروع كالآتي:

تم الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية للمرحلة الأولى بنسبة 100%، وتم توريد وتركيب جميع معدات المرحلة الأولى بنسبة 100% جارى أعمال الاختبارات والتشغيل التجريبي للمصنع. 

موقع ومعدات التنجيم

جار إنتاج ركاز المعادن الاقتصادية بواسطة 7 وحدات تركيز بالموقع بطاقة إنتاجية تقدر بـ( 14 ) ألف طن/عام من ركاز المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة.

ثالثاً: موقع الشركة منطقة دمياط

موقع استخلاص الركاز بدمياط: جار العمل بواسطة وحدتي استخلاص ركاز معادن اقتصادية بميناء دمياط بجوار أحواض التكديس، وبطاقة إنتاجية تقدر بـ(1200) طن/عام من ركاز المعادن الاقتصادية المختلفة بنظام العمل بوردية واحدة.

 رابعاً: موقع الشركة بمنطقة بحيرة المنزلة

موقع استخلاص الركاز ببحيرة المنزلة: جار العمل بواسطة 4 وحدات استخلاص ركاز معادن اقتصادية بالموقع والطاقة الإنتاجية تقدر بـ(2400) طن/عام من ركاز المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة. 

الموقف التنفيذي لمشروع استخلاص المعادن الاقتصادية للشركة المصرية الصينية للرمال السوداء

 موقع التنجيم بغليون، تم تجهيز 4 وحدات استخلاص ركاز المعادن بموقع التنجيم ببركة غليون وجار الإنتاج الفعلي لركاز المعادن ونقله إلى موقع مصنع الفصل.

الموقف التنفيذي للشركة المصرية الصينية للرمال السوداء

مصنع فصل المعادن الاقتصادية: الطاقة الإنتاجية لمصنع فصل المعادن الاقتصادية (18) ألف طن/عام من المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة.