الصحة العالمية تعلن تفاصيل افتتاح الدورة الـ69 بشرق المتوسط
افتتح الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدورةَ التاسعة والستين للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط اليوم في القاهرة، بحضور الدكتور أحمد المنظري، مدير المنظمة لإقليم شرق المتوسط، ومعالي الدكتور أحمد ربله عبد الله، وزير الصحة بجمهورية جيبوتي ونائب رئيس الدورة الثامنة والستين للّجنة الإقليمية، بمشاركة عددٍ كبيرٍ من أصحاب المعالي وزراء الصحة وممثلي الدول الأعضاء في الإقليم الذين يحضرون شخصيًا لأول مرة بعد عامين.
كما شارك في اللجنة الإقليمية عددٌ من المسؤولين رفيعي المستوى من بُلدان الإقليم، وممثلو العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية.
وتُعقد دورة هذا العام حول موضوع "بلوغ أهداف التنمية المستدامة في فترة ما بعد كوفيد-19: تسريع وتيرة التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي - الصحة للجميع وبالجميع".
وفي كلمته الافتتاحية في بداية الجلسة، سَلَّط الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الضوء على خطورة الأوضاع التي تؤثر على حياة الكثيرين في إقليم شرق المتوسط، من صراعات متعددة إلى الزلزال الذي ضرب أفغانستان، وانعدام الأمن الغذائي المزمن والحاد في القرن الأفريقي، والفيضانات التي ضربت باكستان، وفاشية الكوليرا التي اندلعت مؤخرًا في الجمهورية العربية السورية.
وأضاف الدكتور المنظري قائلًا: "إن هذه الأزمات المتداخلة تلحق أشد الضرر بصحة الناس وأسباب معيشتهم وحياتهم، وتزيد من صعوبة تحقيق الصحة للجميع وبالجميع. لكنني أعلم أننا إذا ركزنا بقوة على ما هو ممكن، فيمكننا معًا أن نجعل تلك الرؤية حقيقةً واقعةً".
"يصعب دائمًا ترتيب أولويات الاستثمار في القدرة على الصمود والوقاية والتأهب لأن النجاح غير مرئي: فالنظام الفعال يبقينا في مأمن من خلال وأد حالات الطوارئ في مهدها. لكن جائحة كوفيد-19 أظهرت التكلفة المحتملة لعدم تقوية نُظُمِنا. ولذلك، نحن بحاجة إلى الاعتراف بقيمة الاستثمار في الوقت المناسب بدلًا من حصاد العواقب الوخيمة لاحقًا".
وفي كلمته الافتتاحية، أشار الدكتور غيبريسوس إلى أن تمكّن المشاركين من الاجتماع شخصيًا هذا العام «دليلٌ على مدى نجاحكم جميعًا في مكافحة كوفيد-19».
وعلى الرغم من أن "العالم لم يكن أبدًا في وضع أفضل لإنهاء جائحة كوفيد-19 بوصفها طارئة صحية عالمية"، وحذَّر الدكتور غيبريسوس من أننا "لم نصل بعد إلى نهاية الجائحة".
وفي سياق تسليط الضوء على العجز في اللقاحات، حَثَّ الدكتور غيبريسوس الدول الأعضاء على إيلاء الأولوية لتلقيح العاملين الصحيين والمُسنين ومواصلة العمل صوب بلوغ هدف التغطية بنسبة 70% في جميع البلدان. وشدَّد على ضرورة "الحفاظ على القوة الدافعة اللازمة لبناء هيكل أقوى للطوارئ الصحية"، وناشد "الدول الأعضاء أن تشارك بمزيد من النشاط في التفاوض حول الوثيقة الدولية الجديدة المُلزمة قانونًا بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب لها والاستجابة لها".
وفي نهاية كلمته، لفت الدكتور غيبريسوس الانتباه إلى السلام، وهو "الدواء الأساسي الوحيد من أجل الصحة الجيدة، ولا تستطيع المنظمة تقديمه".
واختتم كلمته قائلًا: «ولذلك أناشدكم جميعًا أن تعملوا، بأية طريقة ترونها ممكنة، نحو الصحة من أجل السلام، والسلام من أجل الصحة».
وألقى الدكتور عبد الله كلمته في الجلسة الافتتاحية لهذا العام أمام أعضاء اللجنة الإقليمية، وقال للمشاركين أنه على الرغم من أن العالم فوجئ بجائحة كوفيد-19 التي قلبت حياة الناس والمجتمعات والاقتصادات رأسًا على عقب، إلا أن الاستجابة لهذه الجائحة تضمنت استثمارات كبيرة في اللقاحات التي جرى استحداثها وتوزيعها بسرعة غير مسبوقة.
وقال الدكتور عبد الله: «يجب علينا الآن أن نحافظ على تركيزنا وأن نواصل العمل دون كلل صوب بلوغ التغطية الصحية الشاملة. فهذه هي الطريقة الوحيدة لبناء قدرتنا على الصمود أمام جميع أنواع الأزمات».
وأشار إلى أننا في مواجهة التحديات الجديدة والمستمرة «نحتاج إلى تأهبٍ أفضل وتنسيقٍ فعّال بين الدول الأعضاء... لإعادة بناء نظام رعاية صحية قوي ومرن وقادر على الصمود والتكيف مع التغيرات المفاجئة».
وشارك وفود اللجنة الإقليمية بقيادة وزراء الصحة، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، في وقت مبكر من صباح اليوم في فعالية "الصحة قولٌ وعمل" التي أقيمت في حديقة الطفل أمام المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
إن فعالية "الصحةُ قولٌ وعمل" من منظمة الصحة العالمية هي مبادرة عالمية لتعزيز الصحة، ولاسيما النشاط البدني، بوصفها عنصرًا أساسيًا لمستقبل صحي ومستدام.
وحضر الفعالية موظفو منظمة الصحة العالمية ومسؤولون من الحكومة والأمم المتحدة والضيوف الدبلوماسيون الذين استمعوا إلى كلمات ملهمة ومحفزة . ثم شارك العديد من الحضور في جلسة تمرين بدني معتدل.
وقبل الجلسة الافتتاحية، عُقدت الاجتماعات التقنية السابقة على اللجنة الإقليمية. وبالإضافة إلى مناقشات مجموعة من القضايا الصحية ذات الاهتمام المشترك لبلدان الإقليم، بما في ذلك إنتاج اللقاحات محليًا، والقضاء على سرطان عنق الرحم، والسلامة على الطرق، ورصد حالات الطوارئ، ونُظُم معلومات المستشفيات، استمع المشاركون في الاجتماعات السابقة على اللجنة الإقليمية إلى ثلاثة متحدثين ضيوف رفيعي المستوى تناولوا ثلاثة موضوعات صحية مهمة، وهي: تحديات قادة الصحة، وتغير المناخ ومؤتمر الأطراف السابع والعشرون، ونَهج الاستثمار في الصحة.