تفجير شاحنة على جسر يربط الأراضي الروسية بالقرم
تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم السبت، حيث تقوم وحدات من الجيش الروسي ببسط السيطرة الكاملة على المناطق الأوكرانية وضرب مواقع قوات كييف، فيما تستمر الأخيرة في التقدم ومحاولة استعادة أراضيها، بدعم غربي.
وفي آخر التطورات، أفادت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب بأنه تم تفجير شاحنة على جسر القرم فجر اليوم، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في قطار كان يسير عبر الجسر. وأفادت وسائل الإعلام الروسية بأن الحريق على جسر القرم نتج عن سيارة مفخخة.
وقالت لجنة مكافحة الإرهاب في بيان لها: "في الساعة 06:07 صباح اليوم وقع تفجير بشاحنة في الجزء الخاص بمرور السيارات من جسر القرم، مما تسبب في اشتعال سبعة صهاريج وقود في قطار متجه نحو شبه جزيرة القرم".
وأضاف البيان أن انهيارا جزئيا حدث في قسمين من طريق السيارات، دون أن يتضرر قوس الملاحة البحرية في هذا الموقع من الجسر.
وأشار البيان إلى أنه يجري في مكان الحادث اتخاذ الإجراءات لتحديد ملابسات الانفجار وإزالة آثاره.
وكان حريق اندلع على جسر السيارات والسكك الحديد الواسع الذي يربط شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو بالأراضي الروسية، مما أدى إلى توقف حركة السير عليه، حسب السلطات الروسية.
فيما أفادت وسائل الإعلام الأوكرانية بحدوث انفجار ضخم عند الجسر الرابط بين الأراضي الروسية والقرم.
وقالت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن مسؤول محلي إنه "وفقا للمعلومات الأولية فقد اندلعت النيران في صهريج للوقود على أحد قطاعات الجسر الواقع في شبه جزيرة القرم، ولم تلحق بالجسر أي أضرار تؤثر على الملاحة".
وأفادت سلطات شبه جزيرة القرم الروسية باشتعال صهريج وقود في أحد أجزاء جسر القرم فجر اليوم. وقال أوليغ كروتشكوف مستشار رئيس القرم في بيان له: "حسب المعلومات الأولية، فقد اشتعلت النيران في صهريج وقود في أحد المواقع (بالجسر). أقواس الملاحة لم تتضرر".
وأفادت شركة "القرم لسكك الحديد" بأن القاطرة وعددا من العربات لقطار الشحن، الذي اشتعلت النيران في أحد صهاريج الوقود فيه، تم سحبها من جسر القرم إلى مدينة كيرتش. من جهتها، قالت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل البحري والنهري إنه لم يتم تعليق الملاحة البحرية في مضيق كيرتش بسبب الحريق في الجسر.
وجسر القرم هو الأطول في روسيا ويبلغ طوله 19 كيلومترا. تم تشغيل الجزء الخاص بحركة مرور السيارات فيه في مايو 2018. وتم إطلاق حركة القطارات عبر الجسر في ديسمبر 2019.
وقبلها، أعلنت جمهورية دونيتسك الانفصالية أن القوات الأوكرانية قصفت مدينة إيلوفايسك في الجمهورية بصواريخ هيمارس الأميركية.
وأشارت ممثلية دونيتسك لدى المركز المشترك للمراقبة والتنسيق، إلى أن القوات الأوكرانية أطلقت عند منتصف الليل 6 صواريخ من أنظمة هيمارس على مدينة إيلوفايسك وبلدة أومانسكويه.
وأضافت أن قوات كييف أطلقت كذلك 5 قذائف من عيار 155 مم على حيين، هما كيروفسكي، وبتروفسكي في مدينة دونيتسك.
يأتي ذلك فيما أعلنت القوات الروسية تحقيق مكاسب في شرق أوكرانيا الجمعة بعد سلسلة انتكاسات مريرة على جبهات عدة، لكن يبدو أن كييف تحتفظ بزمام المبادرة ودعت الجنود الروس إلى اختيار الاستسلام.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن قوات كييف استعادت نحو 2500 كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء هجومها المضاد في نهاية سبتمبر.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي: "هذا الأسبوع وحده، حرر جنودنا 776 كيلومترا مربعا من الأراضي في شرق بلدنا و29 بلدة 6 منها في منطقة لوغانسك".
وأضاف "في المجموع، تم تحرير 2434 كيلومترا مربعا من أراضينا و96 بلدة منذ بداية هذه العملية الهجومية".
وفي مؤشر إلى الثقة التي يشعر بها الأوكرانيون بعد نجاح هجومهم المضاد، وعد وزير الدفاع أوليكسيتش ريزنيكوف بـ"ضمان الحياة والأمن والعدالة" للجنود الروس الذين يختارون الاستسلام.
من جهتها أعلنت موسكو أنها حققت مكاسبها الأولى - ثلاث قرى في شرق أوكرانيا - بعد خسارة مساحات كبيرة من الأراضي على عدد من الجبهات في الأسابيع الأخيرة.
وقال الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يقاتلون إلى جانب قوات موسكو إن قرى أوتراديفكا وفيسيلا دولينا وزايتسيفي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت السيطرة على زايتسيف في اليوم السابق في تقريرها اليومي. وتقع هذه القرى الثلاث جنوب مدينة باخموت الخاضعة للسيطرة الأوكرانية. يحاول الجيش الروسي السيطرة على المنطقة منذ أشهر لكن من دون جدوى.
وتحدثت القوات الأوكرانية أيضا عن تحقيق مكاسب الجمعة تتمثل بالسيطرة على قرية غريكيفكا في منطقة لوغانسك (شرقا) حسب الحاكم سيرغي غايداي.
وفي منطقة خيرسون المحتلة (جنوبا)، قتل خمسة مدنيين وجرح خمسة آخرين في غارة أوكرانية أصابت حافلة مدنيين كانوا في طريقهم إلى العمل خلال عبور جسر، بحسب المسؤول الموالي لروسيا كيريل ستريموسوف.
واستهدفت كييف جسورا في هذه المنطقة مرارا من أجل تعطيل الإمدادات اللوجستية للقوات الروسية.
وتحدثت الرئاسة الأوكرانية عن هجوم روسي جديد على منطقة زابوريجيا (جنوبا) لليوم الثاني على التوالي، أدى إلى إصابة شخص واحد بجروح. وقالت إن "البنية التحتية دمرت في منطقتين، باستخدام طائرات مسيرة للمرة الأولى".
في اليوم السابق قتل أحد عشر شخصا في ضربات روسية على زابوريجيا، حسب إدارة الطوارئ الأوكرانية.