وكيل الأزهر يثمن جهود العلماء القدامى في توضيح أحكام الشريعة وطرائق الاجتهاد
قال وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني إن الاجتهاد ضرورة من ضرورات العصر، مشيرا إلى أن المتأمل لما كتبه العلماء القدامى يقف وقفة إجلال وتقدير للعقول المبدعة التي أوضحت أحكام الشريعة وطرائق الاجتهاد وأسهمت في بناء الحضارة، مثمنا جهود هؤلاء العلماء في الوصول إلى الصواب لنفع الأمة الإسلامية.
وأكد الضويني في كلمته خلال مؤتمر " الاجتهاد ضرورة العصر " والذي عقدته وزارة الأوقاف اليوم برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي ضرورة استكمال البناء على ما وقف عليه العلماء القدامى حتى نكون لبنة نافعة من لبنات هذه الاجتهاد .
وأشار وكيل الأزهر إلى أن الاجتهاد ضرورة مجتمعية خاصة إذا كان الواقع يشهد تطورات كبيرة تنشأ عنها كثير من المستجدات تتطلب الاجتهاد.. مؤكدا أن الاجتهاد الواعي هو الذي ينقل الأمة من الكسل العقلي إلى حالة من النشاط الفكري التي تؤهل المجتمع لحفظ إيمانه وعقيدته في مواجهة التيارات المتطرفة.
وأوضح أن الواقع يشهد تطورات كثيرة في كافة المجالات نشأ عنها الكثير من المستجدات التي تتطلب الاجتهاد الواعي من العلماء للوقوف على قضايا العصر والبت فيها للوصول إلى الصواب لنفع الأمة.
وأضاف أن موسوعة الفكر لدى العلماء القدامى كانت ضمانة حقيقية تقرب من الصواب، لافتا إلى أن عصرنا الحالي يحتاج إلى اجتهاد متعدد الرؤى في ظل هذا الواقع الذي يفرض التخصص، مشيرا إلى أننا نرى أفرادا غير مؤهلين يتكلمون باسم الدين دون علم وليس يخفى علينا أن دعم هذه الأصوات لا يفيد دينا ولا وطنا ولا يحفظ سلاما ولا أمنا.
وأكد وكيل الأزهر أن الاجتهاد ضرورة في كل زمان ومكان ويجب أن يكون جماعيا ومؤسسيا، مشيرا إلى أهمية الاجتهاد وضرورته بعد ما حمله العصر من معلومات وأدوات تحمل معها العسر والمشقة فقد جرأت غير المتخصصين من الافتاء بغير علم وهذا الواقع يضعنا أمام التأسيس للاجتهاد الجماعي.
وأوضح أن واقعنا المعاصر بما يحمله من قضايا مستحدثة يقتضي الدقة في والنظر في كليات الشريعة ومقاصدها وغير هذا من أدوات يندمج بعضها ببعض للوصول إلى الصواب، مشيرا إلى أن الاجتهاد في الإسلام دليل على أن الدين الحنيف دعا إلى أهمية إعمال العقل لأن العقل لن يهتدي إلا بالشرع.
وقال الضويني إن الأزهر الشريف كان قلعة الاجتهاد منذ نشأته، والاجتهاد في عصرنا الحالي يقتضي أن يكون جماعيا لتشابك القضايا بين مؤسسات عدة، مؤكدا أن تحقيق نهضة الأمة لا يكون إلا بالسير في خطين متوازيين الأول وهو القرآن والسنة النبوية ، والثاني التراث مع مراعاة التعدد في الفهم والفكر والرأي .