تراجع أعداد الحاويات في موانئ لوس أنجلوس الأمريكية وسط تراجع الطلب
تراجعت أعداد الحاويات التي تصل أكثر موانئ الولايات المتحدة ازدحاماً، في لوس أنجلوس الشهر الماضي بأكبر وتيرة منذ الأيام الأولى لوباء كوفيد 19، في مؤشر مبكر على بدء اعتدال طلب المستهلكين.
قال الميناء، يوم الخميس، إن الحاويات المحملة الواردة إلى ميناء لوس أنجلوس تراجعت 17% على أساس شهري، وهو أكبر انخفاض منذ مايو 2020، لتصل إلى نحو 404 آلاف حاوية في أغسطس، وأن عدد الحاويات الواردة الذي تم تسليمه يُعد أقل عدد منذ بداية العام.
الأكثر ازدحاماً
رغم الانخفاض وتوقع تسجيل أرقام أقل في سبتمبر، إلا أن المدير التنفيذي للميناء، جين سيروكا رجح أن يكون 2022 ثاني أكثر الأعوام ازدحاماً على الإطلاق في الميناء.
تزامنا مع ذلك، أظهرت البيانات الصادرة الخميس تراجع عدد الحاويات التي استقبلها ميناء "لونغ بيتش" المجاور، الشهر الماضي، بنسبة 5.6% على أساس سنوي، لتنخفض بذلك الحاويات الواردة على مستوى التشغيل لشهرين متتاليين. ورغم فترة التباطؤ، سجل الميناء في أغسطس ثاني أكثر الشهور ازدحاماً على الإطلاق.
يشكل المركزين لوس أنجلوس ولونغ بيتش مجتمعين أكبر مجمع موانئ في الولايات المتحدة، حيث يستقبلان نحو 40% من تجارة الحاويات مع آسيا.
تظهر أحدث البيانات تباطؤ وتيرة ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي ومبيعات التجزئة في الولايات المتحدة، في مؤشر على انعكاس التضخم الأكثر سخونة منذ نحو أربعة عقود على الاقتصاد، حيث عانت الموانئ على مدار أشهر من تدفق البضائع، مما تسبب في اختناقات بسلسلة التوريد وتأخيرات في التسليم، بينما يعكس ذلك التباطؤ التحسينات اللوجيستية وبدء اعتدال الطلب بسبب رفع أسعار الفائدة.
قال "سيروكا" في إفادة افتراضية يوم الخميس: "ما زلنا نرى ذلك الانقسام بين الضغوط التضخمية وربعين متتاليين من التباطؤ الاقتصادي بينما جميعنا كمستهلكين أميركيين نشتري المزيد، سوف نستمر في مراقبة تلك المؤشرات وغيرها، وأيضاً التوقعات المؤكدة بشأن ما سيفعله المستهلك الأميركي في مواجهة التضخم الحاد".
في الوقت نفسه، أشار "سيروكا" إلى أن أحد أسباب التراجع تحويل البضائع إلى أجزاء أخرى من البلاد، حيث يُعيد تجار التجزئة رسم مسارات طرق الشحن الخاصة بهم لتفادي تكرار أزمات سلسلة التوريد العام الماضي، وتجنب التعامل مع حالة عدم اليقين حول عمال موانئ الساحل الغربي، الذين لم تنتهي المفاوضات معهم حتى الآن.
اختتم "سيروكا" بقوله: "لدي قدرة تنافسية فائقة، ولا أريد أن أفقد رطلاً من الشحن لصالح أي ميناء آخر، لكن هذا يحدث عادةً، خاصة أثناء المفاوضات التعاقدية، حيث يرغب بعض الأشخاص وقتها في التحوط."