«أوبك» تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط لـ3.1 مليون برميل يومياً في 2022
قالت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إنّ سوق النفط العالمية تعاني من حالة "انفصام" وترسل إشارات خاطئة تقوض قدرة المشاركين على إدارة المخاطر، فيما أبقت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الخام عند 3.1 مليون برميل يومياً، دون تغيير عما وضعته في الشهر الماضي.
في تقريرها الشهري الصادر الثلاثاء، أوضحت "أوبك" أنّ هيكل السوق لجميع مؤشرات النفط الخام الرئيسية الثلاثة "برنت" و"غرب تكساس" و"نفط عمان" تعاني من ارتفاع أسعارها الفورية عن الآجلة، لكنها مالت نحو التسطيح بشكل كبير في أغسطس، مشيرة إلى قيام صناديق التحوط ومديري الأموال الآخرين بخفض صافي مراكزها الشرائية في العقدين المستقبليين الرئيسيين.
أمين عام "أوبك": سوق النفط تواجه خطورة عالية بسبب نقص المعروض
بلومبرغ: وزير الطاقة السعودي يقول إنّ انعزال عقود النفط الآجلة عن الواقع قد يدفع "أوبك+" للتحرك
ألمحت المنظمة في التقرير إلى أن أسواق تداول العقود والأسواق المادية باتت أكثر انفصالاً بشكل متزايد. بطريقة ما، تعاني السوق من "انفصام"، وهذا يخلق نوعاً من سوق التذبذبات ويرسل إشارات خاطئة في بعض الأحيان في وقت تزداد فيه الحاجة إلى الوضوح والرؤية وضرورة عمل الأسواق بشكل جيد أكثر من أي وقت مضى، للسماح للمشاركين بالتحوط بفاعلية وإدارة المخاطر الضخمة والشكوك التي يواجهونها.
يردد التقرير التصريحات المسهبة التي أدلى بها وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مقابلة مع "بلومبرغ" في 22 أغسطس، إذ اعتبر أنّ التقلّبات "الحادّة" في تداولات عقود النفط، إلى جانب نقص السيولة في سوق العقود الآجلة، تفصل أسعار النفط عن أساسيات السوق، وقد يجبر ذلك تحالف "أوبك+" على التحرك.
في المقابلة، أكّد الأمير عبد العزيز، ممثل أكبر منتج للنفط في "أوبك+" وأهم لاعب ضمن 23 دولة يضمها التحالف، أنّ أسعار العقود الآجلة لا تعكس أساسيات العرض والطلب، ما قد يتطلّب من التحالف تشديد المعروض عندما يجتمع التحالف الشهر المقبل للنظر في أهداف الإنتاج.
طلب مستقرّ
أبقت "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2022 دون تغيير مقارنة بتقرير الشهر السابق عند مستوى "صحي" يبلغ 3.1 مليون برميل يومياًَ. ويشمل ذلك الاتجاه الذي لوحظ مؤخراً للنمو الإضافي في الطلب على النفط بسبب التحول في وقود توليد الطاقة.
توقعت المنظمة أن ينمو الطلب على النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بـ1.6 مليون برميل في اليوم خلال 2022، فيما من المتوقع أن ينمو الطلب في الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بـ1.5 مليون برميل يومياً.
وفق التقرير، رُوجعت أرقام الربع الثاني من عام 2022 لأعلى بسبب الطلب على النفط الذي جاء أفضل من المتوقع في الدول المستهلكة الرئيسية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في حين عوّض الربعان الثالث والرابع من العام الحالي المراجعات.
كما أبقت "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2023 دون تغيير عند مستوى 2.7 مليون برميل في اليوم. وتوقعت أن يكون الطلب على النفط في عام 2023 مدعوماً بأداء اقتصادي قوي في الدول المستهلكة الرئيسية، بالإضافة إلى التحسن المحتمل من قيود كوفيد-19 وتراجع حالة عدم اليقين الجيوسياسية.